بداية الاحداث

546 25 2
                                    

#البداية
#دفء_المشاعر
،**************
في بلدة  بأقصي الصعيد
بداخل بيت العمدة جبران الويشي المسجي  علي فراش الموت وبجواره ابنه الكبير ممسكًا يده بحزن:
يا بوي الحكيم جال بلاش حديت كتير، بالله عليك اسمع الحديت ومتوجعش قلبي عليك

يسعل الحج جبران بشدة ويتشبث بثياب ولده قائلًا:
بدير رايد بدير لو بتحب بوك ريح جلبي وشيع لخوك نفسي اطلع فيه قبل ما اموت، واحمله امانتي

ربط بدر علي يد أبيه بحنان وحزن يمزق قلبه أشلاء:
والله يا بوي شيعت ليه بس ظروفه. صعيبه ومش هيقدر يعاود دلوك، وانا موجود كي بدير اهوه  ولا قليل في عينك انا

ابتسم الاب بصعوبة وربت علي وجهه بدر  بحب وحنان وقال:
لاه انت مالي عيني وقلبي يا واد عمري كله، بس كنت رايد اجوله أن المال اللي كتبته باسمك واسمه اخوك،  البنات وخوكم الصغير ليهم فيه، بس بالأصول ومش قبل الأوان مريدش يحصل كي اللي حصل سابق
وكمان وصيه يتجوز وانت كمان ، رايد سلسال العيلة يكبر باولادكم وولاد خوكم طايع لما يكبر،

تنهد بدر بالم حزنًا علي حال ابيه الذي يودع الدنيا دون وداع ابنه الغائب منذ سنوات،
شعر أبيه بحزنه فأكمل حديثه بصعوبة بالغة:
كنت نفسي يعاود الصعيد ويكون جاري وانا بفارق الدنيا لكنه هملنا من سنين ونسي  أهله وناسه وكمان بوه اللي اتوحشه وهيموت مقهورة من وحشته عليه

صمت فجأة واخذ يسعل بشدة اكبر الي ان بدأ ينزف بغزارة جعلته لا يستطيع التنفس أو اكمال حديثه، نهض بدر من جواره  وظل يصرخ علي اخواته لكي يأتي أحدهم بالطبيب، 
لكن عندما نظر الي ابيه وراه يستنجد به لانقاذه خرج مسرعا كي يأتي هو به،
ما ان وصل الي اخر الدوار الا وسمع صراخ أحد اخواته ونحيبها بعويل يحطم الفؤاد:
بوي بوي متهملناش يا بوي، يا حزن الحزن عليكي
يا شوق يا مرك من بعد بوكي يا شوق يا ضهري اللي انكسر وسندى اللي راح بعدك يا بوي
لتلحق ببها اخواتها ويرددن وراءها  الصراخ والعويل، عاد بدر علي أثره صراخهم باعلان وفاة ابيه وقضاء نحبه  ،فاصاح فيهم بغضب:
اكتم يا بت منك ليها، بوكم مات لكن سندك وضهركم  ما مات انا وبدير وطايع لستنا علي راسكم
ادعوله بالرحمه وعليكم بالدعاء ليه وقراءة القرآن، وحذاري اسمع واحدة منيكم تصوت او تلطم وتشج خلجاتها، هشجها انا نصين فاهمين حديتي ولا لاه، بيكفي وجعتي علي فراقه

اذعن الثلاث بنات لاخيهم خوفًا وطاعه  فبدر أصبح الكبير رغم صغر سنه بعد موت أبيهم، وأمره نافذ عليهم غير العمودية التي ستصير له ليكون كبير البلد  وسيدها وليس كبيرهم فقط
******************
بعد انتهاء ايام العزاء بدأت اجراءت نقل العمودية الي بدر الويشي الشاب الثلاثيني الذي أصبح اصغر عمدة بالبلد لكن مقامه كبير عند الكل بهيبته وتعليمه العالي الذي جعله من صفوة رجال العيلة
وبعد مرور نصف العام علي رحيل الحج جبران بدأ أعمامه وزوجاتهم يحثونه علي الزواج لكي ينفذ وصية ابيه الذي طلب منه أن يمد سلساله باولاده هو وأخواته بدير وطايع الشاب المستهتر من دلع أبيه له، لكنه كان يرفض لعدم قناعته بالزواج علي هذه الطريق،  دون أن يختار هو بنفسه من تشاركه حياته،

رواية ( دفء المشاعر) للكاتبة/ سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن