" 𝐑𝐞𝐬𝐩𝐢𝐫𝐚 "

✨️ الفصل الثالث عشر ✨️

بقي غوفين ينظر إلى نسليهان بنظرة يتخللها مزيج من التحدي والتوسل، وبصوتٍ خافت ولكنه مليء بالإصرار ...

غوفين : "نسليهان، أريدكِ أنتِ من تجري لي هذه العملية. أنتِ الوحيدة التي أستطيع أن أضع حياتي بين يديها."

شعرت نسليهان بصدمة قوية، لم تتوقع أن يصل به الأمر إلى هذا الطلب الذي حمل ثقلاً كبيرًا على عاتقها، فتراجعت قليلاً وكأنها بحاجة إلى مسافة تستوعب بها تلك الحقيقة المؤلمة. حاولت أن تحافظ على هدوئها، لكن الكلمات خرجت منها بصوتٍ يشوبه القلق.

نسليهان: "غوفين، هل تدرك ما تطلبه مني؟ هذه العملية محفوفة بالمخاطر، هناك احتمالية لفقدان الذاكرة، وقد تتعرض لشلل... وقد تكون هناك آثار جانبية لا يمكننا حتى التنبؤ بها. الأمر ليس بهذه السهولة، يجب أن تفهم..."

قاطعها بنبرة قوية، كان صوته مليئًا بالتحدي وهز يعلم كل المخاطر ومع ذلك لم يتراجع.

غوفين: " إسمعي أنا أعرف، أعلم المخاطر وأعرف ما قد يحدث أنا جراح مثلك ، لكنني لا أثق بغيرك. نسليهان، أرجوكِ... افعليها."

أخذت نفسًا عميقًا، حاولت أن تجمع شتات نفسها، لكنها شعرت أن الألم في قلبها لا يمكن أن يحتمل، أن تتحمل هي عبء حياته بين يديها كان أمرًا يفوق طاقتها. همست بصوت مليء بالتردد والألم.

نسليهان: "غوفين لا يمكنني فعل هذا ! لا أستطيع أن أضعك في هذا الموقف، لا أستطيع أن آخذ هذه المخاطرة... لا أستطيع."

نظر إليها بتلك النظرة التي مزجت بين الألم والخذلان، وكأنه لا يصدق ما يسمعه منها. شعرت بنظراته تتغلغل في أعماقها، ثم بصوتٍ مليء بالأسى سألها:

غوفين: "إذاً... هل ستتركينني أموت؟ هكذا ببساطة؟"

انقبض قلبها بشدة، كلماته كانت كالسيف الذي اخترق قلبها، أدركت أنها تركت حبه ينزف بين يديها، وأنها تقف عاجزة أمام قراره.

نظر غوفين إلى نسليهان بوجه متعب، ولكن نظراته تحمل إصرارًا لا ينكسر، اقترب منها قليلاً وهمس بنبرة هادئة لكنها حازمة...

غوفين: "هل تتذكرين ما كنتُ أقوله دائمًا عندما نواجه عمليات صعبة؟"

رفعت نسليهان عينيها إليه، لمعة الذكريات جعلتها تأخذ نفسًا عميقًا، واسترجعت تلك اللحظات التي كانت فيها الصعوبات تبدو جبلًا من المستحيل تجاوزه. ابتسم غُفران قليلاً ...

غوفين : "الخوف ينبع من داخلنا، وليس من الخارج!"

ظهرت ابتسامة خافتة على وجه نسليهان، رغم القلق الذي كان يملأ عينيها، لكن هذه الكلمات أيقظت فيها جزءًا من القوة التي ظنت أنها فقدتها.

ثم أكمل غوفين ونظراته تتغلغل في روحها...

غوفين :  "وأنتِ، نسليهان، هل تتذكرين ما كنتِ تقولينه دومًا؟"