سجينة صدى الذكريات

54 7 47
                                    

السلام عليكِ يانجميِ.


كنت أسفل الثلج، أشعر ببرودته تلتهم ساقيّ، كأن كل حبة تسقط تحمل معها حزنًا عميقًا.

تتساقط كدموع السماء، تهمس لي بأسرار الفراق، وكأنها تذكرني بأيامٍ مضت، حيث كان الدفء يملأ قلبي.

أرى الناس من حولي، يختبئون في زوايا الدفء، عيونهم تراقبني بشفقة، وكأنهم يرون في عينيّ سحابةً من الحزن.

كيف لهم أن يختبئوا من سحر الثلج، بينما أنا هنا، محاصرةً بين حبيباته الباردة، أبحث عن لمسةٍ دافئة لا أجد لها أثرًا؟

السماء، تلك الثلاجة العظيمة، تفتح أبوابها لتسقط الثلوج، وكأنها تودعني بألمٍ خفي.

كل شيء من حولي يكتسب حياة جديدة، بينما أنا غارقة في ذكرياتي، أعيش لحظة من الألم، حيث يلتقي السكون بالحزن، ويصبح الثلج رفيقي في رحلةٍ لا تنتهي من الشوق والفراق.

مااذ هل وصلتني رسالة.

ماإن  حملت هاتفي، تتزاحمت في ذهني أحداثٌ تهمش ذاكرتي، كأنها غيومٌ تتلاشى في الأفق. ماذا علي أن أفعل؟ هل أنهار؟ هل أبكي بحرقة؟ أم أضحك على ما آلت إليه الأمور؟ أم أُخطئ في تقدير مشاعري، وأتجاهل كل ما يجري حولي؟

أقسم أنني عجزت عن فعل أي شيء، سوى أن أنظر إلى الشاشة وأتذكر.
لا تزال تلك الكلمات تتردد في عقلي، وكأنها صدى يطاردني:

"أحبك".

كيف له أن يقول ذلك البارحة، ثم يتغير اليوم؟ لقد أحببته، بل إن مشاعري تجاهه تفوق الوصف.
أنا متيمة به، بحبه، وبكل ذرة من وجوده.

لماذا قلبي، وأنت بالذات، يختار الألم؟ لقد أحببتك، رغم إدمانك على الممنوعات، ورغم تلك اللحظات التي كنت أراك فيها تدخن،  أهدئ نفسي بفكرة واحدة:
يوماً ما سأصبح أنا ادمانه، وسأكتشف كيف يتخطى ذلك الحب سموم الحياة.

لكن الحياة، يا نجميِ، تخبئ لنا ألعاباً أخرى.

جعلتني أنا المدمنة، وهو شفاءي.

في كل نظرة، أرى فيه الأمل، وفي كل لمسة، أجد الراحة. لا زلت أحبك، رغم كل شيء، ورغم كل ما آلت إليه الأمور.

صـدى آلذگريـﮯآت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن