في مملكة "ألدور"، كانت الرياح تحمل رائحة الدم والمؤامرات التي تجري في الظلال. كانت المملكة تعيش عصرًا من الاضطراب، حيث العروش تتغير بسرعة، والأعداء يتربصون في كل زاوية. وسط هذه الفوضى، كنتُ أنا، "لارا"، القاتلة المأجورة، أعيش حياة لا تعرف الرحمة. نشأتُ في الأزقة الخلفية للعاصمة، حيث لا ينجو إلا الأذكى والأقوى. لم أعرف عائلة أو منزلًا دافئًا، بل تعلمت منذ صغري أن السيف والخنجر هما الصديقان الوحيدان اللذان يمكن الوثوق بهما.
مرّ عقدان من الزمن وأنا أتنقل من مهمة إلى أخرى، وكلما زادت صعوبة المهام، زاد صيت اسمي في جميع أنحاء الممالك المجاورة. كان الجميع يخشون "لارا"؛ قاتلة لا تفشل أبدًا. جاذبيتي تكمن في قدرتي على تنفيذ المهام الأكثر تعقيدًا بسرية وكفاءة. لم أكن أملك هدفًا سوى البقاء على قيد الحياة، والقيام بما أجيده.
في يوم ما، وصلتني دعوة غير متوقعة من قصر الملك "ألكسندر". كان شابًا في مقتبل العمر، تولى العرش بعد وفاة والده في ظروف غامضة. كان عهده مختلفًا عن أسلافه؛ كان يسعى لإصلاح البلاد، لتوحيد الممالك المتنازعة تحت حكم عادل. لكنه، مثل كل ملوك عصره، لم يكن محصنًا ضد الأعداء. وكان يعلم أنني، بمهارتي وسمعتي، سأكون الشخص الذي يحتاجه لحماية عرشه من تلك الأعداء الذين ينتظرون الفرصة للانقضاض عليه.
قبلتُ العرض، وبدأتُ العمل في خدمة الملك. كانت مهماتي واضحة في البداية: اغتيال الأعداء والمخربين الذين يخططون لزعزعة استقرار المملكة. كنت أقوم بعملي بلا تردد أو أسئلة. لكن مع مرور الوقت، بدأت العلاقة بيني وبين "ألكسندر" تتطور. لم يكن الملك كما توقعت. لم يكن مجرد رجل يسعى للسلطة أو لإشباع شهواته مثل باقي الملوك الذين التقيت بهم. كان "ألكسندر" مختلفًا. كان يستمع، يفكر، ويهتم بمستقبل مملكته وشعبه. كان يتحدث معي ليس فقط عن المهام، بل عن أحلامه ورؤيته للمملكة.
في البداية، كنت حذرة. لقد عشت حياتي بأكملها دون أن أسمح لنفسي بالاقتراب من أحد. لكن "ألكسندر" كان يملك جاذبية لا يمكن إنكارها. كان هناك شيء فيه يشدني نحوه، شيء يجعلني أرغب في البقاء بقربه. كل ليلة بعد كل مهمة، كنا نتبادل الأحاديث الطويلة في حدائق القصر. أخبرني عن طفولته، وعن المسؤوليات التي تحملها في سن صغيرة بعد وفاة والده. كان يشعر بالوحدة، وكأنه يحمل عبئًا لا يمكن لأحد فهمه.
ومع مرور الوقت، تحولت تلك المحادثات إلى شيء أعمق. شعرتُ بأنني لم أعد مجرد قاتلة مأجورة بالنسبة له، بل أصبحت شخصًا يعتمد عليه. ومن جهتي، وجدتُ نفسي أكن له مشاعر لم أكن أعرف أنني قادرة على الشعور بها. لم أعد أراه فقط كملك. أصبح صديقًا، ثم تحولنا من صديقين إلى عاشقين.
YOU ARE READING
عهد النسيان
Fantasyفي مملكة "ألدور"، تعيش "لارا"، القاتلة المأجورة، حياة مليئة بالظلام والفوضى. تتلقى دعوة غير متوقعة من الملك الشاب "ألكسندر"، الذي يسعى لإصلاح مملكته بعد وفاة والده. بينما تتطور علاقتهما من الشراكة إلى الحب، تجد "لارا" نفسها في صراع داخلي بين ولائها...