"كأنها لحظة توقفت فيها كل الأصوات والهمسات، حين وقعت عيناها على عينيه.
شعرت بشيء غريب يجتاح قلبها، لم يكن مجرد نظرة، بل كانت كأنها انعكاس لروحين غريبتين تلاقتا بلا مقدمات، كأمواج البحر حين تحتضن شواطئ الصدف.
كانت هي المحامية القوية التي لم تهتز أب...
يجلس في غرفته يأكل وحده لا تعابير على وجهه لم يفهمه احد لذلك قرر الابتعاد طُرق الباب إذ بها الخادمه اتت لتحمل الصحون خارجًا
يستطيع ان يرى رجفتها الخفيفه حسنًا هو معتاد.. اخذت الصحون وبقى وحده مجددا استلقى على السرير وقد مر سيناريو حياته امام عينيه والداه الذي هو بالكاد يراهم
الخدم الذي لم يتجرأ احد منهم على الاقتراب اكمل دراسته في القصر لكي لا ينتشر في المدينه ان ولي العهد مريض نفسي واخيرًا طبيبه النفسي..
اغمض عينيه لينام لعل رأسه يهدأ..
. . .
تضع تلك الجميله أمْتِعَتَها في الحقيبه وبجانبها صديقتها تحاول التحكم في دموعها
" رينا لما لا تأخذيني معكِ "
قالتها صديقتها لتتنهد رينا بخفه قائله
"ما بالك سومي انتي تعلمين قوانين القصر جيدًا"
لتنفجر الاخرى في البكاء اقتربت منها رينا محتضنه اياها لتبادلها الاخرى
حاولت الاخرى ان تهدئ قليلا ثم نبست "هل هذا وعد؟" اومأت لها الاهرى بلطف..
بعد قليل من الوقت انتهت رينا من ترتيب حقيبتها وقبل ان تغلقها امسكت برسمه كانت تضعها في الخزانه بها رجل وطفله جميله
" سأرفع رأسك مثلما وعدتك ابي " ابتسمت بحنين وثقه لتمسح الدمعه التى انزلقت من عينها وضعت الصوره واغلقت الحقيبه..
خرجت من الغرفه لتستقبلها احضان والدتها وصديقتها المقربه لا يتوقفان عن البكاء
تنهدت وبادلتهما العناق ابتعدوا عن بعضهم " انتبهي على امي سومي"
اوصت صديقتها على رعايه والدتها " اهتمي انتي بصحتك ابنتي لا تهملي طعامك انا احذرك "
ضحكت رينا بخفه مقبله جبين والدتها.. ها قد وصلت العربه الملكيه لتُقلها للقصر..
. . .
في تلك الغرفه الكبيره يجلس الكثير من الوزراء والاعيان
الملك وولي العهد بانتظار القانوني الجديد الخاص بالمملكه فضوليين للغايه ليعرفو من هو
عدا الملك فهو يعلم من بالظبط
فتح الباب متسببًا في التفاتهم جميعًا لتدخل تلك الجميله باطلالتها الغريبه فستان اسود وفوقه معطف جلدي بني اللون شعرها مجعد عيناها الزرقاء بشكل واضح للغايه
حولو انظارهم من عليها للملك يحاولون فهم ما يحدث بالظبط.. بداخله فراغ ينهش صدرهكلٌ يحمل همه من يلتفت له هو غريب حتى في موطنه . . .
"امرأه يا مولاي حقًا؟؟! "
" هذا لا يجوز جلالتك.. "
"القانون ينص.."
وقبل ان يكمل كلامه قاطعت سلسه انتقاداتهم بثقه " يؤسفني ايها الوزير انني اصبحت من يضع القوانين هنا الان "
حدق نحوها بغل بينما الاخرون حدقوا نحوها بإستغراب يحاولون استعاب الامر لا يمكن لمرأه ان تكون قانونيه لا يمكن للمرأه التحكم في قوانين مملكه كامله
وهي الان تردهم بكل ثقه وتقول ان قوانين المملكه بأكملها تحت قدميها الان..
اتصلت عيناها بعين الذي يتأملها منذ ان دخلت بهدوء
كأنها لحظة توقفت فيها كل الأصوات والهمسات، حين وقعت عيناها على عينيه.
شعرت بشيء غريب يجتاح قلبها، لم يكن مجرد نظرة، بل كانت كأنها انعكاس لروحين غريبتين تلاقتا بلا مقدمات، كأمواج البحر حين تحتضن شواطئ الصدف.
كانت هي القانونيه القوية التي لم تهتز أبداً، لكنه، بعيونه الهادئة، كان استثناءً."
