الرسالة الثالثة والسبعون
13 أكتوبر 2024
عزيزي يا صاحب الظل الطويل
كيف حالك يا حبيب قلبي؟
أتدري كم اشتقت إليك؟
لا أعتقد أنك ستتمكن من تصور عِظم هذا الشوق، لأنه ليس عاديا!!
اشتقت... اشتقت يا حبيبي، وكل الكلمات عاجزة عن وصف شوقي إليك، ولو كنتَ أمامي الآن لعانقتك عناقا طويلا جدا يدركه القمر وتشرق عليه شمس الغد!!
لست أبالغ صدقني، اشتقت إليك إلى هذا الحد!!
أعلم أننا في هذه الحالة سنكتب اسمينا في موسوعة غينيس، ونسجل فيها رقما قياسيا لأطول عناق، لكنني سأفعل هذا غير آبهة بمسألة هذه المدة الطويلة التي ستصيب جسدينا بتورم وتنميل شديدين قد يقفا عائقا أمام أي عناق جديد لفترة لا بأس بها.
أي روعة في الدنيا تضاهي هذا العناق يا عزيزي!!
سنتعانق ليكون عناقنا هذا قربانا لكل العشاق الذين بادوا ومازال ذكرهم سائدا إلى يومنا هذا. قيس وليلى، عنترة وعبلة، علي ونينو، روميو وجولييت، هملت وأوفيليا، ستيفن وماجدولين، وغيرهم الكثير.
لم أشر هنا إلى جودي وصاحب الظل الطويل خاصتها، رغم أنني أعتبر قصة حبهما أعظم قصة حب على الإطلاق، لكنني امتنعت عن ذكرهما لأنهما تعانقا بما فيه الكفاية، بل وقبَّلها أيضا، وأنت لم تظهر بعد حتى ليحين وقت الحديث عن العناق والقبل أيها الأحمق، ودعني أضيف لمعلوماتك أنهما تزوجا في النهاية، في حين انتهت كل قصص الحب التي ذكرتها لك سابقا بطريقة سيئة وفراق مرير.
أرجو من سموك يا حبيب قلبي أن تقتدي بحبيب جودي، وإياك أن تتشبه بأولئك الذين لم يستمروا حتى النهاية... كن كالسيد بندلتون أو لا تكون!!
والآن دعني أنهي مقدمة الرسالة هنا.
كل ما ورد في الأعلى مجرد مقدمة... تخيل!!
تحمل ثرثرتي فضلا.
أنا الآن في المكتبة، أكتب لك بينما أجلس أمام بابها الخلفي وأستمتع بأشعة الشمس وهي تخترق الزجاج وتنشر دفئها في أوصالي، أحاول أن أرتاح قليلا في هذه اللحظات طالما لا زبائن لدينا في الوقت الحالي. أنا أتعب كثيرا في العمل مؤخرا يا عزيزي لأنني أجد نفسي في وضعية عمل جديدة لا عهد لي بها، وأحمل على عاتقي مسؤوليات إضافية، وأقوم بمهام لم تكن في السابق ضمن قائمة الأعمال الموكلة إلي. أنا أجرب شيئا مختلفا كليا عمَّا تعودت عليه في عملي كأمينة مكتبة، وبقدر ما أجد في الوضع الجديد من الحركة والحماس والإنشغال والإكتشاف أجد فيه من التعب والإرهاق والإجهاد، وضف إلى متاعب العمل هذه أنني قررت منذ فترة كما سبق وأشرت لك في الرسائل السابقة أن أكتشف شيئا من الصناعات اليدوية الكثيرة وأختاره متنفسا لي، وقد وقع اختياري فعلا على شيء يعبر عني، وأنا أبلي في هذا الشغف الجديد بلاء حسنا لحد الآن، لكنني أجد نفسي منهكة تماما مع حلول الليل، فأرمي جسدي على السرير وأغيب في نوم عميق فور أن أضع رأسي على الوسادة من شدة التعب.
لكن أتدري؟
رغم أنني أتعب كثيرا وأنا أدور في هذه الدوامة اليومية، إلا أنني راضية كل الرضى عن هذه التغيرات التي تحدث، وأحاول احتوائها بكل حب وامتنان لتهون، وأسعى لاكتساب المهارات اللازمة التي سيكون من شأنها أن تجعل العمل الصعب اليوم سهلا في الغد، وأصبح بعد الممارسة المستمرة قادرة على إنجاز كل مهامي في وقت أقصر وبجهد أقل... سأنجح في إدارة الأمور بشكل جيد، أليس كذلك؟
أعلم أنك تثق في قدرتي على الإنجاز، لكن هل لك أن تقول لي هذا مطمئنا وداعما لأجل خاطري؟
إن هذا يعني لي الكثير يا صاحب الظل الطويل... قل لي كلاما مشجعا ولو سرا بينك وبين نفسك، وأؤكد لك أنه سيصلني منك ويكون لي كجرعة قوة عجيبة تدفعني مئة خطوة إلى الأمام!!
أنت بالنسبة لي كالسحر يا حبيبي، ويمكن لكلمة واحدة منك أن تفعل لي الكثير، فلا توفر من كلماتك إليَّ شيئا أرجوك... حدثني ولو في سرك، وسأتلقى بحب ما أسررتَ به لنفسك.
أحبك بحجم الكون يا كل الكون في عيني!!
إلى اللقاء
أنت تقرأ
عزيزي يا صاحب الظل الطويل 73
Romanceهذه رسائلي التي أكتبها إلى صاحب الظل الطويل خاصتي... رجلي الذي لا أعرف عنه شيئا، وأعلم يقينا أنه يبحث عني في مكان ما كما أبحث عنه، وأؤمن بشدة أننا يوما ما سنلتقي ونكون لبعضنا كل شيء وإلى الأبد.