Part 5

35 11 0
                                    

قاطع أفكاره صوتها البريء وهي تنظر إلى والدها والدموع تملأ عينيها: "لقد كنا نتحدث فقط، أنا وأبي... ماذا يحدث هنا؟ ومن أنتم لتتدخلوا؟" قالت تلك الكلمات وهي تحاول إخفاء دموعها. خالد شعر بقلق شديد وبدأ يسترجع السلاح بخوف من أن تخرج رصاصة وتصيب هذا الملاك الذي ظهر أمامه فجأة.

فجأة، نطق أبو خليل، وما زال مصدومًا من تصرف ليلى: "نعم صحيح، يا ابنتي." اقترب منها وحضنها بحنان نادر. بينما سارة وجميلة تقفان في الخلف، مذهولتان مما يحدث، خلفهما آراس الذي قال بصوت هادئ: "لا أعلم ماذا يحدث هنا، ولكن لنذهب يا خالد، لا يهم طالما أن الضحية راضية."

خالد، الذي كان يحاول أن يتمالك غضبه، نظر إلى ليلى ثم إلى والدها، وقال بحنق: "إذًا... هذه ابنتك؟"

أبو خليل، ببرود لا مبالٍ، أجاب: "نعم، ابنتي
رد خالد: افعل ما شئت بها، لا يهمني." قالها وهو يغادر، تاركًا خلفه قلوبًا منهارة.

بعد خروج آراس وخالد، اقترب أبو خليل من ليلى. كانت خائفة جدًا، لكنها نظرت إليه بغضب. فاجأها بكلماته الباردة: "أعجبني تصرفك جدًا. إذًا، سوف أسمح لكِ بالدراسة. أنتِ وسارة، يمكنكما دخول الثانوي. هذه جائزتكِ لما فعلتيه." ابتسم ببرود وغادر.

"يا للهول، لا أصدق ذلك! سوف ندخل الثانوي!" قالت سارة بحماس وهي تحضن ليلى، ودموع الفرح تغمر وجهها.

جميلة، التي كانت تراقب بصمت، اقتربت أيضًا وقالت بحنان: "لقد خفنا عليكِ كثيرًا." ثم احتضنت ليلى بدفء، كأنها تحاول أن تحميها من كل ما حدث للتو.

ابتسمت ليلى بتعب، لكن عقلها كان قد خرج خارج حدود المكان، تائهًا في أفكار متشابكة لا تعلم إلى أين يأخذها. كل شيء حولها أصبح ضبابيًا، ولم تعد تدرك ما الذي تشعر به بالضبط. هل هو الفرح لأن والدها سمح لها بالدراسة، أم الخوف من ما حدث قبل قليل

كانت محاطة بقرب جميلة وسارة، لكن في داخلها شعرت بأنها وحدها في عالم آخر، حيث الأفكار تدور بلا توقف، ولا تعرف كيف تستقر.

______
في الصباح الباكر، ينهض خالد من النوم وهو لا يرغب في الاستيقاظ للواقع. يتذكر ما حدث بالأمس، ثم يتنهد بتعب. يخرج إلى الصالة ليجد آراس واقفًا هناك، يحمل بيده كوبين من الشاي.

وضعهما على الطاولة وقال بهدوء: "الفطور جاهز. هيا، يجب أن نفطر ونذهب."

خالد، الذي ما زال يشعر بثقل أفكاره، جلس ببطء على الطاولة، محاولًا التخلص من الإرهاق الذي يسيطر عليه. "حسنًا..." قال بصوت منخفض، وهو يحاول التركيز على المهمة التي تنتظرهما.

آراس، وهو يستمر في الحديث بينما يرتشف من كوب الشاي، قال بتهكم: "أتوقع أن هذه العائلة معتوهة. لقد كان يضرب ابنته أمامنا بكل بساطة."

يرد خالد بابتسامة ساخرة: "والمضحك في الأمر أن ابنته لا يبدو أنها تمانع. يبدو أن كل أفراد العائلة مختلون عقليًا حقًا."

حب لا يُقيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن