البداية

0 0 0
                                    

في تلك الليلة الهادءة ،بينما كان الجميع نائمين حدث شيء لم يكن في الحسبان شيء غير الاحداث الي الابد و كان هناك همسة غريبة في الضلام ،بدات كانها صوت شخص ينادي باسمي من بعيد ،رغم انني كنت وحدي في الغرفة ارتجف جسدي تردت للحضة قبل ان استدير ببطء نحو مصدر الصوت.ولكن مارايته جعلني عاجزا عن الكلام ضل غامض يقف عند زاوية الغرفة ،يتطلع الي بعينين لا تعكسهما اي اضاءة. حاولت ان اتحرك لكن قدماي كانتا متجمدتين في مكانهما ،الضل بدأ يقترب ببطء و صوت خطواته يملأ الصمت الثقيل.و عندما اصبح قريباً بما يكفي ،همس بصوت خافت:لقد انتضرت طويلا ،و حان الوقت الان.شعرت ببرودة تسري في عروقي وكأن صوتي اختنق داخلي.مد يده نحوي ببطء وفي تلك اللحظة ،تراجعت خطوة الي الخلف غير مدرك انني علي الحافة الهاوية.ثم شعرت بقدمي تفلتان من تحت قدمي، وسقطت في ضلام: اغمضت عيني استعدادا للارتطام ،لكن بدلا من ذلك وجدت نفسي ببطء ،كما لو ان قوة غامضة تمسك بي و تمنعني من سقوط. عندما فتحت عيني ،رأيت نفسي في مكان غريب ارضية باردة من حجارة قديمة ،و جدران تتوهج بنقوش غامضة لم أر مثلها من قبل.وفي وسط الغرفة كان هناك باب ضخم ،ينبعث منه نور خافت كأنه يدعوني اللأقتراب بخطوات بطيئة و مترددة اقتربت من الباب و قلبي ينبض بشدة كأنه يحذراني من مجهول خلفه. مدت يدي نحو المقبض البارد و عندما لمسته شعرت بذبذبات غريبة، وكأن شيئا حيا ينبض فيه. دفعته ببطء و بدأ الباب يفتح بصرير كءيب ، كاشف عن ممر طويل همس يناديني باسمي مرة أخرى ،و لكن هذه المرة كان الصوت مألوف ، صوت من الماضي الذي حاولت نسيانه. ترددت للحضة ،لكن الفضول تغلب علي خوفي و بدأت اسير في الممر بخطي حذرة. كلما اقتربت من الضوء ،كان الصوت يصبح اوضح والمكان يزداد غرابة. الجدران كانت مغطاة بصور قديمة من طفولتي ، ذكريات نسيتها منذ زمن طويل ، لكنها عادت الان لتلاحقني. وعندما وصلت الي النهاية الممر وجدت نفسي امام مرآه كبيرة عتيقة يضهر فيها انعكاسي لكنني لم اكن وحدي خلفي كان يقف شخص يشبهني تمام ،لكن ملامحة مشوهة ، وابتسامته تثير الرعب ، قال بصوت بارد اخير التقينا من جديد. شعرت برعشة تجتاحني ورغبت في الابتعاد عن المرآه ، لكن قدماي بقيتا مثبتتين في مكانهما و كأن قوة خفية تمنعني من الفرار. انعكاسي المشوه بدأ يقترب من سطح المرآه و عيناه السوداوان ترقباني بحدة همس قائلا:' لقد حاولت الهرب لسنوات ،لكنني كنت هنا دائماً ، مختبئا في ضلال ذاكرتك المنسيه لكن قبضته كانت أسرع جذبني نحوه ، و غرقت في أعماق الضلام البارد تاركا عالمي خلفي الي ان فتحت عيني في عالم جديد تماماً ، عالم لم اكن اتخيل و جوده. نضرت حوالي بذهول ؛ كنت في مكان غريب كانني في عالم منسي حيث السماء ذات لون رمادي باهت ، و الأرض مغطاة بضباب كثيف يخفي ما تحتها. في الافق كانت تضهر هياكل ضخمة تبدو كأنها بقايا مدن قديمة و صرير الرياح يحمل اصواتا بعيدة اشبه بصرخات ضائعة. حاولت ان استوعب ما يجري ، لكن عقلي كان مثقلا بالخوف و الأسئلة. فجأة سمعت صوت خطوات تقترب ٫ و عندما استدرت رأيت كيانا طويلا و غامضا يتقدم نحوي همس لي بصوت غريب لكنه مألوف.
قائلا:' مرحبا بك في عالمك الجديد حيث لا مفر للهرب شعرت وكأن قلبي سيتوقف من شدة الرعب ، لكن شيئا مافي صوت هذا الكيان كان يثير فضولي تساءلت:' من انت ؟ و لماذا انا هنا ؟ ابتسم بخبث ، و كأنني كنت اعرف منذ زمن.قال : انا من كنت انت تخشاه ، انا النصف الاخر لك الشخص الذي تخليت عنه في سبيل الهروب من نفسك ، و الان عليك موجهة كل ما كنت تدفعه بعيد ؛ في تلك اللحظة ادركت ان هذا العالم لم يكن مجرد مكان عشوائي بل كان تجسيد لكل مخاوفي و ذكرياتي المدفونة. استدرت بسرعة ، لكن الافق اختفي و اصبحت محط بضلام كثيف ؛ اضاء الكيان انواره كاشفا عن اشباح الماضي. تتجسد كأفكار و احاسيس عشتها ، كان علي ان اختار اما موجهة هذه الأشباح او الوقوع في فخ النسيان الابدي' ترددت للحضة ، لكنني علمت أن الهروب لن يجدي نفعا ، كل شعور كرهته ٫ كل ذكري حاولت نسيانها كانت تتشكل حولي ككابوس حي. تنفست بعمق و قررت موجهة الكيان اذا كنت جزء مني فلا بد ان اتعلم كيف اعيش معك.
ابتسم الكيان ، و كأن توقعاتي اعجبته ، تم بدأ بإصدار اصوات تشبيه موسيقى حزينة تتردد في اذني ، و كانها تدعوني للرقص. الاجواء من حولي بدأت تتغير ، و الأشباح السابقة اخذت اشكالا مألوف ، تترقص و تدور حولنا. و مع كل حركة كنت اشعر بوزن الماضي يتلاشي ادركت ان هذه ليست معركة ، بل تجربة تحتاج تلي فهم و قبول. مع كل خطوة ، بدأت استعيد ذكريات المفقود و افكاري التي خنفتها مشاعر الخوف و الندم.
اصبحت اكثر وضوح ، و كأن الاضواء تضيء الطريق امامي ثم همست في ضلام الليل:' انا مستعد للموجهة و فجأة سقطت القيود التي كانت تقتلني ،و بدأت أشعر بالقوة تتزايد داخلي. شعرت بالتحرر من قيود الماضي ، و كأنني اكتسبت حياة جديدة. الاشكال الغامضة من حوالي بدأت تتلاشي ، بينما كان الكيان يراقبني بإعجاب قال بصوت واضح:' لقد اخترت ان تواجه نفسك ، و هذا هو السبيل للعودة ' لكن عليك ان تعلم ان الطريق الي النور لن يكون سهلا.
و مع تلك الكلمات.، ضهرت بوابة امامي مضاءة بضوء دافئ يجذبني نحوها ، شعرت بالقلق لكنني كنت مدفوعا بشغف للاستكشاق تقدمت نحو البوابة و قلبي ينبض بسرعة ، و عندما و صلت. ادركت انني بحاجة الي اتخاذ خطوة نهائية ، خطوة الانتقال الي عالمي الجديد. التفت نحو الكيان مرة اخيرة و سألته: ماذا سيحدث لي بعد ذلك ابتسم بشكل غامض و أجاب:' ستكتشف القوة التي كانت دائما بداخلك ، لكن عليك ان تكون شجاعا بما يكفي لتحمل عواقب اختيارتك في تلك اللحضة. قمت بخطوة الي الامام و عبرت عتبة البوابة ، غمرتني اشعة الضوء و بدأت اشعر بأنني اتغير. حينها ادركت ان هذه لم تكن نهاية ، بل بداية جديدة ؛ بداية رحلة للاكتشاف نفسي الحقيقي و عالمي ملئ بالامكانيات. عندما تلاشي الضوء و جدت نفسي في مكان مختلف تماما.
مكان ملئ بالالون الحية ، و الاصوات المفعمة بالحياة ؛  كانت الطبيعة من حوالي تفيض بالحيوية ، الاشجار كانت تتمايل برقة و الطيور كانت تغني بألحان لم اسمعها من قبل.
شعرت بشيء غريب يسري في عروقي ، كأنني عدت الي الحياة مرة أخرى و لكن في العمق ؛ كنت اعلم ان هذا العالم لم يكن خاليا من التحديات. كنت بحاجة الي التعلم ، الي استكشف قدراتي و مايمكنني تحقيقه هنا.أثناء استكشافي ، رأيت مجموعة من الأشخاص يتجمعون حول نار مشعلة كانوا يتبادلون القصص و الضحكات ، اقتربت منهم و رغم انني كنت غريبا عنهم الا انهم رحبو بي بحفاوة.
شعرت بانني انتمي الي هذا المكان كأنني كنت ابحث عنهم طوال حياتي جلست معهم و بداوا في مشاركة تجاربهم كل واحد يحمل قصته الخاصة، كان هناك شيء مميز في كل قصة شي يشبه مامررت به ، و مع كل حكاية كنت اتعلم شيئا جديدا عن نفسي ثم سألتهم:' كيف يمكنني ان اكون جزء من هذا العالم ؟ فرد احدهم بإبتسامة دافئة: ببساطة ، ابدأ بخطوة صغيرة كل تجربة تعيشها هنا تشكل جزء من هويتك ، في تلك اللحضة شعرت بالقدرة تتنامي بداخليخ عرفت انني سأخوض مغامرات جديدة ، و ان كل ما عشته كان مجرد بداية.
قررت ان ابدأ رحلتي من تلك اللحضة ، و بدأت استكشف العالم الجديد حولي كل يوم كان يحمل فرصة جديدة لتعلم ؛ سوء من الطبيعة او من الأشخاص الذين قابلتهم. تعلمت كيف ازرع الامل في قلوب الاخرين ،و كيف استفيد من التجارب السلبية لتحفيز نفسي علي النمو مع مرور الوقت ، بدات اكتشف قدراتي. كنت استطيع التواصل مع الطبيعة بطريقة غير مسبوقة كنت اشعر بحضور كل زهرة و كل شجرة ؛ كنت استطيع ان استمتع الي همست الرياح. و اري ماوراء الضلال لكن مع كل هذه الاكتشافات ، شعرت بانني مازلت بحاجة لموجهة شيء اعمق.
في احد الايام قررت ان اسافر الي قمة جبل الذي كان ينوح في الافق.
و ان هناك حكيما يعيش هناك كنت اعتقد ان البدية الاجابات علي الاسئلة اكثر تعقيدا . بعد رحلة شاقة ، وصلت الي قامة جبل رأيت الحكيم جالسا هناك عينيه مليئتين بالحكمة ، اقتربت منه و قلت:' ابحث عن المعرفة حول ذاتي ، اريد ان افهم لماذا كنت اهرب في السابق.
ابتسم الحكيم و قال:" المعرفة ليست في الاجابات بل في الأسئلة ، ماذا تعتقد انك ستجد عندما تواجه نفسك مرة اخري ؟
تساءلت في نفسي هل ان مستعد لموجهة كل ما اخضوه ؟ كان لدي شعور بأنني علي حافة اكتشاف جديد ؛ بداية جديد في فهم ذاتي الحقيقية. وقفت هناك علي قمة الجبل اشعر انني قد بدأت اري الاشياء بوضوح ، ادركت ان ان الطريق امامي ملئ بالتحديات و الفرص و مع كل خطوة اخطوها ساكتشف المزيد عن نفسي و ساكون مستعد لموجهة ضلال الماضي ، و سأجد النور في كل تجربة جديدة فهذه هي الحياة ، رحلة مستمرة من التعلم و النمو و اخير انا مستعد لاخذها بكل شجاعة....
عبرة: الحياة ليست نهاية ثابته بل رحلة مستمرة من التحديات و الفرص ؛ و كل تجربة تشكل جزء من هويتنا.
...

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Oct 29 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

بوابة الي الذات Where stories live. Discover now