**التكملة:**
تجمدت "لارا" في مكانها، تنظر إلى الرجل الغامض الذي ارتدي عباءة سوداء. كانت عيناها تلمعان بالقلق، وداخلها صراع بين الخوف والفضول.
"من أنت؟" سألت بصوت مرتعش، بينما كان قلبها ينبض بسرعة.
"أنا من أتيت لأساعدك في استعادة ماضيك." قال الرجل بصوت عميق. "لكن الأمر يتطلب منك قرارًا."
تقدمت منه، محاطة بهالة من الشك. "ماذا تقصد؟ ماذا تعرف عني؟"
"أنتِ أكثر من مجرد قاتلة مأجورة، لارا. لديك قوة لا تملكين فكرة عنها. لقد قمتِ باختيار صعب، والآن يجب أن تختاري مرة أخرى. هل ستستعيدين هويتك، أم تفضلين البقاء هنا في الظلام؟"
تأمل "لارا" في كلماته. كان هناك شعور غريب داخلها، كما لو كانت تعرفه من مكان بعيد. "لا أستطيع العودة دون أن أعرف ما حدث. لا أستطيع مواجهة ما فقدته."
"لقد خسرتِ أكثر مما تدركين." همس الرجل. "لكن هناك أمل، وخيارًا لك."
---
في تلك الليلة، جلست "لارا" تحت سماء مليئة بالنجوم، تفكر في كلمات الرجل. كانت الذكريات ضبابية، لكن في أعماق قلبها، كانت تشعر بشيء مفقود. "ألكسندر..." همست، ودمعة انزلقت على خدها. "لماذا لم أستطع حمايتك؟"
وفي خضم مشاعرها، عادت إليها ذكريات سريعة. رؤية "ألكسندر" وهو يجلس على العرش، نظراته الحادة، حديثهما عن الأحلام المشتركة. كيف كان يشعر بالوحدة، وكيف كانت تسعى لملء تلك الفراغات.
"لم أكن فقط قاتلة، بل كنت أريد أن أكون شيئًا أكثر." قالت لنفسها. "أريد أن أكون جزءًا من عالمه."
---
في اليوم التالي، قررت "لارا" أن تأخذ خطوة للأمام. عادت إلى الغابة، حيث قابلت الرجل الغامض مرة أخرى. "أريد استعادة ماضيي." أعلنت بثبات. "أريد أن أواجه خياناتي، وأدافع عن مملكتي."
"جيد." رد الرجل، وكان وجهه يتلألأ بالاحترام. "لكي تستعيدي ذاكرتك، يجب أن تمري بتجربة تغيرك. سيكون عليك مواجهة اختيار صعب."
أخذت نفسًا عميقًا. "ما هو هذا الاختيار؟"
"سيتعين عليك مواجهة عدوك القديم—المنظمة التي خانتك." أجاب، وكأنه يقرأ أفكارها. "ستدخلين في عالمهم مرة أخرى، وستختبرين وفاءك لنفسك ولمستقبلك."
"هل أنت متأكد أنني قادرة على ذلك؟" سألته، القلق يتسرب إلى صوتها.
"لديك القوة، لارا. لكن عليك أن تصدقي ذلك."
---
في الأيام التالية، بدأت "لارا" تستعد. تدريبها على القتال لم يتوقف، بل زاد بفضل تعليمات الرجل الغامض. بدأت تستعيد بعض المهارات التي فقدتها، لكن الأهم من ذلك، استعدت شجاعتها.
قبل أن تنطلق في مهمتها، جلست في الغابة، وكتبت رسالة إلى "ألكسندر". "إذا كنت قد قرأت هذه الرسالة، فأعلم أنني لن أستسلم. سأعود، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة ماضيي."
كانت تعرف أن عليها المجازفة، لكنها كانت مستعدة. شعرت بشغف يدفعها للأمام، لم يعد هناك شيء يمكن أن يوقفها.
---
وفي تلك الليلة، تحت ضوء القمر، انطلقت "لارا" نحو المجهول، عازمة على استعادة هويتها، مهما كانت التكلفة. كانت تعرف أن الخطر يترصدها، لكن بداخلها كان هناك شعور قوي بأنها ليست وحدها. "ألكسندر" في قلبها، ودعمه يدفعها للقتال.
"سأعود إليك." همست، وعزمت على تحقيق ذلك، مهما كلفها الأمر.
YOU ARE READING
عهد النسيان
Fantasyفي مملكة "ألدور"، تعيش "لارا"، القاتلة المأجورة، حياة مليئة بالظلام والفوضى. تتلقى دعوة غير متوقعة من الملك الشاب "ألكسندر"، الذي يسعى لإصلاح مملكته بعد وفاة والده. بينما تتطور علاقتهما من الشراكة إلى الحب، تجد "لارا" نفسها في صراع داخلي بين ولائها...