حيثُ أسباب سعادتنا قد تكون أسباباً في حزننا، حيثُ الثباتُ في قالبٍ هشٍّ و الهشاشة في قالبٍ ثابت والرّقة المغلَّفَة، هنا قلوبنا تنبضُ بسرعةٍ لما نحب، و تنبض بسرعةٍ لما نتألمُ له أيضاً.
هنا حيثُ يخالجُناَ الحنين لما نعرفه و عشناه، و لما لم نعشهُ أو نعرفهُ يومًا، نبكي على أشياء لم نحياهاَ، نفقدُ أشياءَ لم نملكْهاَ، نُحبُّ الذي لم يشاركُناَ المكانَ نفسَهُ يوماً.
في هذاَ المكان نتسائلُ لماذا الألم يشتَرِكُ في إثنين، في الأشياء التي تحزننا و ننفرُ منها، و في الأشياء التي نعشَقُها.
كِلَا الإحساسين يشُدَّا على القلبِ بألم غريب، يدفعنا غريزيًّا بِدَعكِ جهةِ قلوبناَ.
هنَا يوجدُ ماهو ربّمَا موجود لكنَّهُ زائِل، و ماهو غيرُ موجودٍ أبدًا.
في هذا المكانِ نتسائَلُ عن كلِّ شيء و نحاكِي أرواحنا التِّي لا نفهمهَا، حتّى عن الأسرارِ التّي تُقَال كُن متيقِّنا أنها ليست السرَّ الحقيقي، بلِ الحقيقيَّةُ هي التي تبقى في الخلف، لا أحدَ يعلمُها و لا مالكُها أيضاً.
"هنَا"، و" في هذا المكان"، و "حيث"...كلُّها هي قلبي.
أنت تقرأ
مِثْلَ الحَنِينْ
Historical Fictionعندما أقولُ أنَّ القلبَ لا يتألّمُ للألم وحده أقصدها، عندما أقول أن الحنينَ ليسَ لما عشناه فقط أقصدها، عندما نقول عن الرّوائح والموسيقى "سمعتُها في مكانٍ ما، شممتُها من قبل..." لا نقصدُها بالضبط، عندما أقول أن وقتَ نحبُّ شخصا كثيرا ننسى شكله فأنا أق...