نغمات الظلام: خطوات دافني بين الحلم والواقع

48 1 4
                                    

كان يووما عاديا مثل كل يوم ... إنتهى يوم طويل و ممل من المحاضرة   قررت انا و أصدقائي التوجه إلى مقهانا المعتاد لتغير الجو جلسنا في طويلتنا المعتادة و كنت بجانب النافذة
كان المكان هادئا  يعبق برائحة القهوة الممزوجة بالياسمين، كانت  أشعة الشمس الذهبية تنساب من زجاج النافذة الذي أضف دفئا للمكان  مما منحني شعورا بالهدوء و السكون و السلام الداخلي ممزوجة ببعض الممل تبادلنا   اطراف الحديث عن الامتحانات و المستقبل لكن في الواقع و رغم مشاركتي  كان عقلي مشغولا بشيء آخر هذا الهدوء هذا الشعور
جعلني  أتذكر أنني 

لطالما أحببت الأساطير والقصص الخيالية ، كنت اتمنى أن اعيش في عالم مليء بالمغامرات والخفايا، . تخيلت نفسي محاطة بغابات مسحورة، أو أستكشف قلاعًا قديمة، وقلبي كان يتململ بشعور قوي بالحاجة إلى شيء مختلف، شيء غير مألوف شيء يجعلني أذهل .

إبتسم أحد أصدقائي و قال "دافني، تبدين كمن تحلم بالهرب من هذا العالم."

أفقت حينها من  أفكاري ورددت بابتسامة: "ربما... أحيانًا أشعر أنني وُلدت في الزمن الخاطئ."

فقالت صديقتي " ربما كل هذا بسبب إسمك ، دافني ! تعرفين دافني و أبولو "
صمت و قلت " من يعلم ... ربما  "

ثم، بروحٍ مرحة، اقترح أحدنا فجأة: "ماذا لو ذهبنا إلى تلك المكتبة القديمة ؟ إنها قديمة جدًا حتى أن واجهتها تبدو كأنها جزء من قصة خيالية."

أثار الاقتراح حماسي ؛ شعرت وكأن قلبي قفز من مكانه
لم أدرك أن المكتب أشبه بما أبحث عنه

كانت المكتبة في مكان معزول بعض الشيء كأنها منطقت ريفية حيث تحاط بها الأشجار و تسمع  زقزة العصافير بوضوح ، بعيدة عن صخب المدينة الحديثة،  كأنها تنتمي إلى زمن آخر. واجهتها بنيّة متشققة، تزينها نقوش وزخارف باهتة، وأعمدة حجرية تلفها نباتات متسلقة خضراء وكأنها تحاول إخفاء سحر غامض.

باب المكتبة كان خشبيًا ثقيلًا، محفورًا عليه رموز غريبة، تبدو كأنها كلمات بلغة أسطورية منسية. عندما دفعته  للدخول، أصدر الباب صريرًا خافتًا، وكأنه يرحب بزوارٍ قلّما يأتون.

في الداخل، كان الجو يعمه هدوء غريب، تتخلله رائحة الكتب القديمة والعطر الخشبي العتيق. الأرفف ممتلئة بالكتب حتى السقف، بعضها مغلف بجلد قديم ومتآكل، وأخرى تحمل عناوين مكتوبة بحبر ذهبي تآكل مع الزمن. الأضواء في المكتبة كانت خافتة، تأتي من مصابيح زيتية تتدلى من السقف، تضفي وهجًا دافئًا يشبه أجواء الأساطير.

بزاوية المكتبة، كان هناك رف من الكتب النادرة، موضوعة بعناية وكأنها كنوز محفوظة. رفعت  يدي، ولمست إحدى هذه الكتب، فشعرت ببرودة غريبة. كان غلاف الكتاب يحمل نقشاً دقيقاً لزهور وأحرف خافتة،  عندما فتحته و قلبت صفحاته بسرعة لفت إنتباهي
بخط يدوي مهترئ تقول: "إن كنت تبحث عن الحقيقة، تهيّأ لأن تخسر شيئاً في المقابل."

همسات جناح الفراشةWhere stories live. Discover now