كان جالس علي مقاعد الانتظار امام إحدي الغرف الموجوده في جناح خاص بالمشفي....
العديد من الافكار والمشاعر التي تجتاحه صغيره الان في المشفي... مهلا اليس صغيره هو من اشعل ظلامه وجعله يسود الكل من اجله.. لما هي جعلته يعاني كل هذه الالام.. لما في لحظه جعلته يشعر إنه امتلك العالم ثم سلبته كل شئ.. لما جعلته يطوف بسعادته للسحاب ثم اغرقته في قاع اليابس.... وبعد كل ذلك تعلمه أن روحه مازالت علي قيد الحياة... وليس ذلك فحسب بل جعلته يأخذ نصيبا من عذابها... والان هو كاد أن يكون سبب في مقتل ابنه الوحيد... ماذا يفعل الان ؟ ... كل ما يعلمه أن صغيره دخل في عالمه ولن يخرج منه هو صغيره هو فؤاده هو هوائه هو عالمه بالكامل لن يتخلي عنه سيكون اي شئ يريده صغيره ومن يقترب من صغيره مصيره الحرق من علي وجه الارض...
خرج الطبيب من الغرفه..
ليقف ايهم ينظر له منتظر التفاصيل..
الطبيب بعمليه : انه بخير لا تقلق سيد ايهم هو فقط يبدو إنه مر بموقف جعله يصاب بصدمة مما جعلته يفقد الوعي.. ولكن اكتشفنا إنه لديه انيميا حاده ويبدو أنه بقي اكثر من يوم لم يتناول طعامه ارجو الاهتمام بطعامه سوف اكتب له علي فيتامينات من أجل صحته فهو مازال صغير..
ايهم بثبات : متي سوف نذهب
الطبيب : بعد انتهاء المحلول..
ايهم : حسنا
تنهد ايهم ثم فتح باب الغرفة التي يوجد بها صغيره..
دخل ايهم وجد صغيره الذي كان كالملاك في نومه الهادئ علي الرغم من شحوب وجه قليلا وكان المحلول في يده...
اقترب ايهم من فراش صغيره وعيناه علي غير إراده منه تجمعت بها الدموع.. اقترب ايهم من صغيره ووضع إحدي يداه علي رأسه وانخفض ليصبح امامه وطبع قبله علي جبهته... ولم يستطع تمالك نفسه وانهار باكيا في وجه طفله.....ويردد له عبارات الاسف وهو يملئ وجه بالقبل ....
استيقظ صغيرنا علي صوت شهقات ودموع وقبل تغرقه..
وجد ابيه يعانق وجه في كفيه ويبكي بشده ويكرر عبارت الاسف له.... كان هذا أمر غريب جدااا بالنسبة. لبدر فهو لم يجد بحياته ابدا من بكي او حزن من أجله لما هذا الشخص يبكي ويعتذر له الان ؟ ما صلته به ؟ اليس هو الشخص الذي اراد قتله ؟ لما هو الان حزين ويعتذر منه ويكرر عبارات الحب له ؟ لما يثير لديه مشاعر كان كبتها منذ زمن ؟ لما يفعل ذلك ؟ ارجوووك توقف...
بدر وعيونه تكبت دموعها بصوت هامس : ارجوك توقف...
شعر به ايهم. ليعتدل في وقفته ويمسح دموعه من علي وجه : حمدالله علي السلامه صغيري... لقد اقلقتني عليك.. هل هناك آلم في مكان ما ؟ هل تريد مني أن أنادي علي الطبيب؟
بدر وهو ينظر له بشرود ونظرات خاليه من اي حياة : لما ؟
ايهم وهو يبتلع غصته : لما ماذا ؟
لينظر الطفل للجهة الاخري : انت تفهم....
ايهم بهدوء ولطف : انت صغيري وبدري وحدي هل يجوز أن يكون بدري مريض وأن لا أسال عن راحته أو ابكي لأجل أن يكون بخير وأشاهد وجهه..
لحظة صمت.... يليها اهتزاز ورجفه جسد بدر وهو يضع يدااه علي فمه ويبكي بقهر....
ليركض ايهم عليه ويجعله في حضنه ويربت عليه ويعانقه بشده : اخرج ما بداخلك افرغ كل شئ صغيري ارجووك لا داعي للكبت....
ليبدأ بدر بالبكاء بصرخات وشهقات قطعت قلب من يعانقه من يسمع صراخه وشهقاته هذه لا يتوقع إنها من طفل لم يتعدي عمره السبع سنوات... ماذا حل بك لتصبح بهذا الشكل...صراخك يلين الحجر من شدته....
ليبداء ايهم بعناقه ويردد وهو يربت علي ظهره بأنه معه ولن يتركه ابدا ويترجاه بأن يهداء قليلا فقلبه يؤلمه من هذا المنظر....
ليبدأ بدر بالهدوء ولكن شهقاته مازالت موجوده ولكن اخف... ليتفاجأ ايهم بمبادله صغيره له العناق بشده ويدثر وجه في عنق ابيه ليذهب في ثبات عميق لم يعلم ايهم إن كان فقدان وعي أم اغراقه في النوم هو السبب...... لتتبدل تعابير وجه ايهم للغموض المخيف والقاتل...
فهو يعلم شئ واحد أن أنتقامه من أجل طفله سيحرق الاخضر واليابس ولن يتهاون مع اي من كان سبب في هذه الصراخات والشهقات فهو بدر ايهم زين المالكي ....
يتبععععععععععع.........
اي رائيكم بالبارت؟ ♥♥
👋♥♥
أنت تقرأ
القاسي إلا مع صغيره
Short Storyرواية بأحداث جديده ومشوقه.... فالتقرأو المقدمه بأنفسكم وتعلموا مضمون الرواية ♥
