القضمة الأولى

12 4 6
                                    

 بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين
لا تجعلوا عالم الروايات يلهيكم عن واجباتكم

____________


أياديهم ذات الملمس الخشن، المستمرة في العبث وبث الكثير من الألم

 الكلمات التي تخرج من تلك الأفواه رفقة ضحكاتهم التي تجعل المرء يتمنى الصمم

إضافة لنظراتهم الحادة والمليئة بالشماتة والاستمتاع

هل يظنون أن كل هذا قابل للنسيان مع مرور الزمن؟

منذ متى كان الناس ينسون من قام بجرح بدنهم وتمزيق أرواحهم؟

لطالما تساءلت

لما أكلت القطة لسان ذاك الشخص في بادئ الأمر؟

ما الذي يجعلنا نقول انها من قامت بأولى الخطوات؟

ربما كانت مجرد قطة مسكينة، أخذ منها لسانها وقضم أمام أعينها

فما كان لها إلا القفز والأخذ بالثأر!

 "جاري البحث عن القطة التي أكلت ألسنتهم"

القضمة الأولى

لحظات مغلفة بحجاب ثقيل لا ترى منها إلا القليل، قليل مكتظ بصدى ضحكاتهم وكلماتهم

لا تتحرك من مكانها، ملتزمة الصمت بينما قناطير من الفزع تغلف نظراتها، ليس فزعا من الوجوه المطموسة أمامها أو صدى أصواتهم الكريهة

بل فزع من تلك الأعين الكستنائية المحدقة بها، المليئة بالفراغ، المكتظة بالسكون، بصمت تنطق صارخة باسمها: أسماء!

بأنفس متسارعة وقلب منقبض، تستيقظ من نومها المعيي لتتعوذ من الشيطان، حتى مهرب الجسم ومكان راحته بات سببا من أسباب الإجهاد، تحرك أعينها المغلفة بالهالات المسودة لتقع على المنضدة الحاملة على سطحها ملفا وحيدا يضم بداخله قليلا من الأوراق المثقلة بمعلومات هامة، لتهمس بعزم: حان الوقت

*

ــ قضية أخرى تحل بنجاح دون أي ذرة فشل، أنا معجب كبير بك محقق ساري

تخرج هذه الكلمات من فم صاحب الشعر ذو لون الكراميل، ليستمر في التعبير عن إعجابه بشكل عفوي ومتوقع من إنسان ذو ذكاء عادي قضى أشهرا بجوار محقق فذ، وسط ترتيبه الملفات يقاطعه صوت ساري المعلق: إنه المكان الخاطئ سيد عماد

ينتبه عماد للدرج الذي كاد يضع فيه ملف آخر القضايا المحلولة، إنه درج القضايا المنتظرة، يعتذر بإحراج ليضعه في الدرج الصحيح شاتما نفسه بهمس

رغم الفترة التي قضاها هنا إلا أنه لا يزال يخطئ، يا له من غبي أحمق

ــ تستطيع العودة للمنزل الآن

نهمة | القطة التي أكلت ألسنتهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن