ΡΑЯΤ1

1 1 0
                                    


كانت السماء مظلمة، تضج بالغيوم الثقيلة التي بدت وكأنها تحجب الحقيقة عن العالم. أليخاندرو سانتياغو، رجل الأعمال الناجح، جلس في المقعد الخلفي لسيارته الفاخرة، يحدق من خلال النافذة في المدينة الصغيرة التي لم تكن جزءًا من خططه اليومية. لم تكن هذه الرحلة إلا عملاً آخر ضمن سلسلة من المهام التي كانت تُثقل كاهله منذ سنوات، لكنها حملت معها شيئًا غريبًا، شعورًا دفينًا لم يتمكن من تفسيره.

عند توقف السيارة أمام مبنى صغير يحمل لافتة قديمة كتب عليها بخط متعرج "غاليريا سولارا". كان المبنى بسيطًا مقارنة بعظمة المدن التي اعتاد عليها، لكن شيئًا في تلك النافذة جذب انتباهه. لوحة معلقة، تتحدث بلغة لا تُفهم. كان المشهد في اللوحة مألوفًا بشكل غريب؛ شجرة وحيدة على قمة تل، محاطة بظلال كثيفة، وقمر مكتمل يضيء السماء المظلمة.

"توقف هنا،" قال أليخاندرو للسائق فجأة.

فتح الباب بخطوات بطيئة، وكأنه يخشى أن يقترب أكثر مما هو مألوف. دفع الباب الزجاجي للمعرض، فاستقبله صوت أجراس صغيرة مُعلّقة عليه، وأُحيط بهواء مفعم برائحة الطلاء والزيوت العتيقة.

تجول بين اللوحات، عينيه تتنقلان بين الألوان والظلال، لكنه ظل يعود إلى تلك اللوحة، وكأنها تحمل أسرارًا رفضت أن تُكشف.

"جميلة، أليس كذلك؟"

استدار على الفور نحو الصوت. كانت فتاة تقف على بعد خطوات، تحمل ملامح هادئة لكنها غامضة، شعر بني ينسدل بحرية على كتفيها، وعينان كأنهما تخفيان قصصًا لم تُحكَ بعد. لم تكن ترتدي شيئًا ملفتًا، فقط فستانًا بسيطًا مغطى ببقع الطلاء، لكنها بدت وكأنها تنتمي إلى هذا المكان بقدر ما تنتمي اللوحات إلى الجدران.

"نعم... غريبة." رد أليخاندرو، محاولاً إخفاء ارتباكه.

ابتسمت ابتسامة صغيرة، لكنها لم تكن ودودة تمامًا. "أنت لست من هنا. ما الذي جاء بك إلى سولارا؟"

"عمل." أجاب ببرود، بينما كان يحاول قراءة وجهها. "أنتِ الفنانة؟"

"ربما." أجابت بابتسامة غامضة، وكأنها تستمتع بجعله يخمن. "لكنني لا أحب التحدث عن لوحاتي. هي تتحدث عن نفسها."

"يبدو أنها تتحدث عني." قال دون وعي، ثم شعر بندم على كلماته.

حدقت فيه لوهلة، وكأنها تحاول فك شيفرة ما قاله. "كل لوحة تحكي قصة. أحيانًا نرى أنفسنا فيها، وأحيانًا نرى شيئًا آخر... شيئًا نريد الهروب منه."

كان في كلماتها شيء جعله يشعر بعدم الراحة. وكأنه اقتحم مكانًا لم يكن مرحبًا به فيه. شكرها بسرعة، وغادر المعرض وهو يحمل في ذهنه أسئلة أكثر من الإجابات.

لكن بينما كان يستقل سيارته ويبتعد عن المكان، لم يستطع التخلص من فكرة أن تلك اللوحة لم تكن مجرد عمل فني. بل كانت جزءًا من ماضيه... أو ربما مستقبله.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝐓𝐡𝐞 𝐃𝐚𝐫𝐤 𝐒𝐢𝐝𝐞 𝐨𝐟 𝐋𝐨𝐯𝐞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن