الفصل الواحد والعشرون: "الظل الذي يطاردها"

48 31 0
                                        

في المحكمة، كان الجو مشحونًا بالتوتر. القاتل، الذي كان يبتسم في بعض الأحيان في محاكمة، قد أثار مشاعر متناقضة لدى الحضور. لم يكن أحد قادرًا على فهم كيف يمكن لشخص أن يظل هادئًا، بل ويبتسم، بعد ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة.

كان جورج، الذي كان يراقب المشهد بعناية، لا يزال يحاول تحليل كل كلمة خرجت من فم القاتل. كانت محاكمة جريمة قتل مروعة، لكن الخلفية النفسية التي عاشها القاتل هي التي جعلت الأمر أكثر تعقيدًا. المحامون والمدعى العام كانوا يتبادلون الاتهامات والدفاعات، لكن الجميع كان يعلم أن الجريمة كانت تتعدى حد العقل والمنطق.

أثناء المحاكمة، وقف المدعي العام ليعرض الأدلة، وبأن القاتل قد اعترف صراحةً بما فعله. قدّم الأدلة التي تثبت طريقة القتل، وأكد أن جثث الضحايا كانت قد طُبخت بطريقة مرعبة، وهو ما زاد من بشاعة الجرائم. كانت هناك صور للجثث، أدلة على طريقة قتلهن، وروايات من شهود آخرين كانوا قد اكتشفوا بعض الأدلة في مكان الجريمة.

وبينما كان القاتل يستمع بهدوء، لم يظهر عليه أي تردد أو ندم. كان الأمر كما لو أنه كان في عالمه الخاص، وعقله لا يزال في مكانٍ آخر. في كل مرة كان يجيب فيها على أسئلة القاضي أو المحامي، كان يمر بنبرة هادئة، وبأسلوب لا يكاد يُظهر أي مشاعر.

أما هاري ، الذي كان قد حضر المحاكمة بدافع العدالة، فقد كان في حالة صدمة من الهدوء الذي بدا عليه القاتل. كانت كلمات المحامي الدفاع، الذي كان يحاول تقليل الحكم على موكله، تزيد من التوتر في القاعة.

لكن في النهاية، وفي لحظة من الصمت الذي حل على القاعة، وجه القاضي حكمه.

"بناءً على الاعترافات التي قدمها المتهم، والأدلة التي تم جمعها من مكان الجريمة، وطريقة تنفيذ الجرائم التي تظهر نية مُتعمَّدة ومشاعر الانتقام، فإن المحكمة تقرر الحكم على المتهم بالسجن المؤبد، مع إمكانية مراجعة الحكم بعد 30 سنة."

لم يبدُ على القاتل أي رد فعل. استمر في جلوسه، وكأن الحكم لم يكن بالنسبة له سوى مجرد تفصيل في طريقه الطويل. ومع ذلك، كانت هناك لحظة قصيرة من التوتر بين الحضور، حيث كان الجميع في حالة من الاستفهام عن دوافع القاتل العميقة، وعن كيفية معاملة مثل هذه الحالات في المستقبل.

جورج، الذي كان قد شارك في التحقيقات وتقديم الأدلة، شعر بثقل اللحظة. كان قد توقع أن يكون هذا الحكم مجرد خطوة نحو العدالة، ولكن كان يعلم في قرارة نفسه أن القضية لم تكن تنتهي هنا. كان القاتل قد تم محاكمته، ولكن تبقى أسئلة كثيرة بلا إجابة حول نفسيته، ولماذا وصل إلى هذه الحالة من الجنون.

 "خلف ستار أفكار القاتل" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن