.في منتصف الليّل، بعد ما تطمنا على المرضى، و انتهت جولتهم الاستكشافية، قررا الذهاب إلى السطح، يتسامران في عبق الليل، ينظران إلى النجوم البراقة، و القمر المُكتمل، لحظاتٍ لن يستطيعا نسيانها..
.
جلسا على كُرسيًا طويلًا قد وضع في السطح بين شتلات الورود، رائحة الورود الطيبة تفوح من حولهما، تُريح أعصابهما، بجانب شاي الأعشاب الذي قد حضراه معًا قبيل صعودهم.. في وسط قُبلات عبدالإله اللانهائية و قهقهات صالح الخجلة..
.
يسند صالح رأسه على صدر عبدالإله، يستنشق عبق رائحته الرجولية، و عبدالإله يحاوط جسد صالح الفاتن برقة بالغة بيد، و الأخرى يمسك بها كوب الشاي، يُقبل رأسه بين كل وقتٍ و حين... قُبلاتٍ حنونة
.
تكلما عن حياتهما، مغامراتهما، و ضحكاتهما تتعالى، في حين انهم مُمسكين في يدين بعضهما يأبيان الفراق، تذكرا مشاكلهما المُعتادة، و ضحكاتهما الخجلة تتردد في المكان
.
حتى أتى عبدالإله على ذكر لقائهم الأول، تجيشت مشاعرهم و بدأ ينظران لبعضهما بحبٍ عميق، حُب يحاوط قلبيهما و يحميه..
.
عبدالإله: هل تذكر بداية تعارفنا، قبل ثلاث سنوات؟
.
صالح: هل أبدو أني استطيع النسيان؟ كرهتك كثيرًا يومها
.
عبدالإله: اوه.. كم انت بجيح يا رجل!
.
ضحك صالح بصخب: انك رئيس التبجح يا عبود، هل تتكلم عني الآن؟
اقترب عبدالإله و قضم خده المُتورد من برودة الجو، وسط ضحكاتهم المُجلجلة
.
.
.
- Flash Back -
.
في يومًا شتويًا ذو عواصف قويّة، اول أيام العمل للطبيب صالح.. الإزدحام يملأ الشوارع، الحوادث الكثيرة بسبب الأمطار الغزيرة، كان الطبيبان مُتجهين لعملهما و البرد يحاوطهما