هذه حكايتي

83 5 13
                                    

كان الظلام حالكا، في احد الازقه الخطيره في شوارع اليابان، لا تحوي بداخلها سوى المجرمين والاشرار من مختلف النوايا والافعال، لكن الاكيد، ان كلهم لن يفعلوا شيء جيد لاي شخص، خصوصا لو كان هذا الشخص فتاة مراهقه لا يتجاوز عمرها 17 مع مظهرها البريء واللطيف، ذات شعر بني فاتح مربوط على شكل ضفيرتين انيقتين على الجوانب، اعين زرقاء ونظاره طبيه ناعمه ترتديها لقصر بصرها.

جذبت تلك الفتاة اعين احد الاشرار هناك، الشرير دابي، او لاكون اكثر توضيحا، تويا تودوركي، الذي اعترف قبل ايام معدوده لليابان باكملها عنه وعن نسله وحقيقة اصله وهو من وابن من، منذ ذلك الوقت عجت الفوضى ارجاء اليابان، واصبح السيطره على الاجرام مهمه شبه مستحيله.

رفع الشاب حاجبه على الفتاة التي كانت واقفه بعدم اكتراث تام وهي تشاهد القمر في تلك الليله، لاحظ شكلها المدني جدا، كانت ترتدي بنطال جينز اسود واسع من الذين يرتدونه المراهقين هذه الايام، مع بلوزه بيضاء ضيقه باكمام طويله، لم تنتبه له الفتاة حتى ولم تلقي عليه نظره خاطفه، فقط بقيت مركزه على القمر وكأنها جالسه في شرفة غرفتها وليس في زقاق يعج بالمجرمون.

حلل تويا الفتاة وافترض عدة افتراضات: اما ان هذه الفتاة غبيه جدا لدرجة انها لم تذهب مع عائلتها او ما شابه الى الملاجئ في اكادمية U A او غيرها، او انها قويه فقط وواثقه جدا من قدراتها على الدفاع عن نفسها ضد الاشرار، او انها شريره مثله ومثل كل شخص يتجول في الشوارع تلك الايام لكنها فقط تظهر بمظهر مدني كتمويه، وهو ما اعتبره تويا جبنًا منها (رغم انه فعل الشيء ذاته سابقا).

تويا: هل انتِ شريره او شيء كهذا؟.

تكلم فجأه مما لفت انتباه الغريبه وادارت رأسها ووجهة انتباهها له بدلا من القمر، هزت رأسها بفضول وتعابيرها تتغيير ببطيء الى مزيج من الفرح التي اخفتها بنجاح والسخط الخفيف.

«وهل ابدو كواحده؟».

قالت الفتاة بسخريه وهي تنظر له وهي تقاطع يديها على صدرها بثقه وتنظر له.

تويا: بصراحه لا، تبدين كطالبة مدرسه عاديه بالنسبه لي، لكن المظاهر ليست كل شيء.

ادارت يارا عينيها على رد تويا واعادت نظرها مجددا للقمر متجاهله اياه تماما، غضب تويا من عدم اكترتثها به، اخرج ناره الزرقاء المميزه من كفيه وقال بغضب.

«عليك ان تنتبهي لي او انني سوف احرقك بالصدفه».

قال مهددا وهو يصر على اسنانه، نظرت له بهدوء ولم يظهر على وجهها اي علامه من علامات الخوف، طبيعي، اعني الفتاة التي تجلس في اماكن كهذه سترى العجب والعجاب وعرض تويا الناري ليس شيء غير متوقع.

يارا بهدوء: لا يوجد شيء اسمه تحرقني بالصدفه، اما تحرقني عمدا او عن طريق الخطأ، الحرق عن طريق الصدفه مستحيل حسب علمي.
تويا: يا لك من فلسفيه.
يارا: ربما، ايها الجني.

يارا سوزوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن