(الفصل الثالث)
قضم قطعة الجبن بعد أن التقطها ثم أخذ يفكر في أمر مهرة التي اصبحت متغيرة في جميع تصرفاتها، الطفلة التي كانت تحاصر يومه وحياته حتى في غرفة نومه تصر أن تحتلها رغماً عنه، ابنة بسمة توقفت نيران الحاحها في قضاء وقت معها، انطفئ طلبها للحنان منه والأهتمام منذ أيام.
شرد قليلاً ثم استدعى السيدة سناء متسائلاً: مهرة بقالها مدة مش باينة، حصل معاها حاجة في المدرسة يا مدام سناء؟
اجابته بثبات كعادتها العملية : لا ابداً البنت كويسة في المدرسة
تنفس بعمق قائلاً: امال مالها بطلت تظهر ليه؟
حاولت سناء البحث عن أية حُجة فاخبرته: الامتحانات قربت واكيد هي بتذاكر لكن اطمن هي بتاكل كويس وبتذاكر كويس والمدرسين بيشكروا في مستواها
مسح فمه بالمحرمة القماشية شاعراً بالنزق فهو لم يحصل على تجابة مرضية لعقله فألقى المحرمة ونهض من المقعد متجهاً إلى عمله بالمشفى.
_________________________________________
نكز المساعدة الخاصة لمكتب هاشم في خصرها بخفة لتننفض صارخة بفزع ثم تأكدت أنه هو فتنهدت ناظرة له بعتاب غاضب.أما هو اردف بمرح : اوعى الهمر لتوقع يا قمر، ازيك يا كارما
حملت الملفات جالسة على مكتبها هادرة بعنف :الدكتور هاشم مشغول دلوقتي يا دكتور عزت
استند بمرفقه هامساً بهيام زائف ليغضبها: انا قولت كدة بردو مش هترفضيلي طلب
تحرك بوجهته الى باب مكتب صديقه خلفه يارا التي همست بضيق : ما تحترم نفسك بقى وبطل تعاكس الموظفات، انا لو مكانهم كنت هزأتك
لكمها بخفة في نظارتها الطبية الكبيرة متحدثاً: ولا ينفع تبقى مكانهم يا جعفر
شهقت بحنق متمتمة : جعفر!
اعتدل يرمقها قبل فتحه الباب: آه جعفر، يارا هو انتي بتحسبي نفسك ضمن البنات، ادخلي الله يهديكي
دلف مسرعاً يصافح هاشم بينما هي خلفه ابتلعت تلك الغصة المتألمة لاشادته دائماً انها صبي وليست فتاة ناضجة في عمر الواحد والثلاثين.
جلسا كلاً منهما على مقعده بينما تحدث هاشم بود: عاملة ايه يا دكتورة يارا؟ اوعي يكون البقف ده ضايقك في السفر
صح عزت بحنق: جرا ايه يا جدعان هو انا فازة؟ ايه بقف دي، مش كفاية غصبتني اسافر مع الهانم عشان تكمل ورق رسالتها
عبث في شعرها بطريقة طفولية اعتاد عليها منذ صغرهم فهي ابنة خاله : مش عارف انا لازمتها واخرتكم بتقعدوا ف البيت وتربوا العيال
نهضت بضيق من تصرفه امام الطبيب هاشم : طيب انا جيت عشان اشكر حضرتك، استأذن انا بقى اشوف شغلي
أنت تقرأ
الاربعيني وذات الربيع
Romanceسائقه وصديقه المقرب لكن ماذا سيفعل الدكتور هاشم مهران عندما يفقد صديقه وزوجة صديقه ومن يعتبرها شقيقته في حادث مروع تاركين له طفلة صغيرة تعتبره خالها وهو يعتبرها عدوته رغم انه الواصي عليها، ماذا سيفعل هاشم الاربعيني مع مهرة ذات الربيع؟