Feelings

29 7 0
                                    

احياناً اعتقدُ انني خُلقت لكي اكُون الشخص الذي يزْرع البسْمةَ فِي وجُوه الاخرِين..

لا ادْري كيف أصْبح الأمر هكذا و لكن كُلما دخلتُ إلى مكان ما أشْعر كما لو ان الجميع ينتظرُ مني شيئًا!

و ها انا ذا لا اجدُ ذاتي سوا اضحك، اتحدث بلا توقف، اُلقي النكات..

اتحدث عن كُل شيء و اي شيء!

كُل ما افعله هو الثرثره و الضحك!

فأنا دائماً ما كُنت الشخص الذي يحمل الضحكه ايْنما ذهب..

الجميع يعرفونني بذلك! الشخص الذي لا يتوقف عن الثرثره..
الذي يخْلقُ جوًا من المرح ايْنما حلْ!

اُحِبُ ان اراهمْ يضحكونَ و ان اسْمع قهقهاتِهِمْ تتعالى بِسببي!
رُبما هذا ما يُعطيني شُعورٍ بِالرضا..

او قد تكُون تِلك حجه اُقنع بها ذاتي لكي اشعر بانني مهم..

الجميع يعْتقد أنني سعيد فهذا ما يبدو على مظْهري السعاده و الابتسامه التى لا تفارق ثغْري!

و لكن فِي داخلِي..

فِي داخلي اشْياء لا استطيع وصْفها..

عِندما اكُون بِمُفردي! كُلُ شيء يتغير..

لا يُوجد ضحك.. ولا حديث.. فقط انا!

انا و الصمت الثقيل بِطريقة لا أستطيع احتمالها..

اشعر وكأنني اغْرق في بحرٍ من الفراغ..

احيانًا اجلسُ امام المرآه انظُرُ الى ذاتي!

ابحث عن ذلك الشخص الذي يضحك! لكِنه ليس هنا..

كُلُ ما تراه عيناي هو شخص مُرهق.. مُتعب.. يحمل مشاعر لا يعرف حتى كيف يعبر عنها..

احيانا اشعر انني اريد ان اصرخ اريد ان ابُوح بما في داخلي!

لكنني لا أستطيع..

الكلماتُ تعلقُ في حلْقي! لِماذا؟

لان في نظري انا الشخص الذي يجب أن يكُون بخير..

الشخص الذي يضْحك دائماً!

الشخص الذي يُثرثر بلا توقف..

لكن في اللحظات التي اكون فيها بمُفردي!

تتسلل ألي افكار و مشاعر لا اسْتطيع الهُرُوب منها..

اشعر انني اخُونُ نفسي في كل مره أضحك فيها و انا في الواقع مُحطم!

اسأل ذاتي:
-لماذا افْعل هذا؟ لماذا لا استطيع ان اكون حقيقيًا؟
لكِنني أعرف الإجابة..

أنا خائف!
خائف من أن اُظهر لهم كم انني ضعيف.. كم انني محطم.. كم انني حزين!

اخاف ان يهْجُرونني!

ان يبْتعدوا عني!

اخاف ان اكون يوماً ما سبباً في مُضايقه احدِهِم!

اخاف عليهم اكثر من ذاتي.. فا خسرتُها!

الجميع ينْعم بالنوم عداي..

عداي انا الغارق في بحرٍ من الضياع..

عداي انا اخُوضُ هذا الصِراع المرير مع ذاتي الذي لم و لن ينْتهي..

عداي انا الذي لا اشْعر بِذاتي ولا افْهمُها..

ذاتي و مشاعِري التى اصبحت مُبهمه..

مشاعري التى لمْ احْترمها يوماً! و كُنت دائماً ما اقف في طرِيقها اُعارضها و ارْمي بِسخطي عليها لِتبتعد عني و عن البقيه دُون اعْطائها حقاً في التعْبير!

خسرتُ ذاتي.. مشاعِرِي.. خسرْتُ كُل شيء!

خسرتُ كل شيء في ذاتي لاجْل من حولي..

و فِي النهايه لازلت ارْتدي ذات القِناع المُزيف..

لازلتُ اُصارع تِلك المشاعر و اُحاربها و اقُومُ بتقْييدها بِداخلي لكي لا تُزعج من حولي!

ولكن لم اُدرك ان بفعلتي تلك خسرتُ ذاتي..

اني بفعلتي تلك! اصبحتُ انا من يُعاني..

علمتُ ان لمشاعري حقاً في التعبير مهما كانت تلك المشاعر! غَضب، حُزن، رغْبه في البُكاء..

اياً كَانت تِلك المشاعِر! لها حقْ في التعْبير بِحُريه عنْ ذاتِها..

ولكن بِفعلتي تلك.. اصْبحت تلك المشاعر تتخبط في داخلي تائِه لا تعلم الى اين تلْتجأ لتُعبر عن ذاتها!

تتسائل دائماً!
-متى سيأتي اليوم الذي سوف اُعبر فيه بِحُريه دُون قُيود او تزييف..

و انا ايضاً اتسائل ذات التسائل!
-متي يا تُرى..

الخِتام..

كِتاباتي✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن