"أحب الكتاب، لا لأنّني زاهد في الحياة، ولكن لأنّ حياة واحدة لا تكفيني"🥹💙"لم يكن قرار الرحيل سهلًا، لكنه لم يعد يحتمل. حياةٌ بألوان باهتة، أيام تتكرر وكأنها نسخة مملة من بعضها البعض. كل شيء بدا له كأنه سجن، حتى عائلته، التي أحاطته دائمًا بالتوقعات والأوامر، لم يشعر يومًا أنه ينتمي إليهم، أو أنهم يفهمونه حقًا.
كل ما يريده 'يحيى' هو أن يخرج من هذه الدائرة، من أحاديث لا تنتهي عن الإنجازات، من توقعات تضيق على صدره يومًا بعد يوم، ومن نظرات تنم عن خيبة أمل مخبأة خلف قناع الاهتمام. كان يسمعهم يتحدثون عن المال، الوظائف، والزواج، لكن بالنسبة له، كانت هذه الأمور مجرد أعباء، لا يرى فيها سوى قيود تزيد من تعاسته.
في تلك الليلة، دون أن يخبر أحدًا، جمع بعض أغراضه وانطلق. لم يكن يعرف إلى أين، لكنه كان يعرف إلى ماذا يهرب؛ كان يهرب من حياة لم يكن له فيها رأي، ومن عائلة لا ترى فيه سوى ما يريدونه هم.
بينما يحيى يمشي بعيدًا عن منزله، يشعر وكأن كل خطوة تخلّصه من جزء من الأعباء التي كان يحملها معه. يتنفس بعمق، وكأنه يتنفس لأول مرة منذ سنوات. وأخيرًا، كان يشعر بأنه يتحرر من القفص."
"لم يكن 'يحيى' قد قرر هذه الرحلة إلا بعدما أحس أن شيئًا ما بداخله قد بدأ يتلاشى، جزءٌ منه لم يعد يعرفه. حياة رتيبة، عمل بلا هدف، فراغ يلتهم روحه يومًا بعد يوم. سمع عن قرية 'السراب'، المكان الذي يلجأ إليه الناس للبحث عن السلام والسكينة، قرية قديمة تُحيطها الغابات الكثيفة وتُحكى عنها أساطير كثيرة .
لقد سمع عن قرية 'السراب'، تلك التي يقال إنها تُبعد عنك كل ما يثقل روحك، وتسمح لك بأن تبدأ من جديد.
---
"وقف يحيى عند آخر شارع يعرفه، نظر إلى الخلف للحظة، إلى البيت الذي عاش فيه سنواته كلها، البيت الذي من المفترض أن يكون ملاذه، لكنه لم يكن سوى قفصٍ ذهبي. تنهد بعمق، وكأن هذا الزفير الطويل يخرج معه كل الذكريات التي أثقلته، كل القيود التي طوّقته.
ثم أكمل سيره دون أن ينظر إلى الخلف مجددًا. في داخله شعور غريب، خليط من الخوف والحرية، وكأن خطواته تُشعل طريقًا جديدًا لم يعرفه من قبل.
هذه المرة، لم يكن بحاجة لأن يعرف إلى أين يذهب، المهم أنه كان يعرف من أين يهرب."
-------
حين وصل 'يحيى' إلى القرية، شعر بشيء غريب؛ وكأن القرية تنظر إليه بترقب، أو كأن كل حجر وكل زقاق فيها يخفي سرًا. بدأ يسير في أزقتها الضيقة، وأمامه يقف تمثالٌ حجري لشخصية غريبة، عليها نقوش غير مفهومة. تردد في داخله صوت غامض، كأن المكان يدعوه للاستكشاف أكثر.
مع كل خطوة، كانت أسئلة جديدة تتشكل في ذهنه. هل ستكون هذه الرحلة مجرد هروب مؤقت من حياته؟ أم أن القرية تخفي شيئًا أكبر، شيئًا قد يغير حياته للأبد؟"

أنت تقرأ
في قلب التيه🤍
Fantasia"في متاهة غامضة، يجد نفسه محاطًا بأسرار لم يكن مستعدًا لاكتشافها. كل خطوة تفتح له بابًا لماضي مجهول، وأمام كل لغز يحاول الهروب، لكنه كلما اقترب، تزداد المتاهة ظلمةً وغموضًا. هل سيتمكن من العثور على المخرج أم سيبقى تائهًا إلى الأبد؟"🤍.