خلاعة الثقافة الغربية استطاعت أنْ توقِع بروّاد الأدب العربي، فجعلت الكلمات تخلَع رداء حياءها، وراودت الأقلام عن بيع ضمائرها، استهدفت في غزوها الفكري شريحة الشباب وركزت على المرأة تحديداً ، وبعد خلو الساحة تقريباً من النساءِ الرساليات لم أجد قلماً مؤنثاً حراً يتسلح بالمبادئ الإسلامية كـ قلم العلوية الشّهيدة الطّاهرة آمِنة السيد حيدر الصّدر ..
مديرة شؤون "جمعية الصندوق الخيري الإسلامي، ومديرة ومشرفة مدارس الزهراء (عليها السلام)
سنطرح في لقاءنا معها لهذا اليوم عدة أسئلة تدور في الغالبِ حول محيط المرأة.. نترككم ومتابعة طيبة.
س/ إذا وجِّه إليكِ سؤال نصه: من أنتِ؟ .. ومن تكونين؟ ماذا سيكون جوابك؟
ج/ أنا أولاً وبالذات أختكِ المخلصة الدائبة على تتبّع آثاركِ وتعقب خطواتكِ بدافع الحب والعطف، وأنا أيضاً متطوعة مختارة لأجل قضية الاسلام وحمل مشعله الوهاج ما وسعني حمله وعلى قدر طاقتي و إمكانياتي في الجهاد، وأنا أيضاً من أريد أن أجعل من نفسي مثلاً و انموذجاً أجري عليه تجارب أدب الاسلام التي قد يظن البعض الجاهل أو المتجاهل إنّها تجارب فاشلة، فأنا أُريد أن أثبت بنفسي ما يحدّثنا به التاريخ الاسلامي عن امهات وأخوات لنا في صدر الاسلام ناهضنّ بثقافتهنّ أعاظم الرجال مع تمسكهنّ بالإسلام وتعاليمه.
س/ لمن تم إهداء مجموعتكِ القصصية؟ وما هو الهدف منها؟
ج/ أهديت هذهِ البضاعة المزجاة والمجموعة الاسلامية، كمذكرة أخوية.. إلى كل أُخت مؤمنة في كل مكان، وكان الهدف منها أن تزداد بها مناعة ووقاية من السموم الأجنبية الفاتكة، وهي بالوقت نفسه بلسم لجراحها وشفاء لصدرها وقوة جبارة لبعض نقاط ضعفها بعون الله تعالى.
س/ ماذا قدم الإسلام للمرأة في أوج ظهوره؟
ج/ إن الاسلام وحده هو الذي نظر إلى المرأة نظرة إنسانية وركز على كيان المرأة في ذلك العصر الرهيب الذي كانت الفتاة به موؤده ! تسّوَد وجوههم إذا بُشّروا بها في تلك الفترة المتبقية، وبين معترك تلك الأفكار الهوجاء وافانا الله تعالى بدين الاسلام، فأشاد بالمرأة في القرآن، وجعلها في صفٍ واحد مع الرجل، لها ما له وعليه ما عليها، كما جاء في الآية الكريمة : ( أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ .. [آل عمران/195] ) وهكذا خلق الاسلام من المرأة المسلمة خلقاً اجتماعياً جديداً، وركّز لها مكانتها في الأوساط الاسلامية، وارتفع بمعنوياتها حتى شهدت الحروب ونزلت الى سوح الجهاد، وأكّد عليها رسولنا الحبيب (صلى الله عليه واله) بطلبِ العلم وجعله فريضة لكي يكون للمرأة المسلمة نصيبها من الدعوة إلى مبدئها ونظامها الخالد، ولكي تكون قادرة على صد هجمات المغرضين، وردّ دعايات المرجفين، و مازال هنالك الكثير من النقاط لا يسعفنا الوقت لذكرها.
س/ كثيراً ما نسمع " إن صحاب القلوب الطيبة لا مكان لهم في غابة الذئاب المتوحشة "، كلمة تقدميها لشريحة النساء اللاتي تعرضنّ لخيباتِ أمل، وهجمات متعددة من قبل المجتمع الظالم؟
ج/ إني أرجو بل ألّح عليهنّ أن لا تدفعهنّ الخيبة من المجتمع إلى الحقدِ عليه. ولا يجرهنّ الفشل في عمل الخير إلى الزهد فيه، حلقنَّ في سماءِ الكمال ولا تهبطنّ إلى حضيض النقص، فإن أهم ما يُنقص من المرأة ويحط من مكانتها هو الحقد وسوء الظن.
س/ الكثير منّا يعلم إنَكِ تناولتِ دور المرأة وسجل بطولاتها في صدر الاسلام.. ودار في أذهاننا بعض التساؤلات منها : ما الذي يقعدُ بالمرأةِ المسلمة البنت من أن تُعيد تاريخ المرأة المسلمة الأُم، وان تقفو خطواتها في الحياة ؟
ج/ إنها افتقدت وبالتدريج ونتيجة لابتعادها عن روح الاسلام الحقيقة انسانيتها، وعادت مجرد أُنثى تتلاعب بها الاهواء والتيارات، وتسخرها ميول الرجال، ويستهويها كل لمح كاذب أو وميض خادع، ولهذا فقد وقعت في أحابيل شائكة شوّهت اُنوثتها وأفقدتها شخصيتها كإنسانة في الحياة، فهي مهما سمت ام حاولت السمو لن تتمكن أن تسمو كإنسانة مستقلة ما دامت تخضع لأحكام الرجل في اتخاذ طريقتها في الحياة وتتبع ما يمليه عليها من أساليب الخلاعة الرخيصة.
في ختام لقاءنا لهذا اليوم نشكر هذا الفكر المعطاء لما جاد به علينا من نهج قويم.
• ملاحظة: الأجوبة كانت عبارة عن اقتباسات من مؤلفات العلوية الطاهرة " بنت الهدى"..
اتمنى لكم قراءة ممتعة
دمتم في رعاية الله وحفظة 🦋
أنت تقرأ
آمًنِةّ آلَصّدٍر #قصة_الكفاح
القصة القصيرة#قصة_الكفاح_تحكىٰ_لكل_جيل_من_الأجيال|| الإنسان عـندما يحاول أن يفتح ليده مكاناً وسط صخرة صلبةٌ متحجرةٌ كم سيكلفه ذلك من جهد ؟ وكم سوف يتطلبه من وقت ؟ وما أكثر ما يملأ عرق يديه تلك الحفرة التـي يـحفرها بين الصخور وما أكثر ما تلون تلك الحفرات قطرات من...