بداية أم نهاية

9 2 29
                                    

فتحت عينيها واخذت تتحسس رأسها ببطئ لتستشعر وجود ضماد بين غرتها وجبهتها يلف رأسها شعرت بألم أفاقت بعده بفزع وهي تصرخ فرأت بجانبها شاب جالس على الكرسي وقد أخذ منه النوم ما أخذ، أفاق على صوتها قائلا : ماذا جرى
ثم توقفا لبرهة ينظران لبعضهما في تعجب .

كان شاب وسيما في اواخر العشرين من العمر ذو شعر اصفر وعينين خضراوين وقامة طويلة بملامح هادئة ابتسم قائلا : كيف حالك ؟
أجابت باستغراب : الحمد لله أظن انني بخ...أاااأ بدأت بالصراخ مجددا قبل ان تنهي كلامها
نظرت الى نفسها وقالت : اين ملابسي ومالذي ارتديه ؟
كانت ترتدي بيجامة وردية اللون .

_لا داعي للقلق انها منشورة مع الغسيل في الخارج كانت ممبلة ولم نرد ان تصابي بالزكام
وقالت وقد احمر وجهها خجلا : ماذا تقول كيف تجرئ على ذلك ؟
_ لا تسيئي فهمي ،إيلينا من غيرت لك ملابسك وألبستك ملابسها وليس انا
_ من إيلينا هذه ؟
بمجرد ان انهى كلامه دخلت فتاة ذات شعر اسود قصير وعينين سوداوين وبابتسامة ساحرة قالت: استيقظت اخيرا ؟

تنهد الرجل قائلا : نادي على القط يأتك ينط
_ماذا تقول يا بيتر
_ لاشيء يذكر ياعزيزتي

نظرت ايلينا الى الفتاة وقالت : كيف صرت الآن ؟
_انا بخير شكرا جزيلا لكما
__هذا واجبنا
_ عفوا ماهو اسمك يا أنسة
_ اسمي نسمة
_اسم جميل هيا تعاليا لتناول الغداء
وقف بيتر وخرج من الغرفة وتبعته نسمة .

كان البيت خشبيا ويوجد به القليل من الاثاث جلسوا حول الطاولة وقدمت لهم ايلينا السمك المشوي .
وبينما هم يأكلون بادرت نسمة بالكلام :هل تعيشان هنا ؟
صمت بيتر بينما تنهدت ايلينا قائلة : هل تتوقعين ان نعيش هنا في زمن تطير فيه الالات الالكترونية
الصغيرة

شعرت نسمة بالاحراج وقالت : معك حق في ذلك .
ابتسمت ايلينا وقالت : هربنا من الالات وصولا الى هنا واعتقد انك مثلنا ولكنك لا تجيدين السباحة ولهذا غرقت في النهر و بذلك جرفك الى هنا .
قال بيتر : لكن ما حقيقة تلك الألات ياترى هل تعرفين عنها شيء يانسمة ؟
ردت نسمة بحزن : في الحقيقة لا اعرف شيء غير انها تسحب البشر عندما تسلط ضوء عليها وذلك بعد محاصرتها من قبل اربعة او خمسة طائرات هذا مالاحظته
_فهمت لكن هل يمكن ان نكون نحن الناجين الوحيدين أم هناك أخرون وماذا قد حل بالباقين ياترى ماذا تفعل الآلات بهم ومن وراء كل هذا مؤكد ان هناك من صنعها
طأطأت نسمة رأسها وقالت :هذا مالا أعرفه
نظرت إليها إلينا نظرة شك وهي تقول في نفسها : واثقة أنها تعرف شيء .

كسر شرودها صوت نسمة وهي تقول مبتسمة : طعامك لذيذ يا إيلينا سلمت يداك
ردت الابتسامة بابتسامة أخرى مزيفة وقالت : شكرا لك اخجلتني .
بينما تقول في نفسها :يالها من حمقاء سمك مشوي يستطيع طفل صغير طهوه .

بعد الانتهاء من الطعام نهضت إلينا لغسل الصحون لحقتها نسمة تحمل الاطباق في يدها وتقول: اريد مساعدتك .
التفتت لها للوراء وقالت : لا داعي لذلك يمكنك ان ترتاحي أو إذا أردت ادخلي ملابسك من الخارج أظنها قد جفت .
ابتسمت الاخيرة وقالت : شكرا لكل مافعلتماه لأجلي
_لم نفعل شيء يذكر هذا واجبنا ويسرنا ان نلقى شخص في هذه الغابة
تقدم خلفهما بيتر قائلا : أجل يجب علينا كذلك ان نفكر كيف سنعيش هنا فلا نستطيع العودة الى المدينة
قالت نسمة باستغراب : منذ متى وانتما هنا ؟
_ منذ يومين فقط
قالت ايلينا : صحيح وعلينا ان نجد حل لانقاذ الناس والمدينة كما لايمكننا العيش هنا طويلا فقد توجد وحوش مفترسة والطعام يكاد ينفذ منا
قال بيتر : سأخرج لعلي أجد بعض الفواكه واللحوم
خرج بيتر وترك نسمة تتحدث الى ايلينا : مارأيك ان نصير صديقتين .
_ لما لا يسرني ذلك ، لم اعرفك عن نفسي انا في الثانية والعشرين من عمري أدرس الهندسة في الجامعة او لنقل كنت كذلك ،ماذا عنك ؟
_ انا في مثل سنك تماما يالا المصادفة تخرجت من الثانوية ولم تسمح لي ظروف خاصة بالالتحاق بالجامعة .
رمقتها بنظرة شك مرة اخرى وقالت في نفسها : حدسي في مكانه ترى ماذا تخفي ؟
تابعت نسمة كلامها : علي ادخال الغسيل ثم اعود .

ارتدت حذائها و خرجت مسرعة واغلقت الباب واخذت تنظر الى السماء الزرقاء والاشجار من حولها وهي تقول : ماأجمل هذه الغابة مكان هادى افضل من ضجيج المدينة .

بينما هي تسحب الغسيل من الحبل سمعت صوت صراخ بيتر ، ركضت مسرعة باتجاه الصوت وصلت اليه وكان قد وقع في حفرة عميقة نظرت اليه وقالت بصوت عالي :هل انت بخير
_نعم ،لكن ارجوك ساعديني
_ انتظر سأبحث عن حبل
نظرت يمينا وشمالا ولم تجد شيء تذكرت حبل الغسيل عادت بسرعة وانزلت الملابس وادخلتهم الى المنزل نظرت اليها ايلينا باستغراب :مابك تلهثين هكذا ؟

_سقط بيتر في حفرة ويحتاج المساعدة ساخذ الحبل .
فكت الحبل واخذته وخلفها الينا وآثار القلق بادية على وجهها ، رمته نحوه وامسك به سحبته بمساعدة ايلينا ، جلس على السطح وهو يتنفس بصعوبة ويقول : شكرا لك يانسمة انت لطيفة حقا
_ العفو
اشاحت ايلينا وجهها بانزعاج وهي تقول في نفسها : دائما يفعل هذا بي .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

في ذمة الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن