حينها عمتها رغبة كبيرة بالبكاء، لما قررت أن تأتي من الأساس ولما هي تود البكاء دون سببب ، ورغم قوة شعورها إلا أنها تمالكت نفسها ، ففي اللحظة التي إرتفع صدرها بضيق شعرت بخطواته خلفها من جديد ، فرفعت عينيها إليه وإذ به واقف على جانبها.وأول جملة له كانت ؛
"مالذي اوصلك لهنا ؟"
إلتفتت أليه بالقليل من التوتر الواضح وردة فعل توضح تفاجئها ، نظرت إليه من الأعلى إلى يداه المكتفتان بجيبيه وهنالك توقف نظرها لتنظر للعشب وترمش بغير راحة ثم ترد بنبرة هادئة ؛
"أتيت مع عمتي.."
رفع ويليام طرف حاجبه ثم قال بنفس الأسلوب البارد والبعيد كل البعد عن اللطف أو المجاملة ؛
"عمتك وبحفل به شباب ومشروبات ؟ أشقيقك يعلم بهذا؟"
حينها رفعت عينيها إليه ، ولوهلة احس انه رأى لمعة ألم بهما لكنها أختفها وردت پبتسامة مصطنعة؛
"عمتي المسؤولة عني هذه الفترة "
عند ردها ذاك رأت كيف كان على وشك أن يبتسم بشكل ساخر ، والحقيقة أنه كاد ليفعل ليس إلا لأسلوبها الساذج والبرئ وكيف تبرهن عن نفسها ، ثم قال لكن مع أخذ خطوة نحوها ؛
" أوَهي المسؤولة كذلك عن مارأيته ليلة البارحة ؟ "
إتسعت عينيها قليلا ، وتوترت أكثر ثم قالت بنبرة حاولت قدر الأمكان جعلها هادئة مع تعتعة خفيفة ؛
"ما..مالذي؟"
"الولد الذي شاهدته معك"
رمشت بقلب يخفق ولاتدري لما لكنها احست بالتوتر أكثر حين أصبح واقفا أمامها مباشرة ورفعت عينيها نحوه ، إبتعلت ريقها عند تسليط النظر على عيونه ثم ردت ويداها متمسكتان بالمقعد الخشبي الجالسة عليه ؛
"أنت تفهم الامر بشكل خاطئ، أنه..اعني لقد كان إبن عمتي..."
ثم حركت رأسها بسذاجة كما لو أنها تحاول التركيز مع ماتتفوه به وأكملت ؛
"...أقد البيت برمته لعمتي وانا هناك"
"حسنا"
هكذا رد ببرود ولامبالات ، لكن لسانها سبقها ونطقت ببعض التوتر قائلة؛
"ماذا يعني ذلك "
فجأة إنخفض بطوله ناحيتها فأبعدت ظهرها للخلف قليلا ، لتوقف تاركا مساحة بينهما ، نظر لها بشكل عادي ونظرت له بتوتر مخفي ، ثم قال ؛
أنت تقرأ
مدائن الصمت والروح الهاربة
ChickLit"مراهقة تعاني من التعنيق الجسدي من قبل شقيقها ، ولإحباط النفسي من قبل محيطها ،لكن تعود بعد سنين من الحادثة لتنتقم "