عزيزي يا صاحب الظل الطويل

1 1 0
                                    

الرسالة الخامسة والسبعون
5 نوفمبر 2024
عزيزي يا صاحب الظل الطويل
يُحكى أنَّ...
فتاة كتبت لك رسالة ذات مرة، وأرسلتها إليك في مثل هذا اليوم من السنة الماضية، ومنذ ذلك الوقت وهي تكتب من أجلك.
ورغم أنها لا تعرف عنك شيئا لحد الآن، إلَّا أنها مازالت متمسكة بفكرة وجودك في مكان ما، وتؤمن بنبوءة قدومك إليها في توقيت مجهول!!
أتصدق أن سنة كاملة قد مرت على أول رسالة تلقيتها مني يا رجلي المجهول؟
لقد كتبت لك رسائلا كثيرة، وسردت حكايات كثيرة، وقصصت يوميات كثيرة، وألقيت عليك غضبا ولعنات كثيرة، وحمَّلتك هموما كثيرة، وحدَّثتك عني كثيرا كثيرا... وماذا بعد؟
هل مازلت تريد تلقِّي المزيد من الرسائل مني؟
هل مازلت ترغب في سماع يومياتي دون ملل؟
هل مازلت مستعدا للإصغاء إلى قصصي وحكاياتي؟
هل مازلت جاهزا لاحتضاني حين ألجأ إليك وأنا محمَّلة بالخيبات؟
هل مازلت قادرا على تحمُّل حماقاتي؟
هل مازلت تمتلك الصبر الكافي لتتجاوز نوباتي لافتعال المشاكل معك من حين إلى آخر، وتستوعب لومي وعتابي، وتتغاضى عن تنغيصي لأيامك بشتائمي المحترمة الخالية من الود تلك؟
إذا استطعت أن تجيب عن كل أسئلتي السابقة بنعم، فأنت بكل تأكيد مازلت قادرا على أن تحبني بكل ما أودع الله في قلبك من قوة على الحب!!
أ حبيبي...
أريد أن أخبرك بعد عام أنني ممتنة لحضورك رغم الغياب، ولوجودك رغم اللاوجود، ولسحرك الخفي، وأثرك العجيب، ولظلك الطويل!!
أحبك (أس) 365
ملاحظة 1:
أنا لا أفقه شيئا في الرياضيات كما تعلم، لكنني اخترعت قاعدة الحب السنوية هذه.
أحبك (أس) 365 (عدد أيام السنة)
حب كبير، أليس كذلك؟!
إعلم أن هذه القاعدة (التعويذة) تعتبر قاعدة خاصة بالعشاق دون سواهم، حيث يقولها الحبيبان لبعضهما البعض مرة كل عام، وذلك في ذكرى بداية قصة حبهم كتعويض عن أي تقصير بدر منهما خلال السنة.
ها أنا أعوضك ببراءة اختراع في الرياضيات رغم كرهي لها، وأنت... ألن تفكر في شيء لتعويضي عن هذا الغياب الطويل (أس) 1000.000.000.000.000.000.000.000 (لا فكرة لديَّ عن قيمة هذا الرقم الكبير، لكنه معبر للغاية)
يمكنك أن تضيف إليه ما تشاء من الأصفار لتشعر ولو قليلا بقلبي المحطم بسبب غيابك اللعين!!
أحمق (أس) الرقم السابق.
أنت تجبرني على استخدام أسلوب الشتائم معك في كل مرة!!
ملاحظة 2:
لقد لاحظت للتو أن الرسالة أصبحت مكتظة بالأقواس والأرقام، وصارت تبدو كسبورة سيئة الحظ وجدت نفسها دون أن تختار مصيرها معلقة على جدار هرِم في حجرة مهجورة تستقر فيها مرغمة، وتقابل يوميا وجوه أطفال بائسين كل ما يتمنونه في الحياة هو الحصول على فسحة للحلم، بدل أن يستمروا في الجلوس على طاولات مهترئة كالمسامير الصدئة، ويضطرون لسماع درس مستفز من معلم رياضيات مكتنز ومثقل بالشحوم، تحمل ملامح وجهه كل البرود والملل الموجود على سطح الأرض، ويتفنن في تعذيبهم بالأرقام والرموز دون رحمة ظانَّا أنه يقدم لهم معروفا، وهذا من أقسى أنواع التعذيب النفسي التي يمكن تطبيقها على كائن بشري حالم لو تدري يا عزيزي!!
ملاحظة 3:
أعتقد أن شاعرية رسالة الذكرى السنوية تبخرت كليا الآن!!
لا عليك يا قلبي، أنت تعلم كم أحبك!!
إلى اللقاء في رسالة أخرى.

🎉 لقد انتهيت من قراءة عزيزي يا صاحب الظل الطويل 75 🎉
عزيزي يا صاحب الظل الطويل 75حيث تعيش القصص. اكتشف الآن