Arabic version

6 0 0
                                    


   زائر من الجحيم

M.E.A

جلستُ وحدي، أحدق في الشقوق الموجودة في سقف شقتي، أشعر بثقل الليل يتسلل عبر النوافذ. المدينة في الخارج كانت تضج بضجيجها المعتاد—أبواق السيارات، أصوات بعيدة تتردد في الشوارع—لكن في الداخل كان الهدوء سائداً. هدوء شديد.

الهواء كان ثقيلاً، راكداً، كأنه قد بقي لفترة طويلة دون أن يتحرك. شعرت بشعيرات رقبتي تقف. لم أكن متأكدًا ما إذا كان ذلك بسبب الحر الخانق لليلة الصيف المتأخرة أو شيء آخر، شيء غير مرئي. ثقل كبير يجثم على صدري، شعور لم أتمكن من التخلص منه لأيام. كان الأمر أشبه بالظلام وهو يتسلل إلى داخلي، ببطء، بوصة بعد بوصة.

جلست منتصبًا، رأسي ينبض بالألم. ربما كنت أشرب أكثر من اللازم في الفترة الأخيرة. أو ربما كانت الأحلام—نفس الكابوس المتكرر، كل ليلة خلال الأسبوع الماضي. في الحلم، كنت أركض في ممر لا نهاية له، والجدران تضيق بينما أركض، والأرضية تنهار تحت قدمي. بغض النظر عن مدى سرعتي، لم أصل إلى النهاية أبدًا. لكن الظلام خلفي كان يقترب، ويقترب، حتى ابتلعني تمامًا.

طرقة حادة على الباب أعادتني إلى الواقع. رمشت بعيني، غير متأكد مما إذا كنت أتخيل ذلك. نظرت إلى الساعة—2:43 صباحًا. لن يأتِ أحد في هذا الوقت.

بقيتُ ساكنًا للحظة، أنفاسي متقطعة، أستمع. قلبي كان ينبض بشدة في صدري، هلع غير عقلاني يتصاعد بداخلي. ثم جاءت مرة أخرى—طرقة بطيئة، متعمدة، بصوت أعلى هذه المرة.

معدتي انقبضت. من قد يطرق الباب في هذا الوقت من الليل؟

الغرفة أصبحت أكثر برودة. وقفت، مترددًا، أشعر بألم في معدتي. الضوء في الممر خارج باب شقتي كان يومض، يلقي بظلال طويلة ومشوهة تحت الشق في إطار الباب.

كنت أشعر بشيء—شخص ما—على الجانب الآخر. شيء ثقيل، شيء خاطئ.

رغم نفسي، مددت يدي نحو المقبض، أصابعي ترتعش قليلاً. للحظة توقفت، يدي معلقة فوق المعدن. كان شيئًا بداخلي يصرخ لي أن أتراجع، أن أغلق الباب وألا أفتحه أبدًا.

لكن شيئًا أقوى سحبني للأمام، شيئًا أكثر ظلامًا. بأخذ نفس عميق، أدرت المقبض وفتحت الباب.

هناك، واقفًا في الممر، كان رجل. على الأقل، كان يبدو كرجل. طويل، يرتدي معطفًا أسود بدا وكأنه يمتص الضوء. لكن عيناه، كانت هي التي كشفت حقيقته—عميقة، مظلمة، لا نهاية لها، كأنك تحدق في فراغ.

حلقِي انقبض. "من... من أنت؟"

ابتسم، لكنها لم تكن الابتسامة التي تجلب الراحة. كانت حادة، باردة، كابتسامة مفترس. تقدم خطوة إلى الأمام دون انتظار دعوة، عابرًا العتبة إلى شقتي.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Oct 13, 2024 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

A Visitor From HellWhere stories live. Discover now