"كانت جالسة في أحد زوايا منزلهم، هي وابنة عمها. بوجه حائر وأفكار مشوشة، قالت لها:- هل تعتقدين أنني سأخرج يومًا ما من هذه القبيلة؟
ابتسمت ابنة عمها بحنان واحتضنتها بمرح:
- ولما لا؟!
ثم قالت بلهجة مشجعة، محاولة أن تبث فيها الأمل:
- أخبريني يا فتاة، متى سيأتي ذلك الأمير على الحصان الأبيض ليأخذك؟
ضحكت ليلى بخفة، وهي تحاول الهروب إلى عالم من الخيال بعيدًا عن واقعها المقيد.
- سيكون قويًا جدًا، لا يخاف إلا من الله. سيعاملني كالأميرات، يحبني في كل ثانية ودقيقة، ويحترمني جدًا. لن يسمح لدموعي أن تخرج أبدًا، سيكون غريبًا... لن يكون له أي صلة بالقبيلة.
ثم أضافت بحلم يعلو وجهها:
- غريب جدًا، سيأخذني إلى ذلك العالم الذي طالما حلمت به، العالم الذي يشبهني.
ابتسمت ابنة عمها وهي تستمع إليها، تحاول أن تجعلها تؤمن بأن ذلك الحلم يمكن أن يتحقق، حتى لو بدا بعيد المنال.
"فجأة، قطعت صوت الأحلام صوت والدها المرتفع وهو ينادي باسمها:
- ليلى! تعالي إلى هنا!
نهضت بخوف، ترددت للحظة ثم تحركت بسرعة باتجاهه.
- ماذا تريد؟
- أحضري لي الماء!
أومأت برأسها بهدوء وقالت:
- حسنًا،
وفي داخلها كانت تتحدث إلى نفسها:
- ذهبت إلى الخيال لبعض الوقت، لماذا يا أبي تجعلني أعود للواقع بهذه السرعة؟
تلك الكلمات ظلت حبيسة قلبها، وهي تذهب لتحضر الماء لوالدها."
"أخذت ليلى الماء وسارت نحو والدها بخطى هادئة، وكأنها تحاول تأخير عودتها إلى واقعها القاسي. عندما وصلت إليه، قدمت له الكأس بصمت، وعيناها تتفادى نظراته المتسلطة.
- ها هو الماء، يا أبي.
تناول الكأس من يدها دون أن ينظر إليها، رشفة سريعة وأعاد الكأس إليها، ثم قال بحدة:
- اذهبي إلى أمك، هي بحاجة لك في المطبخ.
أومأت ليلى مجددًا دون كلمة، واستدارت لتغادر. وبينما كانت تسير، شعرت بالثقل في صدرها، ثقل الأحلام التي تتناثر كلما اصطدمت بواقعها. كانت تأمل أن تجد في خيالها مهربًا، لكنه كان يُغلق عليها كل مرة بصوت والدها القاسي، أو بتذكيرها بواجباتها في المنزل.
في طريقها إلى المطبخ، شعرت بخطوات تلاحقها. التفتت لترى ابنة عمها تقف هناك، تنظر إليها بعينين مليئتين بالتفهم.
أنت تقرأ
حب لا يُقيد
General Fictionتدور أحداث الرواية حول ليلى، الفتاة العشرينية التي تعيش في قبيلة تتميز بالتقاليد الصارمة والقيود القاسية. على الرغم من القيود المفروضة عليها، تحمل ليلى أحلامًا كبيرة بالخروج من محيطها الضيق والبحث عن حياة مليئة بالحب والحرية.