THE GODFATHER:1

3.5K 290 567
                                    

بين شوارع صقليه الضيقه فتاة في عقدها العشرين تركض دون وجهة محدده،هاربة الى مصيرها المجهول،جسدها تملؤه بقع الدماء والوحل،لاتميز دماء جروحها من دماء غريمها الذي حررت نفسها منه للتو..

ماريانا ذات الثلاث وعشرون ربيعاً كانت على علاقة غراميه بغريم ابيها وعدوه لوسيانو،حين علم والدها واخيها بالامر لم يكتفو بنصب كمين لعشيقها وقتله،بل عمدو الى حبسها والتخطيط لتزويجها من رجل اخر،لذلك لم يكن لها سوى التخطيط للهرب في ليلة ظلماء ماطره..

بعد ان قطعت مسافة لابأس بها بعيداً عن القصر الذي ترعرعت فيه،وقفت تستريح قليلاً تطالع حولها لتتأكد ان لااحد تمكن من اللحاق بها،بلاشك انهم يبحثون عنها الان دون هواده لتدفع ثمن خطأها الوخيم،لكنها لم تقع في ايديهم بعد..

طالعت ماحولها لتضمن ان لااحد يراقبها ثم حشرت نفسها في احد الازقه المظلمه تتكأ على الجدار الرطب لاهثة تلتقط انفاسها المسلوبه،ثم تبحث عن هاتفها تنتظر اتصالاً من آخر خيط أمل عندها ثقتها ضعيفه به لضعفه لكن لم يكن لها خياراً اخر لتتشبث به بعد ان عرض عليها المساعده..

واخيراً رن هاتفها فاجابت مثل معذب ينتظر الخلاص،شعرها تتقطر منه المياه وشفاهها ترتجف بفعل البرد..
"خوليو"

سرعان مااجابها
"ماريانا اين انت؟مازلت في القصر؟"

اهتز صدرها وبنبرة مرتجفه تحدثت
"لقد اكتشف اخي امري وحاول قتلي لكني تمكنت من الفرار منه قبل ان يفعل؟انا خائفه"

"ارسلي لي موقعكِ ساتي لأخذك"

صرت على اسنانها غاضبة
"انت غبي لاوقت لدينا لنضيعه لابد انهم في صدد اختراق هاتفي الان،هذه اخر مكالمه اجريها اخبرني اين انت؟قبل ان ارميه في هذا الزقاق وانضم اليك"

"انا عند الرصيف البحري الممر التاسع"

تنهدت بتعب ثم نبست
"انا قادمه"

اقفلت الهاتف وضربته عرض الجدار ليتحطم ثم رفعت رأسها لاعلى تمسح على وجهها لتغسل بشرتها بقطرات المطر الغزيرة من اثار الجريمة التي ارتكبتها قبل ان تلوذ بالفرار،نظفت يديها كذلك ثم خلعت المعطف الذي ترتديه واكتفت بقميصها الشفاف وتنورتها القصيره،ثم خرجت من الزقاق تمشي باتزان،لكن قلبها يرتعد خوفاً ان امسكو بها سيمزقها والدها ارباً بعد ان تسببت لاخيها الاكبر بعاهة مستديمه..

اشارت لأول سيارة اجرة مرت من امامها لتتوقف فتفتح الباب وترتمي في المقعد الخلفي اخيراً يمكنها ان تتنفس الصعداء موضعت كفهااسفل معدتها تتحسسها بحنو حيث تحمل الذكرى الوحيده من قصة الحب الملحميه التي عاشتها هنا،لكنها لن ترتاح حتى تصل ذلك الرصيف وتركب قارب النجاة لتغادر صقليه الى الابد..

ألعَــــرَابّWhere stories live. Discover now