XI

51 4 0
                                    

اتجهت جيني إلى ليسا وهي في حالة مزاجية سيئة للغاية. كانت تشعر بالضيق والاشمئزاز، سواء من نفسها أو من محاولاتها استغلال جون. بدا لها أن ما تفعله قد يكون خطأ كبيرًا، وأن اللعب بمشاعر الآخرين وإيقاعهم في شباكها لم يكن أمرًا تستسيغه.

صرخت جيني بغضب:
_"أنا أكرهه كثيرًا، وأكره نفسي أكثر لأنني أحاول استمالته نحوي. إنه قبيح، ولا أستطيع حتى أن أبتسم أمامه بصدق. قلتِ إنه سيقع في حبي وسأجعله يقوم بمشروعي، لكنه لا يظهر أي إعجاب، ولا ردة فعل واضحة. أشعر بالخجل من مجرد الحديث معه، ناهيك عن مرافقته أمام الناس. إنه مقرف لدرجة أنني أريد التقيؤ كلما فكرت فيه."

ردت ليسا بهدوء:
_"اصبري، فالصبر مفتاح الفرج."

_"ومتى هذا الفرج؟ لقد مللت من كل هذا!"
_"ركزي على أحلامك، جيني. لا شيء آخر يجب أن يهمك. مع الوقت، سيستعاد حماسك."

كانت ليسا تحاول تجديد حماس جيني ودفعها نحو التركيز على أهدافها، غير مدركتين لوجود زوج من الأعين يراقبهما، ويسجل كل كلمة وكل حركة.

تقدم جون نحوهما بخطوات ثقيلة. لم تلاحظ جيني حضوره حتى نغزتها ليسا بخفة لتنبهها. همست لها:
_"انظري إليه، لقد تغير قليلًا، وتجاوز معدل الرسوب أخيرًا. إن لم يكن معجبًا بك الآن، فسأدعك تلطخين وجهي بالحمرة!"

رفعت جيني رأسها ببطء، لتجد جون يقف أمامها. بتهور مفاجئ، اندفعت نحوه واحتضنته. كان رد فعل جون مليئًا بالدهشة والخجل، لكنه ربت على كتفها بخفة وقال:
_"ما بكِ، جيني؟ لقد قلقت عليك. أين كنت؟"

جلست جيني عابسة دون أن تتفوه بكلمة. كان هذا أول مرة يراها فيها لا تبتسم له، ومع ذلك، بدت أكثر جاذبية في نظره. اقترب منها وجلس بجانبها، ثم أخرج هاتفه وسماعاته، ووضع إحداها في أذنها.

_"العبقري يستمع لمثل هذه الأغاني؟" سألته مبتسمة.

أجاب بابتسامة هادئة:
_"أنا إنسان، جيني، لست آلة. أستمع إلى هذه الأغاني عندما أكون منزعجًا."

أومأت له جيني برأسها، ثم أسندت رأسها على كتفه، وأغمضت عينيها. استنشقت رائحة الفانيليا التي كانت تنبعث منه، ممزوجة برائحة رجولية عذبة. رغم طوله الفارع، انحنى جون قليلاً ليمنحها مزيدًا من الراحة، غير مبالٍ بالألم الطفيف الذي شعر به في ظهره. كان سعيدًا بجوارها، ولا يفكر بشيء آخر غيرها.

لحظات الصمت كانت أكثر تعبيرا من أي كلمات، فقد بدأ قلبه يتورط أكثر، دون أن يدرك أنه كان ضحية خطة محسوبة...

تحدثت جيني مقاطعة ذلك الهدوء الجميل . هامسة باذنه بنبرة خفيفة مثيرة لكن بريئة . ذلك المزيج خاص بها و تتميز به عن الباقيات .

_"جوني هل اطلب منك طلبا ."

_"حسنا تفضلي ."

_"لدي عرض الليلة ايمكنك أن تأتي من اجلي."

_"عرض ماذا ."

_"حسنا انا كل فترة أقيم عرضا راقصا واغني احيانا ."

_"اسف انت تعلمين اني لا احب الصخب ."

_"ارجوك جوني . "

_"اسف ."

استمرت في إصرارها و حسنا لديها ورقة رابحة دوما تكسبها ما تريد ، وهي أعين القط . وهذا ما فعلته أعين قطة بريئة ولطيفة للغاية وكانت النتيجة متوقعة ، استسلم لطلبها رغما عنه

_"اين ستقدمينه ."

_"بملهى الليلة السعيدة."

_"ماذا .؟!!ملهى ليلى !لكنك فتاة ثانوية ."

_"اطمأن هو ملهى راقي للغاية ومخصص لمراهقين وشباب الثانوية ذو الطبقة العالية ،يحتوي على وسائل ترفيه كما تعلم شبابية ، بولينغ وبلياردو والعاب فيديو ، صحيح تقدم في مشروبات كحولية ، لكن نسبة الكحول فيها ضعيفة ،يعني شيء للعشرينيات والمراهقين وليس للبالغين ، يمكن اعتباره فضاء ترفيه ."

أومآ بدون اقتناع فالملهى يضل ملهى رغم كل شيء .
"_حسنا لاجلك .

صفقت بفرحة عارمة وحضنته قليلا وابتسم لها ثم قاما يحضران صفيهما .

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
عودة  وحشهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن