يكرر الجميع جملة واحدة "القانون عدو الجريمة" هنالك قاعدة واحدة" لكل جريمة عقابها ولكل مجرم عقابه"ولكن عندما يكون المجرم و القانون روح واحدة بجسدين ولا يفرق بينهما سوى الموت عندها تحدث الكارثة.
" أورورا أنت جميلة للغاية الليلة سيفقد عقله بالتأكيد"
رفعت أورورا ذقنها بغرور ونظرت إلى نفسها في المرآة حيث كانت ترتدي فستانا أحمرا قانيا طويلا مع شق طويل من الفخذ إلى الأسفل ومن الأعلى لا يحتوي على حمالات مع عقد الماسي واقراط من نفس نوعه والغريب أنها تضع اللون الاسود على شفتيها" إنه موعد مدبر فقط ليس بشيئ مهم بل ممل للغاية"
" اتمنى لو كنت مكانك حقا اتمنى هذا"
ابتسمت أورورا واستدارت نحو صديقتها ميرا " كم أتمنى أن الكمك لكمة قوية لسذاجتك هذه يا ميرا"
ضحكت ميرا و أورورا على بعضهما ثم ركبت أورورا سيارتها الفخمة واتجهت إلى مكان الموعد المدبر.وصلت إلى العنوان الذي أرسلته لي تلك الساذجة ميرا وقد كان عبارة عن مطعم كبير وراقي
اخذني النادل إلى الطاولة التي حجزتها ميرا لنا وانتظرت مدة عشر دقائق وقد شعرت بالملل الشديد وأنا أنتظر هنا و في الحقيقة لم أرد هذا الموعد من الأساس بل ميرا من أصرت علي لكي انتقم من ديفيد الذي كنت معجبة به ولكنه لم ينظر إلي يوما و فوق هذا كله لقد رفضني رفضا قاطعا وأنا ممتنة أنه لم يصبح حبيبي كم أنا سعيدة وكل هذا اتضح أنه كان مجرد إعجاب به وليس حبا.
تقدم مني رجل ضخم و وسيم ذو أعين زرقاء وشعر اشقر قليلا يميل إلى الأبيض يرتدي بدلة رسمية زرقاء لقد كان فائق الوسامة وأظن أنني وقعت له ولم أنتبه على شرودي المطول به حتى بدأ بالضحك ولم يدري أنه زاد من شرودي به أكثر حيث توقف عن الضحك وحمحم لي بصوته الرجولي الذي تطرب له الأذن فعدلت من جلستي وابتسمت له ثم مددت له يدي ليصافحها "مرحبا أنا أورورا كونداران تشرفت بمعرفتك"
تصافحنا وابتسم لي ابتسامة ساحرة "لي الشرف يا آنسة وأنا ادعى أليسيوس دروغان"
طلبت من النادل أن يحضر لنا ما طلبناه ثم أعدت كل نظري نحوه " اليسيوس ما هي مهنتك فأنت تبدو شديد الالتزام والحذر حتى نظراتك تبدو هكذا؟"
ابتسم بسخرية واستهزاء وهذا قد جعل دمي يغلي أريد أن أعلمه درسا لن ينساه وسأريه معنى أن يتصرف هكذا معي" سيد اليسيوس دروغان تصرفك هذا غير مقبول في قاموسي ابدا عليك الاعتذار مني"
صدمت من ردة فعله على كلامي إذ أنه أصبح يضحك بشدة حتى جذب كل الأنظار لنا" اقسم لك ان لم تعتذر و تتوقف عن هذا سأريك ما الذي سأفعله بك"
استمر بالضحك قليلا ثم توقف و اعتدل وبعدها نظر إلي نظرات مخيفة وغامضة" أنا القاضي الملقب حاكم القانون وأظن إنك قد سمعت بي كثيرا لأنك محامية إن لم أكن مخطئا ولست كذلك"
فتحت فمي من صدمتي لقد دهشت من معرفتي لهويته وكيف عرف ما هي مهنتي وكنت فضولية لأعرف كيف قام بهذا واعتقد أنه قد عرف سؤالي فاجاب دون أن أنبس بحرف واحد " لقد علمت انك محامية من شدة ملاحظتك فلقد قمت بتحليل كل ما هو حولك ودققت النظر في كل شيء ولديك قوة ملاحظة عالية نوعا ما وهذا يتوفر اما في المحقق أو الشرطة أو المحاميين ولن تكوني شرطية وهذا واضح من طريقة كلامك اللطيفة ولن تكوني محققة لأنك كنت لتتخفي كثيرا ويبقى الخيار الأخير وهو أنك محامية غير انك تظهرين على الشاشة عندما تفوزين بقضية ما إضافة إلى أنك لم تخسري قضية واحدة "
زاد إعجابي به خاصة بعد إظهاره لذكائه وشخصيته الرزينة هذه كل الفتيات يتمنون نصف نظرة منه وأنا جالسة مع أعظم واقوى قاض في أوروبا كلها وحاكم القانون لا يعلى عليه قانون وعندما يصدر حكما لا رجوع فيه ولا اعتراض عليه كما أنا فتاة محظوظة" سأكون سعيدة إن أكملنا رحلة التعارف هذه واستطعنا الارتباط"
"دعيني أوضح لك نقطة مهمة أنا لست هنا من أجل التعارف أو الارتباط او أي من هذه السخافات لدي مهمة لك وعرض لمصلحتك و مصلحتي طبعا ولقد تحريت عنك جيدا وأعرف كل شيء عنك وصدقيني عندما أقول أن ما ستتورطين به كبير وخطير فهو حقا كذلك "
لم استوعب اي كلمة قالها هل أنا هنا من أجل العمل أم من أجل الارتباط و التعارف وكأنني سأقبل عرضه الذي لا أعلم ما هو وهذا لا يهمني لا أهتم بالتعارف أو حتى بعرضه التافه مثله لذا لم ادعه يشرح عرضه ونهضت بسرعة متوجهة نحو سيارتي التي أحبها والتي بالطبع هي فخمة لأنها سيارة فيراري وقبل أن اصعد أمسك يدي يديرني إليه "توقفي أورورا لا تجرئي على اعطائي ظهرك ولو حتى بأحلامك عليك أن تنفذي المهمة فكل ما عليك فعله هو أن تقومي…."
قاطعته غير مبالية بكلامه السخيف ولقد كنت غاضبة لأنني احسست انني أهان لذا وبغير وعي مني تحديته " انا اتحداك في سباق سيارات وليس أي سباق وإنما أكبر سباق في أوروبا كلها وهو سباق الهاوية إن فزت علي سأقبل عرضك مهما كان وبدون أي اعتراض وان فزت أنا عليك ستعتذر مني وتترجاني لكي أسامحك"
ابتسم بسخرية وكأنه يقول لي لن تفوزي ولكنه لا يعرفني كما يدعي هو "لك ذلك أنا موافق غدا مساءا على الساعة العاشرة نلتقي على مضمار السباق يا محامية "دخلت إلى منزلي وشغلت الإنارة ثم توجهت نحو المطبخ و أخرجت عصير الفراولة شربت منه القليل ثم اتصلت بميرا اعلم ان الوقت متأخر ولكنني أود التحدث معها ولا أعلم لماذا لكنني وحيدة منذ أن سافرت أختي كيارا إلى نيويورك و ساتبعها إلى هناك بعد أن انهي القضية التي توليتها مؤخرا ومجددا أعدت التفكير في سباق الغد انه سباق الهاوية لا ينجو منه الا القليل ولهذا فهو أكبر سباق في أوروبا ومع هذا أنا لن أتراجع مثلما لم أفعل يوما و سأفوز بالتأكيد.
اغلقت الخط لأنها لم ترد على مكالماتي العديدة وهذا قد اقلقني للغاية هي دائما تجيب عندما اتصل بها والليلة لا أعلم ما بها لا تجيب ربما علي أن اتفقدها وهذا ما سأفعله سأذهب إلى بيتها واطمئن عليها فهي صديقتي المقربة وستظل دائما هكذا.منزلها كله مظلم اتسائل لماذا هو كذلك هذه أول مرة ما الذي يحدث معها، دخلت إلى منزلها كوني املك نسخة من المفتاح دائما و صعدت الدرج بسرعة وعندما وصلت إلى غرفتها فتحت الباب بدون طرقه وبعدها شغلت انارة الغرفة وصدمت من المنظر الذي رأيته لقد كانت ميرا تقبل ديفيد وتعانقه بحب داخل غرفتها نظر كلاهما إلي بخوف اقتربت مني ميرا "أورورا اسمعيني فقط أنا…"
" لا يهمني هذه حياتك وانت حرة ولا أريد أن أسمع منك تبريرات لا جدوى منها الأمر كله لا يعنيني على الأقل كنت احترمي صداقتنا القديمة لو كنت حقا تعتبريني صديقتك المقربة لما كنت لتفعلي هذا بي و الان فهمت لما كان ديفيد يسألني عنك دوما وتلك النظرات بينكما و سبب رفضه لي أنت كنت السبب لقد طعنتني في ظهري لقد انتهت صداقتنا من هذه اللحظة "
قلت كل ما جال بخاطري بغضب وأنا أعني كل كلمة قلتها لها فكرامتي لن تسحق من حشرة مثلها و سأجعلها تندم على هذا ندما شديدا.
خرجت من منزلها مسرعة نحو سيارتي ولكنها لحقت بي وبدأت تبكي وأنا أعلم أنها تمثل لن اصدقها بعد الآن نهائيا" أرجوك أورورا فقط اسمعيني مرة واحدة أرجوك سأشرح كل شيء لك"
استدرت نحوها ورفعت سبابتي أمام وجهها وتكلمت بنبرة تهديدية مخيفة " ستندمين على فعلتك يا ميرا أعدك بهذا ولا تحاولي مواجهتي أو حتى أن تشرحي لي شيئا لأنني لن أصدقك"
واصلت البكاء وهي تترجاني أن انصت لها ولأنها أنا فلن انصت لأحد وهذه عادة لدي ومع تحذيري لها إلا أنها امسكت يدي تديرني نحوها لكي تتكلم معي فقمت بصفعها بقوة جعلت من وجهها يلتف للجهة الأخرى وتركتها هكذا وركبت سيارتي وانطلقت إلى منزلي لأن يوم غد مهم بالنسبة لي وسيكون حافلا للغاية.
أنت تقرأ
Rose of Judge
Romanceفي قلب عالم المحاماة والقضاء، تلتقي المحامية الناجحة "أورورا " مع القاضي البارد والغامض "أليسيوس " في موعد مدبر لم تكن تتوقع منه الكثير. هي معروفة بذكائها الحاد وثقتها المفرطة، وهو أشهر قاضٍ في أوروبا، قاسٍ في أحكامه ومتجمد في مشاعره. لكن وراء هذا ا...