في زاوية نائية من مكتبة قديمة ومنسية، يرقد تحت غبار السنين كتاب غامض يحمل بين دفاته أسراراً قادرة على تغيير مجرى حياة فتاتين بل وتغير واقعهما بطرق لم يكن بالإمكان تصورها.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أغلقت جيزيل باب غرفة الترفيه في شقة سولار، ووقفت تراقب لاو الذي يمشي بمهلٍ حتى إختار موضع جلوسه على الأريكة الصغيرة، وبعد نفس عميق أخذته، مشت هي وجلست على نفس الأريكة مبقيةً مسافة شخص بينهما.
كان الكتاب على الطاولة أمامهما، الكتاب الذي يبغضه كلاهما ويتمنون لو يعود الزمن ولا يلمسه أحد كي لا يلتقيا.
سحب لاو الكتاب وأخذ يتفحصه ويقلبه وبأمل يحاول فتحه لكنه مقفل ومن الاستحالة فعل ذلك، وبجانبه جيزيل التي تتجنب النظر اليه مباشرة وتركز على ما بين يديه الموشومتين بكلمة مخيفة تثير رعبها وقلقها أكثر.
حين يأس الشاب رمى الكتاب على البقعة الفارغة بينهما وانتفضت هي لا شعوريًا، ومن زاوية عينيه انتبه لحركتها وتذكر كلام سولار حيالهما فتنهد ثم قال : " أخبريني عما حدث بالتفصيل، كيف حصلتم على الكتاب ومالذي كتبتموه بالضبط قد نكون فوتنا نقطة ما "
إبتلعت ما تجمع في ريقها و قد أحست بالإنزعاج لأنها سئمت تكرار نفس الحكاية و نفس الموضوع، ثم إستقامت و إلتقطت الكتاب تجيبه : " دخلنا لهذه المكتبة القديمة عمدًا للحصول على مصدرٍ ممتاز لمشروع إحدى المواد الجامعية، وكانت الصدفة وجود هذا الكتاب على رفوف القسم المنشود ومن باب الفضول إلتقطته و.. "
توقفت قليلًا حين إستوعبت أنها ذكرت له تفصيلة عثورها أولًا على الكتاب وفتحها، وخشيت أن تزيد من أحقاد لترفع عينيها وتنظر له لتجده بتعابير وجهه الاعتيادية ينتظر منها الإكمال ففعلت : " كان الكتاب محفورًا بحروف لغتها غريبة، لكن الأغرب هو فهمنا لما هو مكتوب رغم جهلنا بهذه اللغة "
عقد حاجبيه ثم سأل : " وما هي اللغة؟ "
أخرجت هاتفها من جيبها ثم بحث عن النصب التراثي الموجود في جورجيا، والذي يحمل نفس الحروف ثم أرته ورأت الدهشة في عينيه ثم قال : " لا يستطيع قراءة هذه اللغة سوى شخصٍ واحد.. "
وضعت الهاتف جانبًا ثم أكملت تنظر إليه تارة ثم تنسحب تارة أخرى : " منذ فتحنا الكتاب وأول ما قرأناه كان ' كل ما يكتب يتحول الى حقيقة ' والأجواء من بعدها تغيرت ومنافذ الخروج أوصدت وعلقنا وما كان أمامنا حل سوى كتابة ما كتبناه "
