عدت إلى مدينتي وقلبي يغمره فرح لم أعهده منذ زمن. شعرت أن الحياة عادت لتبتسم لي من جديد، وأن الأمل بات أقرب إلي من أي وقت مضى. في كل حفلة أحييها وعلى كل مسرح أعتليه، كان إحساسي بالنشاط يزداد كلما أرسلت لها فيديو أغني وأرقص فيه مع الأعضاء. لم أكن أرسلها لها لمجرد المشاركة، بل لأشعر بأنها قريبة، وكأنني أقدم لها كل لحظة في حياتي، بفرحها وضجيجها.مرت أسابيع ونحن على هذا الحال؛ أتبادل معها الرسائل، أروي لها تفاصيل يومي، وأرسل لها فيديوهات وصور من هتاف الكارات الذي كانت تحبه، وكنت أرى سعادتها في كل تفاعل معها، كأن كل رسالة كانت تضفي بريقاً خاصاً إلى يومها. كنت أراها تستقبل رسائلي بحماسة وابتسامة، وكنت أطمئن أنني أضفي إلى حياتها لحظات من السعادة. لكنني، على عكس ما كانت تراه هي، لم أراها يوماً كصديقة. وأنما أراها كوهجٍ لا يطفأ، كقلب ينبض ليضيء لي دربي.
مع مرور الأيام، بدأت تتكون في داخلي رغبة في اتخاذ خطوة جديدة. كنت أريدها أكثر من مجرد صديقة، أردت أن أجعلها جزءاً دائماً من حياتي. كنت خائفاً جداً من رد فعلها؛ الخوف من فقدان هذه الصداقة التي بنيتها معها كان يسيطر علي. تحدثت إلى أصدقائي، وكانوا يحاولون تشجيعي. أخيراً، قررت أن أجمع شجاعتي.
دخلت غرفتي، أغلقت الباب خلفي، وتمددت على سريري، ممسكاً هاتفي بيدين ترتجفان. كتبت رسالة من القلب، كتبت كل ما بداخلي من مشاعر، قلت فيها:
" لا يروق لي أن نبقى هكذا كأصدقاء فقط. مشاعري تجاهك لم تتغير يوماً، بل تزداد قوة كل يوم. أنا جاد هذه المرة، ومستعد لأخذ خطوة جادة، إن كنتِ تقبلين الزواج بي ".
نظرت إلى الرسالة مراراً، قلبت كلماتي مرات ومرات، وقلبي ينبض كأنه سيقفز من صدري. شعرت بارتباكٍ غريب ويداي لا تتوقفان عن الارتجاف، لكنني في النهاية جمعت شجاعتي وأرسلت الرسالة.
انتظرت طويلاً دون أن يأتيني رد منها، اكتفت بقرأتها فقط، وظللت أراقب الشاشة بقلق، كل دقيقتين أنظر إلى هاتفي أملاً في إشعار جديد. مضت الساعات ولم يصلني رد. شعرت بالندم، وبدأت أفكر في أنها ربما اختارت أن تبتعد، وربما قد خيبت ظنها بهذه الخطوة التي اتخذتها. تمنيت لو لم أرسلها، وبدأت ألوم نفسي، ظننت أنني قد دمرت كل شيء.
بعد يومين من الترقب والحيرة، سمعت صوت رسالة تصل إلى هاتفي. نظرت إلى الشاشة فرأيت اسمها. في تلك اللحظة، تردد قلبي بين القلق والأمل، فتحت الرسالة وقرأت كلمتها الأولى بترقب. قالت:
" أنا موافقة وسعيدة جداً بهذا، كنت أنتظر منك هذه الخطوة منذ زمن. لقد كان والداي في البداية معارضين، لكنني استطعت إقناعهما ".
لم أستطع أن أصدق ما قرأته، شعرت أن الأرض تهتز تحت قدامي من شدة الفرح. بعد كل هذا القلق والانتظار، جاءتني بفرح لم أكن أحلم به. تقدمت لخطبتها، وتمت الموافقة، وأقمنا حفل زفاف بسيطاً حضره الأهل وأصدقائي من الفرقة.
مرت سنتان رزقنا خلالها بطفلة جميلة تشبه والدتها، وأضفت إلى حياتنا بهجة وسعادة لا توصف. وفي أحد الأيام، وبعد أن انتهينا من أداء أغنيتنا الأخيرة على المسرح، طلب مني أصدقائي أن أتحدث إلى الجمهور عما اريد. وقفت بثقة، ونظرت إلى جمهوري الذي رافقني طوال مسيرتي، وقلت:
" أعلم أنكم قد لا تتوقعون ما سأقوله الآن، لكنني أريد أن أعبر عن شكري وامتناني لكم جميعاً على دعمكم المتواصل لي طوال مسيرتي. لقد كنتم السند والأمل، وأتمنى أن تظلوا بجانبي وتواصلوا دعمي ".
توقفت للحظات وأنا أشعر بالتوتر، ألقيت نظرة على رفاقي، فرأيتهم يشجعونني بنظراتهم الدافئة، فواصلت قائلاً:
" أنا، مثلكم تماماً، لدي أحلام بسيطة وحياة عادية. وجدت الحب بينكم، وكنتم جزءاً من سعادتي، لكن لطالما حلمت بأسرة صغيرة، كما يحلم بها كل شخص. وقد تحقق الحلم؛ تزوجت أخيراً، ورزقت بطفلة صغيرة ".
لحظتُ حينها صدمةً على وجوه الجمهور، لكنهم بدأوا بالتعبير عن سعادتهم لي وقدموا لي التهاني. سألني أحدهم عن اسم طفلتي، فابتسمت وقلت:
" أسميتها على اسمكم، كارات".
كانو سعيدين جدًا لذلك، نظرت إلى تيا فوجدتها تبتسم لي من زاوية المسرح، شعرت أن كل الألم الذي عانيته قد تبخر، وأنني قد بدأت حياة جديدة مليئة بالأمل والحب.
الأمور في البداية قد تبدو صعبة ومستحيلة، لكن بالإصرار والشجاعة تتحول إلى واقع جميل، وها أنا اليوم أعيش حلمي بوجودها إلى جانبي.
«الستار الأخير»
..ملاحظة/ للي يقرأون الرواية: هذه الرواية حتنحذف مجرد ما البنت تنتهي قراءتها.
هي نشرت لغرض معين فقط، اذا تحبون تقرأون روايات لسفنتين موجودة قناتي يوتيوب، معرفها:@carat_svt_13
فيديو :