اِغْفِرِي لِي...13

43 5 8
                                    

البارت 13||اغفري لي


في تلك الحديقة عند جيمين
الذي يحتضن طفلته التي لا يعلم انها
كذلك حاشرا رأسه في كتفها يستنشق
ذلك العطر الذي اشتاق له بجنون ..

" ااااااه اتعلمين يا سوجين... عطركِ هذا يشبه عطر روزان... اجل انها تكون حبيبتي كم اشتقت اليها.... انها تشبهكِ جدا حتى انكِ تمتلكين نفس الشامة خاصتها اسفل عيونك و نفس لون شعرها الذهبي.... انا متأكد لو لم اكن غبيا واستمعت لها حينها لما تركتني و كنا نعيش بسعادة الان وحتما كنا سنمتلك طفلة مثلكِ ... كنا سنكون عائلة جميلة مع بعضنا...ااااه لكن انا احمق ومغفل افسدت كل شيء ."

و على كلماته المتحصرة تلك
رفع رأسه بحين غفلة لتتلاقى انظاره بتلك المصعوقة على اخرها والتي تقف امامه على بعد امتار قليلة

للحظة توقف الزمن به
لايسمع سوى صوت الرياح
و ايضا ذلك الطبل الذي في صدره ..

لقد كان قلبه  يكاد يخرج
من حلق الان من شدة خفقاته ....

كيف لا يفعل ومعشوقته وحلم حياته
تقف امامه بعد غياب سنين

ابعد تلك التي كانت تتوسط حضنه بهدوء
و لازال غير مصدق لعيونه هل هو يحلم ؟!

هذا ما فكر به لكن حتى و ان كان حلما
لا يريد ان يستفيق منه وقبل ان يفعل نهض بخطواته المترددة نحوها حتى صار امامها هي المتجمدة تماما

رفع اناملها المرتعشة لتحضن
وجنتها لتغزو ملامحه ابتسامة عريضة
و دمعة قد سقطت من عيونه الغير مصدقة انها ليست خيال كما اعتقد ...

" روزي..روزااان...اااهذه..اانتِ حقا ؟! انا لللا اااحلم االيس كذلك  "

بنبرة مرتجفة قالها ليحضنها
بقوة كما لم يفعل من قبل حتى كاد
يكسر اضلاعها وهي فقط لا زالت
مصدومة ترخي أطرافها و كأنها مشلولة تحاول الاستيعاب ان هذا جيمين

لا وقد كانت ابنتها بين
احضانه قبل لحظات

ما الذي يحصل لها حتى هي لا تعرف
ماذا تحس هي تقسم ان قلبها قد يتوقف بأي لحظة مع كل زفير تزفره تخاف ان يخرج من صدرها ... اخيرا اردف هو وسط شهقاته ..

" لا اصدق ان هذه انتِ ...  لا تعرفين كم اشتقت لك حد الموت... لقد كان الحنين اليكِ يقتلني في اليوم الف مرة ... لن تصدقي كم انا سعيد الان انا حقا اكاد اموت من السعادة اتمنى ان لا يكون حلما او ان تكوني سرابا روزان ...  "

وعلى كلماته اخيرا استفاقت لم تفكر كثيرا حتى دفعته عنها بسخط لترف بارتجاف ....

اِغْفِرِي لِي...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن