8

382 48 163
                                    

- أَلَدى باكوغو حبيبة؟"
همست فاليريا بأذن مينا بهدوء وهي تراقبه بينما كان بعض الأشخاص متجمهرين حوله ..

لتبتسم مينا تحرك يديها بحماسة بينما اعاقها فستانها عن القفز
- كنتُ أعلم ان نهايتكما معًا !"

قلبت فاليريا عيناها بابتسامة صغيرة ، ثم رفعت حاجبها تنتظر الجواب كما تحدثت مينا بامتعاض

- لا يوجد امرأة سواكِ تحبه بهذه الطريقة .."

- إذًا لا تسمحوا له بالحديث مع غيري "
تحدثت بمرح لتصرخ الأخرى مرة ثانية ، اشاحت فاليريا بصرها نحوه ..

كان عابسًا يضع يداه في جيوبه يحادِث أحدهم لا تهتم بهويته كما لم تهتم سوى به ، بمجرد النفاذ حمراوتيه بخاصتها هي منحته ايماءة خفيفة وابتسامة عفوية ثم اشاحت وجهها ترغب في الخروج من الحفل كله ..

أخبرت صديقها الاسباني أنها ستغادر وحدها كونها لم تأتي بسيارتها بل برفقته .. ترغب بالمشي وحدها حتى تصل للطريق السريع ، لفت الفرو مرة أخرى حول كتفيها وخرجت ..

ارتعش جسدها بلفحة هواء باردة ليقشعر جسدها ، كانت من محبي الشتاء لكن تكره شعور عظامها بالبرد ، غير معتادة على جو اليابان بعد أن كانت تعيش في جنوب اسبانيا حيث الجو هناك حار للغاية صيفًا ومعتدل شتاءً ..

ابتعدت قليلًا عن المكان حتى وصلت حديقة خالية نظرًا لتأخر الوقت وبدأت تتمشى فيها بينما تتذكر كيف تغلبت على ذعرها برفقته .. تتذكر كيف غرست أظافرها بكل قوتها بيداه .. تبتسم بدفئ عندما تلحظ أنه لم يبعد يداه ..

لم تكن شخصيتها متزعزعة أو هشة .. هي مجرد امرأة حُكِم عليها العيش بهذه الطريقة ..

هي تخاف المرتفعات وتخاف التحرش .. لكنها قوية بما يكفي لمجابهة خوفها أمام السبب به ثم الانهيار وحدها بنوبة ذعر ..

لكن هذه المرة لم تكن وحدها وهذه اول مرة .. ذلك الرجل .. يجعلها تبتسم كمراهقة صغيرة ، الأخرى لم تكن كبيرة في السن بل هي مجرد بائسة في الرابعة والعشرين فحسب  .

هي لم يكن لديها وقت كافي للوقوع في الحب في اسبانيا ، فحين ظهرت قدرتها تم وضعها تحت إشراف معلمين خاصين يقومون بتدريسها الطب من صغرها بالإضافة إلى أشياء أخرى ..

ليست ماهرة كطبيبة من فراغ ، الأمر مغروس فيها منذ الطفولة ..

وتمردها بالسفر إلى اليابان جعلها تختبر الكثير من الأشياء ، ان تكون صديقة مقربة لإحداهن والوقوع بحب أحدهم ..

أرواح مُجَـرَّحَة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن