( الفصل الاول )
أخذ يحفر اسمها في الأرض الرطبة الموازية لتلك الورود الملونة في حديقة قصر هاشم مهران الحفيد والوريث الوحيد لآل مهران والذي يعمل هو لديه كسائق خاص، يتذكر كرم حينما رآها أول مرة فتاة جميلة تمتلك غمزتين في وجنتيها وصف من الاسنان البيضاء وقتما ضحكت له أطاحت المتبقي من عقله، وآهِ من تلك السمراء ذات الأعين الواسعة بلون القهوة عندما لمحها مع والدتها السيدة سمية العاملة ومربية سيده هاشم، ابنة الثامنة عشر سرقت لُبه وانتهى أمره.
شعر بكف يضع كتفه ثم اتخذ مجلسه بجواره متسائلاً: طب اي؟ هتفضل تلمح بنظراتك ليها لأمتى! لحد ما يجي ابن الحلال يخطفها منك يا كرم
فزع اصاب قلبه معتدلاً إليه : صعب الوصول ليها يا هاشم بيه، هي فين وانا فين دي دخلت كلية اقتصاد وعلوم سياسية وأنا يدوب سواق على باب الله بحتة دبلوم على قدي، أخاف اظلمها في عيشتي
تنهد هاشم بشفقة على حالة من اعتبره صديقه لتقارب اعمارهم فهو في الثامنة عشر اما كرم في الثانية والعشرون : اسمع لو هي بتحبك مش هتهتم بالفروق دي، لانها مش فروق وطالما أنت هتصونها وتحافظ عليها يبقى اتوكل على الله واتقدملها ويا سيدي شقتكم عليا في المكان الواسع الفاضي اللي هناك ده هبنيلكم شقة محترمة تتجوزوا فيها
اتسعت أعين كرم فرحاً هذا الرجل يتيم الابوين المغترب لكنه اجابه: انا مقدرش اقبل حاجة زي دي، انا مقدرش اردلك الدين ده
فكر قليلاً بعد مناقشة طويلة أبى بها كرم الهدية من هاشم: عندي حل، ايه رأيك تاخد الشقة ايجار؟
ابتسم كرم موافقاً : موافق بس انا اللي هفرشها، بسمة تستاهل الحلو كله
قالها بهيام سارحًا في ملامحها فتنهد هاشم مازحًا: يا بختك يا ست بسمة
ضحك الرفيقان ثم بارك هاشم له متمنياً زواجه أن يكتمل ويسعد ويبني اسرة.
____________________________________
_أيه! اتقدملي أنا؟ابتلعت بسمة ريقها بخجل ثم أخذت تفرك في كفيها متذكرة ملامحه الوسيمة ورقته مع الجميع وطيبته
ربتت والدتها على كتفها باسمة: ومالك اتاخدتي كدة ليه؟ شكلك مش موافقة خلاص انا هقوله بكرة انك
نهضت بخوف هاتفة : مين دي اللي مش موافقة، انا مش بنتكوا اصلا انا مراته
ضحكت السيدة سمية بمكر فهي تعلم طباع ابنتها المجنونة خفيفة الظل: بس يابنتي انا عايزاكي تفكري كويس ده مهما كان فيه فرق ثقافي بينكم وانتي ماشاء الله مستقبلك كبير، كرم محترم وكويس لكن ده جواز
اغمضت بسمة عينيها بسعادة متذكرة افعاله مع الجميع ليس معها فقط فابتسمت براحة : انا موافقة
____________________________________________دلفت السيدة سمية الى القصر بعد يوم شاق استهلكت طاقتها في زفاف صغيرتها الوحيدة فبعد سنة من الخطبة استطاع كرم تجهيز منزلهم واحضار الحُلي الذي يناسبها كما انه لم يترك ابنتها يوماً حزينة، شكرت ربها انه اهداى ابنتها شخص طيب القلب حنون مثله.
أنت تقرأ
الاربعيني وذات الربيع
Romanceسائقه وصديقه المقرب لكن ماذا سيفعل الدكتور هاشم مهران عندما يفقد صديقه وزوجة صديقه ومن يعتبرها شقيقته في حادث مروع تاركين له طفلة صغيرة تعتبره خالها وهو يعتبرها عدوته رغم انه الواصي عليها، ماذا سيفعل هاشم الاربعيني مع مهرة ذات الربيع؟