‏البيت المهجور

20 1 8
                                    


في أطراف المدينة، بين الغابات الكثيفة، كان هناك بيت قديم مهجور. قيل عنه الكثير من الأساطير والروايات، لكنه كان مكانًا يتجنبه الجميع. يصفه الناس بأنه بيت مسكون، مليء بالأسرار التي لم يستطع أحد كشفها. كل من حاول الدخول إليه خرج وقد تغير، أو لم يخرج أبدًا.

لكن هذا لم يردع "ماجد". كان شابًا مولعًا بالألغاز والغموض، يحب التحدي والمغامرة. سمع الكثير عن ذلك البيت، وكلما تحدث عنه الناس ازداد فضوله. قرر ذات ليلة باردة أن يذهب لاستكشافه بنفسه، مقتنعًا بأنه قادر على حل لغزه.

في منتصف الليل، وصل ماجد إلى البيت المهجور. كان القمر كاملاً، ما أضاء الطريق أمامه. البيت بدا شاحبًا، والنوافذ مكسورة، والأشجار التي تحيط به كانت تتحرك ببطء مع الرياح. الجو كان مثقلًا بشيء غير مفهوم، وكأن الهواء نفسه كان مليئًا بالأسرار. أخرج مصباحه الكاشف ودخل من الباب المتصدع.

في الداخل، كان البيت مليئًا بالغبار، والأثاث متآكل، والجدران تحمل آثار الزمن. كانت هناك رسومات غريبة محفورة على الجدران، بدا أنها قديمة جدًا، ولكن لم يستطع تفسيرها. كل شيء كان صامتًا، ولكن ماجد شعر بشيء غير مرئي يراقبه، وكأن البيت لم يكن فارغًا تمامًا.

بينما كان يتحرك في الغرف القديمة، وصل إلى غرفة في الطابق العلوي. كانت الأبواب مغلقة بإحكام، لكنها فتحت بسهولة عندما دفعها برفق. في الداخل، كانت هناك طاولة كبيرة عليها صندوق خشبي قديم. بجانب الصندوق، كان هناك كتاب قديم مفتوح على صفحة معينة.

اقترب ماجد بحذر من الكتاب، وأضاء المصباح عليه. الصفحة كانت تحتوي على رسم غامض لشخصية غريبة، وأمامها كانت هناك رموز لا يمكن تفسيرها. حاول ماجد قراءتها، لكن فجأة شعر ببرودة شديدة تمر بجسده. المصباح بدأ يهتز في يده، والجو أصبح أثقل، وكأن هناك شيئًا يتحرك في الظل.

فجأة، سمع صوتًا يأتي من الطابق السفلي. كان صوت خطوات بطيئة، وكأن شخصًا ما يصعد السلم. تجمد ماجد في مكانه، قلبه ينبض بسرعة. لم يكن أحد معه في البيت، لكنه الآن لم يعد متأكدًا.

اقتربت الخطوات أكثر فأكثر. لم يكن أمام ماجد إلا خيار واحد، فتح الصندوق الخشبي بسرعة. داخله، وجد مفتاحًا قديمًا وبرقية قصيرة مكتوبة بخط يد مرتعش: "لا تنظر خلفك".

رعشة اجتاحت جسده، لكن عقله لم يتوقف عن التفكير. أخذ المفتاح بسرعة، وقبل أن يغادر الغرفة، لم يستطع مقاومة الفضول. استدار ببطء لينظر خلفه. هناك، في الزاوية المظلمة من الغرفة، كانت تقف شخصية غامضة، ملامحها غير واضحة في الظلام، لكنها كانت تقترب ببطء.

لم يكن هناك وقت للتفكير. ركض ماجد باتجاه السلم، وصوت الخطوات خلفه يزداد وضوحًا. في لحظة من الذعر، استخدم المفتاح لفتح باب قديم كان يعتقد أنه مغلق منذ الأزل. الباب انفتح بصرير عالٍ، واندفع ماجد عبره، ليجد نفسه في الخارج.

توقف ليلتقط أنفاسه، ناظرًا إلى البيت المهجور الذي تركه خلفه. لم يكن هناك أثر لأي شخصية غامضة، ولا خطوات تلاحقه. كل شيء كان هادئًا. لكن في يده، كان لا يزال يمسك بالمفتاح القديم والبرقية، وكأن البيت ترك له لغزًا جديدًا ليحله.

النهاية.

🎉 لقد انتهيت من قراءة البيت المهجور 🎉
البيت المهجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن