1-آدم

27 4 3
                                    

قال الله تعالى على لسان يوسف لأبيه : يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ.
وبعد سنين تحققت رؤياه وسجد اخوته له في نهاية قصته.
ولعل يوسف لم يكن الوحيد الذي تحققت رؤياه لربما هناك من اصطفاهم الله بتلك الصفة لعل بطل روايتنا حالمٌ مثله.
دعني أعرفك عليه، آدم هو اسمه، فتى في السادسة من عمره لا يعرف شيئاً عن قدراته، لعله لا يعرف شيئاً عن الحياة اصلاً !، بالكاد لاحظ أن سبب حياته هو ذاك النسيم الذي يتنفسه ، ولكن رفقا به ، فما زال طفلا لديه الكثير ليكتسبه والكثير ليخسره كذلك.
                        الأحد
حان اليوم الذي انتظره آدم لفترة طويلة ، وانتظره والداه لفترة أطول ، اليوم هو أول يوم مدرسة لآدم ، حدث مدفعي يحمل الكثير من الذكريات لأي منا ، أعدت له والدته الفطور ، بضع من شطائر الجبن ستفي لولد في سنه ، أخذ آدم يحملق من نافذته ينتظر الحافلة لكي تقله للمدرسة ، ثم سمع صوت المحرك الذي افنى سنواته الست يسمعه من نافذته ولكن هذه المرة لم يزعجه فقد كان صوت محرك الحافلة.
نزل آدم من سلم منزلهم مسرعاً ولم ينتبه لرباط حذائه المفكوك الا بعد وقوعه على عتبات الدرج ، وانتهى به المطاف في عيادة المدرسة بندبة على رأسه من ذاك الحجر الذي ارتطم به ، وعندما انتهت الممرضة من تعقيم جرحه هرول الى صفه لكي لا يفوت أول حصة في حياته ، قد كان فتىً مجتهداً لسنه .
عندما دخل الفصل قد كان الجميع قد اختاروا أماكنهم وتبقى مقعد وحيد بقرب فتاة تصغره بشهر او اثنين ذات شعر اصفر ونظارات ذات تطار احمر ، كانت تشبه الفتيات الصغار الائي يوزعن الحلوى في المساجد ايام العيد في نظر آدم الصغير ، فجلس بجانبها كما قد اختار له القدر ، ويا له من قدر .
تبادلا نظرات غرباء لبعضهما فهم لا يعرفون بعضهم، حتى الان على الاقل ، سألته : ما أسمك ؟ قال : آدم ، وانتي ؟ قالت: ضحى سررت بمعرفتك ، اجابها وأنا ايضاً ، وكأي ذكر لم يكن له محادثة سابقة مع فتاة بدأ قلبه ينبض بسرعة وشعر بتلك الفراشات التي تلاعب بطنك من الداخل ، شعور جميل ولكن محرج ، فلا يمكنك اخفاء الادرينالين الي جعلك تتعرق وترتجف حماساً وتتلعثم بالكلام ، كل هذا الوقت قد مر وهو ينظر لجمالها ورونقها بإندهاش ، إن تأثير الانثى على عقل الذكر لعلم يجب دراسته.
مرت الايام وتعرف آدم الصغير على ضحى اكثر واكثر حتى احبها واحبته ، حب طفولة بريء على الارجح لم يكن ينوي تقبيلها غالبا، كانا لا يمر يوم الا ويلعبان سويا حتى وان لم ترق لآدم ما كانت ضحى تختاره من ألعاب ، فقد كانت كمية الدوبامين المفرزة من لعبه مع الجنس الاخر كافية و اعتبرها تجارة رابحة.
وفي عيد ميلاد آدم العاشر فوجئ بضحى علو عتبة بابه .
هذا منزلكم إذا ، كل عام وانت بخير. قالت ضحى
قال آدم : مرحبا ضحى ، وانتي بخير ، نعم هذا منزلنا تفضلي بالدخول
قالت وهي تخرج علبة من وراء ظهرها : احضرت لك هدية .
ناولته العلبة وفتحها آدم على الفور من حماسه وحين فتح العلبة وجد قلادة منقوش عليها اسمه بخظ الرقعة ، اعجبتني قال آدم ،
قالت ضحى : من ذوقك يا صاحب الندبة
لا زالت ندبة آدم موجودة من أول يوم التقيا , حتى ان ضحى لم ترحمه من التنمر الطفولي عليه ولكن شيئاً في تلك الندبة كان يعجبها ، كالحول الوحشي الذي يجعل الناس اكثر وسامة ، او الطفرة العضلية في الخد التي تعطي الغمازات ، قررت ضحى أن تسأل آدم : أتحب أن تأتي معي للحديقة نهار الغد ؟
قال آدم : بالطبع سآتي.

الحالمونWhere stories live. Discover now