بعد طي اللحاف، فتحت "ون شيان" علبة لـ "قيو"، وانتظرت حتى أخرج القط السمين الصغير مؤخرته وبدأ في تناول الطعام قبل أن تذهب للحمام للاستحمام.
فتحت هاتفها ونقرت على الفيديو الذي كانت تستمع إليه لمدة أربع سنوات، وجاء صوت مألوف من الهاتف: "كثافة الخطوط، وتغير اتجاه الميل، ودمج الخطوط المختلفة، وسرعة الفرشاة. ستنتج جميع الضربات تأثيرات مختلفة للصورة..."
في الواقع، استطاعت "ون شيان" حفظ هذه الكلمات، لكنها ما زالت غير قادرة على تعلم الرسم. لم يغلق الله جميع الأبواب والنوافذ المتعلقة برسوماتها فحسب، بل أقام أيضًا جدارًا إسمنتيًا حولها، مما أدى إلى حبسها.
بعد الاستحمام، توجهت "ون شيان" إلى المطبخ لتحضير الإفطار لنفسها، ولكن عندما فتحت الثلاجة ورأت أنها فارغة، تذكرت أنها لم تذهب إلى السوبر ماركت لعدة أيام بسبب انشغالها بالتخرج مؤخرًا.
لم يكن بإمكان "ون شيان" سوى الصراخ في الهواء: "يو".
في اللحظة التي انتهت فيها من التحدث، خرج قلم بدا ممزقًا ومليئًا بالخدوش من الهواء، وطار الطرف الحاد للقلم مباشرة نحو "ون شيان" مع ريح حادة، وكان على وشك أن يطعنها.
لكن "ون شيان" لم يرمش حتى في عينيها الباردتين، فقد كتبت كلمتين كبيرتين:"توقف"
توقف القلم على بعد ملليمتر واحد من عيني "ون شيان".
عندما رأى القلم أن "ون شيان" لم تستجب، انحنى مكتئبًا ودار حولها عدة مرات، محاولًا جذب انتباهها لكي تقول المزيد من الكلمات له.
رفع "قيو" قط ون شيان، الذي كان منغمسًا في تناول العلبة، رأسه الصغير السمين عندما سمع الضجيج، فبسط ساقيه القصيرتين وركض خلف القلم الذي يطير في الهواء، بل وضربه بالقدم ليمسك به.
مدّت "ون شيان" يدها، وكفها الأبيض متجهًا للأعلى، وقفز القلم في الهواء لفترة ثم استلقى مطيعًا في راحة يدها.
عبست "ون شيان" وأمسكت بالقلم ورسمت تفاحة ملتوية في الهواء، وبعد الانتهاء من الرسم، تنهدت بهدوء.
مدّت يدها اليسرى على الفور، وفي اللحظة التالية ظهرت تفاحة حمراء ملتوية من الهواء الرقيق وهبطت على يدها.
ألقى "ون شيان" هذا القلم العادي في الهواء. ورأى "يو" أن "ون شيان" تجاهله وطار في جميع أنحاء الغرفة ليلعب به أيضًا، وتبعه "قيو" وركض في جميع أنحاء الغرفة.
يمكن شرح أصل هذا القلم ببضع كلمات.
بعد أربعة أشهر من وفاة "ون تيانلين" و"تشانغ شوانغ"، بلغت "ون شيان" الثامنة عشرة في ذلك العام، وكان عدد لا يحصى من الناس يتجمعون في عائلة "ون" لحضور حفل عيد ميلادها، وكانت هي التي تحتفل في المركز وسط كل الأنظار.
