كان يجلس على الأرض، وسط كومة من الصور القديمة. كانت الغرفة مظلمة، مُضاءة فقط بمصباح صغير على الطاولة. كان يمسك بصورة زفافه على ليون، صورة جميلة، لكنها الآن تبدو باهتة، مثل ذكرياتهم التي بدأت تتلاشى. كان انفصالهما مؤلمًا، ولم يكن سببًا بسيطًا كالبُعد الجغرافي. بل كان بسبب سرٍّ ظلّ ليون يخفيه عنه لسنوات.قبل أسبوعين، اكتشف جيمس رسائل ليون مع شخص آخر، رسائل حبّ وعاطفة جارفة. كان ليون يخونه، ويكذب عليه. لم يكن هذا مجرد خيانة عاطفية، بل خيانة للثقة التي بنوها معًا طوال سنوات.
كان جيمس يمسك بالصورة، يداه ترتجفان. بدأ يمزّقها ببطء، تمزيقًا دقيقًا، كأنه يمزّق قلبه قطعة قطعة. كانت كل قطعة من الصورة تمثّل ذكرى، لحظة سعادة، قبلة، احتضان، وعد. مع كل تمزيق، كان الألم يزداد، كأنّ شظايا قلبه تتناثر على الأرض.
في البداية، كان يمزّقها برفق، كأنه يودّع كل لحظة جميلة عاشها مع ليون. ثم زادت سرعته، كأنه يحاول التخلص من الألم الذي يعتصر قلبه. كان يمزّقها بعنف، بغضب، بألمٍ لا يُطاق. صرخ جيمس، بكى، ثم سكت، مُنهارًا تمامًا.
بعد أن مزّق الصورة تمامًا، رمى جيمس القطع الممزقة على الأرض، كأنها رماد ذكرى محترقة. شعر ببعض الراحة، كأنّ جزءًا من وزنه قد زال. لكن في نفس الوقت، شعر بفراغٍ كبير في قلبه، فراغ لن يملأه شيء.
رنّ هاتفه، كان ليون. لم يردّ جيمس. لم يكن يريد أن يسمع صوته، أو اعتذاراته. كان كل شيء قد انتهى. كان الحب قد مات، والصورة الممزقة كانت شاهدة على موته. كان جيمس وحيدًا، مُحطّمًا، ومُحاطًا بشظايا قلبه الممزّق. لم يكن هناك أمل في العودة، أو في إصلاح ما تمّ تدميره. كانت الصورة الممزقة رمزًا لانفصالهما، ولانفصال جيمس عن جزءٍ من نفسه.
جلس جيمس في الظلام، يُحيط به صمت ثقيل يضاهي ثقل قلبه. كانت القطع الممزقة للصورة مبعثرة على الأرض، تشبه شظايا أحلامه المُحطمة. لم يكن هناك أي أثر للحب الذي كان يُزهر ذات يوم بينه وبين ليون، فقط بقايا ذكرى باهتة.
بعد مرور ساعات، بدأ جيمس يجمع القطع الممزقة، ليس بهدف إعادة الصورة إلى ما كانت عليه، بل كنوع من التطهير. كان يجمعها ببطء، بيدٍ مرتجفة، كأنه يجمع شظايا روحه المُتشرّدة. مع كل قطعة صغيرة، كان يتذكر لحظة معينة، ابتسامة ليون، لمسة يده، كلمات حبٍّ همسها في أذنه. كانت الذكريات تُعيده إلى الألم، لكنها في نفس الوقت كانت تُذكّره بجمال ما فقده.
أخيرًا، جمع كل القطع، ووضعها في صندوق صغير، صندوق خشبي قديم، كان يحتفظ فيه بكنوزه الثمينة. أغلق الصندوق، ثم وضع المفتاح في جيبه، كأنه يُغلق باب فصلٍ مؤلم من حياته.
في الصباح، استيقظ جيمس على صوت رنين هاتفه. كان ليون. هذه المرة، لم يتردد جيمس في الردّ. أراد أن يسمع صوت ليون، ولكن ليس ليعود إليه، بل ليُنهي ما تبقى من خيوط العلاقة.
"مرحباً،" قال جيمس بصوتٍ هادئ، لكنّه ثابت.
"جيمس، أنا آسف. أنا آسف حقًا على كل شيء. أرجوك، سامحني." قال ليون بصوتٍ مُتوسّل.
"لا يوجد شيء يُمكن أن يُسامح، ليون. لقد انتهى كل شيء." ردّ جيمس، صوته خالٍ من أي عاطفة.
"لكن، أنا أحبك، جيمس. أرجوك، أعطني فرصة أخرى."
"لا، ليون. لقد انتهى كل شيء. لقد مزّقتُ صورتنا، ومزّقتُ علاقتنا. لا يمكن إصلاح ما تمّ تدميره."
أنهى جيمس المكالمة، ثم نظر إلى الصندوق الصغير الذي يحتوي على شظايا الصورة الممزقة. كان الصندوق رمزًا لذكرياته، لألمه، ولبداية جديدة. لم يكن جيمس يعرف ما يُخبئه المستقبل، لكنّه كان يعرف أنّه سيُواجهه بقوة، وبدون ليون. كانت الصورة الممزقة رمزًا لانفصالهما، ولانفصاله عن الماضي، لم يكن هناك ضوء سوى ضوء الشارع الباهت الذي يتسلل من النافذة، مُلقيًا بظلال طويلة على الغرفة. كان الصمت ثقيلًا، يُغطي كل شيء كغطاء من الرصاص. لم يكن هناك صوت سوى صوت أنفاسه المتقطعة.
لم يمرّ الوقت بسهولة على جيمس. كان الألم لا يزال حاداً، كجرح غائر في قلبه. حاول جيمس مراراً وتكراراً أن يتخطى ما حدث، أن ينسى ليون، أن يُعيد بناء حياته. لكنّ كل محاولة باءت بالفشل. كانت ذكرياتهما لا تزال حية، كشبح يطارده في كل مكان.
أخذ جيمس الصندوق، فتح الغطاء، ثم نظر إلى القطع الممزقة للصورة. كانت رمزاً لحبه الضائع، لحياته التي انتهت. كانت كل قطعة صغيرة ذكرى، لحظة سعادة، قبلة، وعد. كل قطعة كانت تذكّره بما فقده، بما سُرِق منه.
أمسك جيمس بقطعة صغيرة من الصورة، قطعة تحمل جزءًا من ابتسامة ليون. نظر إليها بتمعّن، ثم وضعها برفق على الطاولة. ثم أمسك بقطعة أخرى، وأخرى، وأخرى. كان يضعها على الطاولة واحدة تلو الأخرى، كأنه يُودّع كل لحظة جميلة عاشها مع ليون.
بعد أن فرغ من وضع كل القطع على الطاولة، جلس جيمس ينظر إليها، ثم نظر إلى الصندوق الفارغ. كان الصندوق رمزًا لحياته، حياته التي أصبحت فارغة، خالية من الحب، من الأمل.
أخذ جيمس نفسًا عميقًا، ثم أغلق عينيه. كان الصمت يُحيط به، صمتٌ عميق، يُشبه صمت القبر. لم يكن هناك أمل في العودة، أو في إصلاح ما تمّ تدميره. كانت الصورة الممزقة رمزًا لانفصالهما، ولانفصاله عن الحياة نفسها. لم يكن هناك شيء يُمكن أن يُعيده، أو يُصلح ما حدث. كان جيمس وحيداً، مُحطماً، ومُحاطاً بظلامٍ لا يُطاق. لم يكن هناك نور في نهاية النفق، فقط ظلامٌ دامس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــᕙ(⇀‸↼‶)ᕗــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيكون المجلد دا كله ونشوتات
سعوديه
مصريه
وفصحى
الي عنده اي افكار أو اسماء يبيها يقولفوت وكومنت عشان خاطري >.<