بداية اللعنة

8 3 0
                                    

كانت ديفا جالسة في مكتبها، ضوء المصباح ينساب برفق على الأوراق المبعثرة أمامها. كانت قد أنهت عملها في وقت متأخر من الليل، ولكن ذهنها لم يكن مشغولًا بالتقارير التي أمامها. كانت عيناها تتنقل بين الكتب المصفوفة على الرفوف في زاويتها المفضلة من الغرفة.

بينما كانت تفكر في ما يمكنها قراءته قبل أن تخلد للنوم، لفت انتباهها شيء غريب على أحد الرفوف. كان هناك كتاب لم تلاحظه من قبل، على الرغم من أنه كان موجودًا هناك منذ مدة. كان الكتاب مزخرفًا بحواف ذهبية لامعة، مع نقش غريب على غلافه: "من يفتح هذا الكتاب لا يعود أبدًا."

شعرت برغبة غامضة في استكشافه، وأحست بشيء يشبه الفضول القاتل الذي يعصف بكل حواسها. لم يكن هذا مجرد كتاب عادي؛ كان يبدو كأنه يحمل سرًا. ابتسمت ديفا بخبث، فشعرت وكأن الكلمات المنقوشة على غلاف الكتاب تُخاطبها شخصيًا.

"لا عودة؟" تمتمت ديفا وهي ترفع الكتاب من مكانه. "لنرَ إذًا."

أمسكت بالكتاب بين يديها، وشعرت بحركته الثقيلة وكأنها تتحدى قدرتها على تحمله. قلبت الغلاف، لتجد صفحة بيضاء تمامًا، لا توجد عليها أي حروف أو علامات. لم تكن هذه هي المفاجأة الوحيدة؛ بدأت كلمات غريبة تظهر على الصفحة، تتراقص أمام عينيها كما لو أن الكتاب نفسه ينقش مصيره.

لكن لم يكن الوقت مناسبًا للتفكير في المخاطر. في تلك اللحظة، كان فضولها هو ما يحركها. فتحت الكتاب بهدوء، وابتسمت ابتسامة متفائلة قبل أن تشرع في قراءته.

وعندئذ، سمعت همسات غريبة تتسرب من بين صفحات الكتاب، كلمات غير مفهومة، كما لو كان هناك من يهمس لها من بعيد. توقفت ديفا للحظة، شعور غريب بالخوف تسلل إلى قلبها، ولكنها قررت أن تتجاهل هذا الشعور. ابتسمت، وبدأت تقرأ بصوت خافت.

وفي اللحظة التي غمرت فيها الحروف عقولها، شعرت بشيء ما يتحرك في المكان. كان الكتاب يفتح لها أبوابًا لا حصر لها، وأمامها عالم آخر، مكان غريب لا يعرفه أحد سواها.

مع كل كلمة قرأتها ديفا من الكتاب، كان الزمن يبدو وكأنه يتوقف. كانت الكلمات تتراقص أمام عينيها، ثم تذوب في الهواء قبل أن تعود لتظهر مجددًا في أماكن مختلفة على الصفحة. شعرت وكأنها تغرق في عالم آخر، عالم مختلف تمامًا عن الواقع الذي كانت تعيشه.

لكن ثم حدث شيء غريب.

بدأت الصفحات تهتز بين يديها، وكأن الكتاب نفسه ينفصل عن قبضتها، ثم عاد ليغلق على نفسه فجأة. رفعت ديفا رأسها، تبحث عن مصدر الهمسات التي بدأت تتصاعد، كانت مثل أصوات بعيدة، مختلطة بالريح. لكنها لم تجد شيئًا حولها. فقط الظلال التي تراقبها في صمت.

الكتاب كان لا يزال بين يديها، لكن الآن كانت الصفحات تلمع بلون أزرق باهت، كأنها مشعة من داخلها. لم تكن الكلمات تظهر بوضوح كما كانت من قبل، بل كانت تتبدل بسرعة كبيرة جدًا، وكأنها لا تود أن تُقرأ.

"ما هذا؟" همست ديفا، وقلوبها تتسارع في صدرها.

ثم، كما لو كان الكتاب يجيبها، ظهرت جملة جديدة على إحدى الصفحات:

"أنتِ دخلتِ هنا... الآن لن تتمكني من المغادرة."

شعرت ديفا بقشعريرة تسري في جسدها، وعينيها تتسعان في دهشة. هذا كان غير عادي. كانت قد قرأت كتبًا كثيرة في حياتها، ولكن هذا الكتاب لم يكن مجرد كتاب. كان شيئًا آخر، شيئًا غامضًا ومظلمًا.

لكن لم يكن الوقت مناسبًا للذعر. كانت ديفا، رغم كل ذلك، مدفوعة بشغف لا يفهمه أحد. كان لديها هذا الفضول القاتل الذي كان يحرك كل تفكيرها. وبدلاً من أن تغلق الكتاب أو تبتعد، قررت أن تستمر.

"لن يرعبني شيء،" قالت بصوت هادئ، كأنها تحاول أن تقنع نفسها أكثر من أي شخص آخر.

ثم فتحت الكتاب مرة أخرى، وعلى الصفحة التالية، ظهرت صورة لرجل غريب الملامح. كان يحمل في يديه مفتاحًا ضخمًا، وعيناه تراقبان ليلى مباشرة.

"إذا أردتِ المغادرة، عليكِ أن تجدين المفتاح."

أغمضت ديفا عينيها لبرهة، وكأنها تحاول استيعاب ما يحدث. لكن بمجرد أن فتحت عينيها، كانت الغرفة التي تجلس فيها قد تغيرت. كان المكان الآن مظلمًا، وقد امتلأ بأصوات غريبة تردد في الأرجاء، وكأنها صدى لصرخات بعيدة.

خفق قلب ديفا بسرعة. أين كانت؟ ماذا حدث؟ كان كل شيء من حولها غريبًا، كالظلال التي تتحرك دون أن تلامس الأرض، والأصوات التي تتنقل من زاوية إلى زاوية في المكان.

كانت الغرفة قد تحولت إلى مكان آخر، ولكن هل كانت تلك مجرد خيالات في عقلها؟ أم أن الكتاب كان قد أخذها إلى عالم آخر؟

لم يكن هناك وقت لتساؤلات. كان عليها أن تجد المفتاح، كما قالت الجملة، ولكن أين؟ وأي مفتاح هذا؟

ثم، من جديد، ظهرت الكلمات على الصفحة:

"المفتاح في يديك، لكنك لا تستطيعين رؤيته بعد."

---

نهاية الفصل الأول

6/11/2024

693 كلمة

في الاول كان اسم البطلة ليلى لاكن عندما انتهيت قالوا ان أسمى ليلى غير قابل للدخول وبدلت اسم ليلى بديفا يعني اذا وجدت اسم ليلى هي البطلة واسم ديفا فهي البطلة
ليلى وديفا نفس الشخص

الكتاب الملعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن