~01~

12 1 0
                                    

22-5-1973.

مَملَكة مدرِيد ~ حدِيقَة قَصر لازَارزوِيلا.

فِي الحدِيقَة الملَكِية اينمَا تقبَع الحسنَاء ذاتُ الخِصالِ الصَّهيبَة تذرِف دمُوعَهَا متَّكِئَة علَى حافَةِ النّافُورَة وَ لَم يعُد لهَا حولٌ وَ لاَ قوَّة فَاليومِ الذِي علَيها أنْ تفرَح بهِ بِـ مِيلادِهَا هوَ يومُ مماتِ اعَزِّ شخصٍ إليهَا.

صوتُ خطَى فتَاة مقتَرِبَة لمَكانِهَا~.

الخَادِمة الشَّخصِية: امِيرَة مارِيا كفَاكِ بكَاءً لاَ تذبِلي بتلاَتكِ فلَديكِ حفلَة بعدَ ساعَات، فَل نمسَح هذِه الدمُوعَ وَ لِـ نَرسُم بسمَة وَ نتجَهز وَ فِي اليلِ بِـ إمكَانِك افرَاغ حُزنِك بِـ أَحضانِي. 

مَارِيا: سوزِي لاَ أحَد يفهمُنِي مِثلَمَا تفعلِين انَا سعِيدَة لِـ وجُودِك بِـ جانِبِي.


تَستقِيم ماسِحَة مَاءَ حدَقتيهَا بِـ كُمهَا متَوجِّهَة لِـ غرفَتِهَا رفقَة صدِيقَتِهَا الوحِيدَة.

سوزِي بينمَا تعَدِّل مَكيَاج الأمِيرَة: أمِيرَتي جهزتِي فُستَان لِـ امسِيَة اليَوم؟.


مَارِيَا: لَا لمْ افعَل لقَد كنتُ اقرَأ رِوايتِي وَ نِمت، اختَارِي لِي فستَان مِن ذوقِك وَ أخَر لكِ.

سوزِي بِبسمَة لطِيفَة واضِعَة لمساتٍ اخِيرَة لِـ مكيَاجِهَا: مِن دواعِ سرُورِي مَارِيا.

بينمَا الخادِمة تَبحثُ عَن فساتِينٍ لِلـ الأُمسِيَة كَانت صهبَائُنَا تفكِّر كيفَ ستبقَى لساعَاتٍ بينَ أُناسٍ كثِيرِينَ لاَ تعرِف احدًا مِنهم خاصَة انهَا تعَانِي مِن رُهابٍ إجتِماعِي.

سوزِي: أَمِيرَة مارِيا لقَد وجدتُ إثنَينِ مناسِبانِ لنَا، بِمَا انتِ شارِدِة؟.

مَارِيا خارِجَة مِن شرُودِهَا: هَاه؟، لاَ لاَشيءٌ، هِمم سأَختارُ البنِي انهُ هادِئ.

تَأخذُ الفستَانَ متوَجِّهَة لِـ غرفَة التغيِيرِ لتخرُجَ بعدَ مُدَّة مرتَدِيَة فستَان ذُو الوَانٍ ترابِية منفُوشٌ قلِيلاً معَ كَعب ليسَ بـِ طوِيلٍ جِدًا ذُو لونٍ ابيَض مُسدِلَة شَعرهَا النَّاعِم وَ رافِعَة جزءٌ صغِيرٌ منهُ كَـ كعكَة صغِيرَة معَ مكيَاجٍ يبرِز حدَقتيهَا الزَّرقاوِتَانِ وَ كرزِيتيهَا غيرُ المحدَّدتانِ  لتباسِم سوزِي المرتَدِية للفستانِ الوردِي الفاتِح بـ خِفة.

سوزِي: مَارِيا أَ-مُتأكِّدَة انكِ بشَرِية وَ لستِ حورِية؟؟ إسمُ اللهِ علَى هاذَا الجمَال أَمِيرَتي.

مَارِيا مخرِجَة قهقَهاتٍ عذبَة مِن ثغرِها: سوزِي انتِ تخجِلينَنِي فَـ بحرُ جمالِكِ يفُوق.

سوزِي: أفدَيتُ خجَلكِ امِيرَة، انَّهُ الغرُوبُ فَل ننزِل وَ لاَ تقلَقِ سأبقَى قربَكِ لاَ تتوَترِي. 

مَارِيا:  شكرًا لكِ حقًا.

بينَما الضيُوف يترَاقصُونَ علَى الأغَانِي الكلاسِكيَة وَ هناكَ مَن يشرَب شرابَهُ وَ مَن يحدِّث الجَالِس جَانِبِه همَّت الفتَاتانِ بالنزُولِ مِن الدَّرجِ وَ الاضوَاء مُسَلطَة علَيهِمَا جعِلاً الحضُورَ ينبَهِرونَ مِن جمَالِ أمِيرَتِهم لـ تستَقِر جانِب والِداهَا وَ اخاهَا بِـ التبنِي بينمَا خادِمَتهَا بعِيدَة قليلاً لِـ يقتَرِب مجمُوعَةٌ مِنَ الشَّبابِ نحوَهَا منحنِينَ.

احَد الشّبانِ:  سُموَ الأمِيرَة أتَسمَحِينَ بِـ رقصَة معَ احَدِنَا؟.

مَارِيَا بينمَ التوَترُ يسُودُ كَيانَها: اعتَذِر لكِن لاَ أُجِيدُ الرقصَ.

ينطِق شابٌ اخَر بِـ إصرَارٍ: سَـ أُساعِد سُموَّكِ، لاَ تقلَقِي.

لِـ يقُومَ اخَوهَا وَلِي العَهدِ كَارل بِـ دَفِهَا بخِفَّة مبتَسِمًا بِـ حنِّيَة: مَارِيا لاَ داعِي لِلـ توَتُر فَل تجَربِي.

تّٰومِىء واضِعَة كفَّهَا بِـ يَدِّ الشَّابِ متَوجِّهانِ لمنتَصفِ القاعَة وَ بعدَ عِدَّة رقَصاتٍ تسْتأذِن لتخرجَ للحدِيقَة ملتَقِطَة أنفَاسِها مرتَمِيَة علَى العُشبِ.

مَارِيا: اليومَ هوَ الواحد وَ العشرِينَ سنَة لِي بِـ هَاذَا القصرِ وَ لَم اعتَد علَى حفَلاتِهِم هذهِ، اتمنَى أَن تنتهِي بسُرعَة امَا سوزِي لَن أُسامِحهَا لتركِي وحدِي هناكَ.

صوتُ شابٍ مَا وَرائَها: واحِد وَ عِشرينَ سنَة؟، يَا لكِ مِن صغِيرَة صهبَائِي الجمِيلَة.

......................

انتهَى الفَصلُ الأَول، تصوِيت وَ تعلِيق لِـ دعمِي أَعِزائِي وَ سَأكمِل الفصُول التالِيَة.

وَ كانَت معكُم الكاتِبَة ثعلَبة ♡

سُرمدِية الحُسن الصَّهيبِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن