2- حقيقةٌ أم حُلم!

6 1 1
                                    

وصلت «نارا» بِهم إلىٰ مدينة كبيرة يطير حولها العديد من التنانين، وعندما هبطوا وجدوا الكثير من الناس في انتظارهم.

نظرت «وعد» إلى «أميليا» بإستغراب؛ لكيّ تفسر لها ما يحدث، فهزت رأسها لها بأن تطمئنَّ، وبعد مدّة تقدم منها رجلٌ يبدو عليه الكِبر وقال بترحيبٍ:
- مرحبًا أيتها الفارسة، لو تعلمين كم انتظرناكِ! ولكن لا يهُم فأنتِ الأن هُنا وستساعدينا.
قالت «وعد» باستغراب:
- فارسة! وأساعد مَن؟ ومَن أنتُم؟ أنا لا أفهم شيئًا.
قال العجوز:
- على رِسلك يا فتاة سنخبرك بكُل شيء، ولكن بعدَ أن ترتاحي قليلًا.
- ولكني لا أريدُ أنْ ارتاح، أنا بخير، هيَّا أخبرني.
نظر لها العجوز قليلًا ثم تنهد وقال:
- إذًا اتبعيني.

وصل بها إلى كوخٍ كبير يقع في منتصف المدينة، عندما دخلت «وعد»  إلى الكوخ تفاجأت بهِ، فڪان يبدو عليهِ أنهُ بُنيَّ مِن مئات السنين.

ظلت تتأملهُ حتى قاطعها صوت العُجوز وهو يخبرها أن تجلس.

جلسوا جميعًا ثم بدأ العجوز بالحديث:
- ماذا تريدي أن تعرفي؟
قالت «وعد»:
- أريد أن أعرف كُل شيءً.
تنهد العُجوز وبدأ بسردِ كُل شيءٍ لها:
- أنا «فيّاض»ونحنُ الآن في «نياجرا» تلِكَ المدينة التي عاشت في حُبٍّ وآمان لِـ مئات القُرون حتى...
صمت، فسألت «وعد»:
- ماذا حدث بعدَ ذلكَ؟
تحرك العُجوز متجهًا إلى الشرفة وأكمل:
- حتى حاول الساحر «هتّان» السيطرة على تنانين المملكة بسحره؛ لكي يسيطر هو على العرش ولكن جنودنا كانوا بالمرصاد له ونجحوا في القبض عليه وتم نفيه خارج البلاد منذ ذلك الوقت، ولكنه عاد من جديد وبدأ في قتل كثير من الأبرياء من أهل المدينة..
قاطعته «وعد»:
- ولكن هذا ظلم! لماذا لم يوقفه أحد عند حدّه!
- حاولنا ولكنه كان يزيد قوةً مدة بعد مدة ولم نعد نستطيع الوقوف أمامه، وكدنا نقفد الأمل حتى رأت ملكتنا العزيزة رؤية أنه سوف تأتي فارسة ومن عالمٍ ليس بعالمنا وستكون قادرة على الوقوف أمامه والقضاء عليه للأبد.
سألته «وعد»:
- وكيف علمتم أن تلك الفارسة هي أنا!
- عندما رأتك الملكة في الرؤية طلبت من أحد رسامين المملكة أن يقوم برسمك ووصفت له وجهك كمان رأته، وظللنا بعدها عامين كاملين نبحث عنكِ حتى استطعنا إيجادك..
لمْ يكِمل حديثه؛ بسبب دخول «أميليا» علينا وقالت:
- سيدي، لقد عاد «هتان» مرّة أخرى.
انتفض السيد «فيّاض» وأسرع للخارج ثم لحقته أنا و«أميليا»، وعندما خرجنا وجدناه، عندما رآني ابتسم بشر ثم قال:
- أهلًا أهلًا بالفارسة الصغيرة، ألن تأتِ وتُسلمي عليّ؟
لم أجيبه، ولكنِّي ظللت أرجع للوراء حتى شعرتُ بيدِ «أميليا» تسحبني ورائها، وتهمس ليّ:
- لا تخافي، أنا معكِ.

قد تبدوا للبعض أنها كلمة بسيطة، ولكنها جعلتني أطمئن، ما أجمل أن تجد شخصٌ يحاول بشتى الطُرق أن يُطمئنكَ عندما يجدك خائفًا.

نظر «أميليا» لِـ «هتان» وقالت:
- ماذا تريد؟ ألم تُنفى من المملكة من قبل! إذًا لماذا عُدت؟
قال:
- على رِسلك يا فتاة، أتريدني أن أغادر بِهذهِ السرعة! أليس قبل أن أرحب بِفارستي الصغيرة.

ثم نظر إليَّ بخبثٍ، ولكن «أميليا» ضغطت على يدي لتُطمئنني.

قالت «أميليا»:
- إذا لمْ تُغادر الآن، فستغادر بعد قليل ولكن بدونِ روحكَ.
- لماذا أنتِ سريعة الغضب هكذا يا «أميليا»، لا تقلق فلن أمكث هُنا كثيرًا، هيَّا إلى اللِقاء.

لم تمر إلى دقاق وكان اختفى من أمامنا.

قال فيّاض :
- يجب أن تبدأ «وعد» بالتدريب سريعًا؛ حتَّىٰ نكُون على استعدادٍ إن عادَ مرةً أخرة، لذلك اذهبي وارتاحي قليلًا؛ لأنكَ سوف تبدأي تدريب من الغد.

ذهبتُ إلى كوخٍ صغير أخبرني عليه السيد «فيّاض»؛ لكيّ ارتاح قليلًا.

***

استيقظت «وعد» مُبكرًا، ظلت تنظر حولها بإستغراب، وتسأل نفسها لماذا هيَّ هُنا؟ يبدو أن عقلها لمْ يستوعب بعد ما حدث معها بالأمس،لا تعلم هل ما حدث معها حقيقةٌ أم حُلم!
وبعد قليل من التفكير تذكَّرت ماذا حدث لها.

قامت من سريرها وذهبت لغسل وجهها ومن ثُمَّ إرتدت الملابس التي وجدتها على الأريكة التي بجانبِ السرير،
يبدو أن «أميليا» وضعتها لها هُنا.

ارتدت تلك الملابس، ومن ثُمَّ ألقت نظرة على نفسها في المرآة، فكانت ترتدي بدلة تشبه كثيرًا بدلة الفرسان، أعجبتها تلك البدلة، وبعد قليل همَّت بالذهاب إلى السيد «فيّاض»؛ لتعرف كيف سيكُون تدريبها اليوم، ولكن عندما قامت بفتح الباب وجدت « أميليا» أمامها.

تقدَّمت قائلة:
- جيدٌ أنكِ صحوتي مبكرًا، هيًّا لتقومي بإختيار التنين الخاص بكِ.
بدأت بالسير معها وأنا أسأله:
- هل لكُلِّ فارسٍ هُنا تنين خاص!
- أجل، يكون صديقكِ ورفيقك أينما ذهبتِ هو معكِ.
ابتسمت بسعادة وأنا أقول:
- رائع، لا أصدق أن حُلمي في وجود تنين خاص بي قد تحقق، يالهُ من أمر جميل!

أكملوا السير وهما يتحدثان في أمورة عدّة، وبعد قليل من السير وصلوا إلىٰ شيء يشبه الإسطبل ولكنه خاص بالتنانين.

ظلت «وعد» تدور حول نفسها بسعادة وانبهار، فكانت تلك المرة الأولى التي ترىٰ فيها إسطبل تنانين، كَم هوَّ رائع!

تقدمت « أميليا» قائلة وهي تفتح الباب:
- أَأنتِ مستعدة؟
- أجل.

دلفوا إلى الداخل وقادتها « أميليا» إلىٰ آخر الإسطبل؛ حيث يوجد تنينها الخاص.

- تِلكَ هيَّ «أليكسا»، إنها أنثى، سريعة الطيران وتعشق الطعام جدًّا.
ضحكت «وعد» وقالت:
- إنها تحب الطعام مثلي، يبدو أن صداقتنا موفقة.
- إذًا هيَّا لنبدأ تدريبنا.

أعدت « أميليا» التنينة لتكون جاهزة للتدريب وأعطت لِـ «وعد» درع خاص بها إذ حدث شيء تحتمي بهِ.

- سنبدأ أول شيء بالتدرب على كيفية ركوبها والسيطرة عليها، اتفقنا!
جاوبتها وأنا في قمة حماسي:
- اتفقنا.

بدأوا التدريب سويًّا، واحدة واحدة حتىٰ تمكنت «وعد» من الطيران بعض الشيء.

- أحسنتِ يا فتاة، لقد كُنتِ رائعة.
- شكرًا لكِ.
- الآن فلتقومي بالطيران لمسافة بعيدة قليلًا.
- حسنًا.

بدأت «وعد» بالطيران حتىٰ وصلت عند ذلك الارتفاع الذي أخبرتها عنه «أميليا»،
ولكنها فقد السيطرة على «أليكسا» مما أدى إلىٰ سُقوطَها، فهل يا تُرىٰ سوف تنجوا من تلك الوقعة أم ماذا!

يتبع.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نِيرَانُ نِيَاجَرَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن