1

916 48 60
                                    

لمتابعيني: نُرجع قصة علي ولكن بطريقة مختلفة لأني أحبه.

.

شعور بأنه مختلف كان يراود علي أين ما ذهب.

كيف لا يرى نفسه مختلف عن البقية عندما كانت حياته مختلفة بشكل كبير؟

بقية الأشخاص الذين يعرفهم، كان لديهم أم وأب وإخوة. كانوا يعلمون بمكانهم في عائلاتهم.

ولكن علي؟

علي لم يحظى بمعرفة مكانه بين عائلته، لأنه لم يكن يعرفهم منذ الأساس.

وُلد علي كخطأ حدث بين والده ووالدته.

خطأ كاد أن يسبب العار والفضيحة لهم. سبب يدمر كل ما سعوا له في سنواتهم الماضية.

عندما سافر والده لتكملة دراسته، التقى بوالدته وأحبها ولم يستطع الاثنان الابتعاد عن بعض.

وقعوا في خطأ شنيع نتج عنه تواجد علي الغير مرغوب فيه.

كان يستحيل على والده الاعتراف به لكي لا يجلب الفضيحة لنفسه ولعائلته، فقد كان متزوجا ولديه أبناء.

أما أمه، فكانت لا ترغب في أن تصبح أم في هذا الوقت لأنها تريد أن تُركز على دراستها ووظيفتها لتحقق أحلامها.

وبسبب أنانية الاثنان وعدم رغبتهم في التخلص من الجنين، أنجباه وتخلوا عنه عند ولادته فورا.

أخذته خالته واحتضنته وربته منذ أن كان عمره يوم إلى أن كبر وأصبح في السابعة عشر من عمره.

طوال هذه السنين، كان يلتقي بأمه لمرات معدودة في كل سنة، ولكنها كانت أشبه بالخالة القريبة للعائلة التي لا يرونها إلا مرة أو مرتين في السنة.

أما والده فقد كانت لديه علاقة هاتفية معه. يُحدثه كل يوم ويستمتعان بالحديث معا، ولكنه يراه أيضا مرة واحدة في السنة.

كان والده يخبئ تواجد علي في هذه الحياة عن أسرته لكي لا يفتعل المشاكل.

ولهذا السبب كبر علي وهو على علم بأن لديه إخوة، ولكنهم يجهلون هذا الشيء.

في حين ربته خالته وعاملته كالأم ولم يشعر قط بالنقص بسببها.

اذا كان له الخيار، فإنه سيختار خالته مرارا وتكرارا على كل ما ضحت به من أجله.

أخذته في حضنها وهي في شدة الفقر ولديها طفلان.

أخذته في وقت كان يصعب عليها أن تُطعم أطفالها ونفسها، ولكنها لم تتخلى عنه.

كمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن