بين الجدران البيضاء والطاولات الصفيحية؛ حيث الحركة متوترة وغير مريحة البتة، أصوات تصادم زجاج هنا وأصوات صيحات هناك، وأصوات أوراق تنبعث من ناحية أخرى، كان يقف مرتديا معطفه الطبي يمسك بين يديه دفترا يتحدث بجدية:
«ضع هذه هناك،لا لا احذر وأنت تنقلها فهي قابلة للتحطم.»
كان يتحدث بكل جدية ورزانة قبل أن يجد شخصا يصطدم به بعنف مسقطا إياه ليتأوه متألما ينظر لذلك الشخص الذي دفعه، والذي انفع بدوره قائلا بسرعة:
«تميم،أين الأدوات التي ستساعدنا في التحكيم؟»
دفع تميم ذلك الشخص ثم نهض يشير إلى إحدى الطاولات قائلا:
«ستجد كل شيء موجودا عندك الحاسوب والدفاتر وكل ما يلزم.»
قال ذلك ثم انصرف ليتجه الآخر إلى كرسي المنضدة يجلس عليه ممسكا القلم يخط على سطح إحدى الأوراق عدة كلمات، وهي:
-الفكرة.
-السرد و الحوار.
-اللغة.
-العبرة المستفادة.
ثم رفع بصره متحدثا ببسمة:
«مرحبا بكم يا رفاق في أحد أبراج نيكولاس؛ حيث سنقوم بعملية التحكيم للمسابقة.»
ضغط على زر تشغيل الحاسوب لتظهر الواجهة ثم ضغط على أحد الملفات لتظهر له صفحة معنونة بعنوان «نقاط التحكيم» ليتحدث بجدية:
«سيكون أساس التحكيم في مسابقة سراج متمحورا حول أربع نقاط، وهي: الفكرة، والسرد والحوار، واللغة، والعبرة المستفادة، وستكون العبرة المستفادة غير ظاهرة وعلى القارئ اكتشاف تلك العبرة.»
ختم حديثه ينهض عن الكرسي متجها إلى منضدة يتواجد عليها بعض المواد الكيميائية قائلا:
«كل من نقاط التحكيم السابقة سيتشكل فرقا كبيرا في مركز عملك الأدبي؛ حيث ستكون الفكرة هي انطلاقة التحكيم الأولى؛ لذا فعليك اختيار فكرتك بعناية، أما السرد والحوار، فهما من سيصوران فكرتك الرائعة، وأما عن العبرة، فهي أساس مسابقتنا هذه.»
استند بكفيه إلى الطاولة قائلا بابتسامة عريضة:
«نتحرق شوقا لرؤية سُرْجِكم المنيرة ورؤية قوة ضوئها، نلقاكم على خير.»
ختم حديثة ملوحا بيده الممسكة بأحد المحاليل الكيميائية ليسقط على الطاولة ليهرع محضرا بضعة مناديل ورقية ليجفف المكان سريعا.
دمتم سالمين
كان معكم
إلياس
أنت تقرأ
مسابقة ســراج 2024
Short Storyتتفتح أبوابنا ليتسلل منها شعاع السراج حاملا أحرفا خطها القلم بكل الحب. #مسابقة#سراج
