اقتباس
وإنًي أؤمن أنّ الله لا يدع ثُقل الايام يدوم
في لحظة من الإنكار، تحدث سانجي بثقة وهو يعطس قائلاً: “مجرد نزلة برد بسيطة، لا داعي للذهاب إلى الطبيب”. لكن سرعان ما تحولت تلك النزلة البسيطة إلى حمى وارتفاع شديد في درجات الحرارة، وتم حجز سانجي المسكين في المشفى حتى يتعافى تماماً. وهذا يعني أن زورو الآن مضطر ليتولى مسؤولية المنزل وطفلهما أيضاً، يا للقدر السيئ الذي وقع عليه.
لحسن الحظ، كان لديهم طعام محفوظ في حاويات تملأ الثلاجة، وكل ما يحتاج إليه زورو هو إعادة تسخينه فقط. هذا كان قبل يومين، أما الآن، فيقف زورو عند الموقد مع طفله، يحاول إعداد حساء خضار بالكاد انتهى من تقطيعه، حتى احترق الطبق بأكمله وكاد أن يحترق المنزل معه. أدرك زورو أن فكرة الطبخ ليست له، فقرر طلب الطعام جاهزاً، متمتماً لنفسه: “سانجي ليس هنا، ما الضرر في ذلك؟”
جلس زورو مع سوارا، وهما يتناولان البيتزا بالبيبروني ويشاهدان الرسوم المتحركة، مستمتعان بلحظات من الفوضى اللطيفة. فكر زورو، لو علم سانجي أن طفلهما يتناول طعاماً غير صحي ويقضي اليوم بأكمله على التلفاز، لكان قطع رأسه بلا شك. من الجيد أن سانجي ليس هنا الآن، على الأقل يمكنه الاسترخاء لبعض الوقت. عند حلول المساء، أطفأ زورو التلفاز وقال لطفله: “الآن حان وقت النوم”، ثم رفع علبة البيتزا المتبقية جانباً.
أدرك زورو أنه الآن، بما أن سانجي ليس هنا، فهو المسؤول عن طفله وعن روتينه اليومي، تماماً كما يفعل سانجي كل يوم. عليه غسل أسنان سوارا، تغيير ملابسه إلى ملابس النوم، قراءة قصة، ومنحه عدة قبلات قبل النوم. تأفف زورو بتعب وقال: “تعال”، ورفع سوارا من تحت إبطيه ووضعه على الطاولة الصغيرة، ثم أمسك بفرشاة الأسنان والمعجون وتأكد من وضع كمية المعجون بدقة بحجم حبة البازلاء، كما أخبره سانجي سابقاً. نظف زورو أسنان طفله وغسل وجهه، ثم توجه به إلى غرفته.
فتح زورو خزانة سوارا للبحث عن بيجامة نوم مريحة، ولكنه وقف حائراً أمام الدقة والترتيب الشديدين اللذين وضعهما سانجي في ترتيب ملابس طفلهما، حيث كل شيء منظم بشكل متقن. اختار زورو أول بيجامة يراها وألقاها على سوارا قائلاً: “هذه”، وبعد أن ارتدى سوارا ملابس النوم، جلس زورو بجوار سريره لقراءة القصة. رغم كرهه لهذا الروتين، إلا أنه يعلم جيداً أن زوجه سيوبخه لو خالف القواعد. بدأ زورو يشعر بالملل أثناء قراءة القصة، ولكن حين انتهى، تذكر قاعدة “قبلات قبل النوم”. استعاد في ذاكرته كيف يقوم سانجي بذلك، ويبدأ بتقبيل جبهة طفلهما، ثم عينيه، أنفه، خدوده، ويمرر يده في شعره بلطف. فعل زورو كل هذا رغم أنه يعلم أن طفله يفضل أن يقوم سانجي بهذا الروتين عنه، ثم غادره لينام بسلام.
في صباح اليوم التالي، استيقظ زورو مبكراً ليعد فطوراً صحياً لطفله، ويهيئه للمدرسة ويرافقه إلى الحافلة. وبعد توديعه، كان عليه مباشرة البدء في تنظيف المنزل، فارتدى مئزر زوجه، ولكن سريعاً ما ندم، متسائلاً بحيرة: “كيف يستطيع سانجي تنظيف كل هذه الفوضى يومياً؟” شعر بالتعب الشديد بعد عملية الكنس، وقرر أخذ قيلولة قصيرة، مبرراً لنفسه بأن “بعض الراحة لن تضر”.
أنت تقرأ
يوميات عائليه ولطيفه zosan
Fanfictionها نحن نكبر معاً مثل عائلة سعيدة أنا و أنت و المسافة التي بيننا.