نقطة التحول

163 2 0
                                    

في قرية صغيرة، كان الجميع يعرفون ليان، الفتاة الخجولة التي كانت دائمًا محطًا للسخرية والتنمر. كانت تعيش مع أمها، التي كانت مصدر قوتها ودعمها الوحيد. كان متجر المخبوزات الذي ورثته من أمها هو المكان الذي تجد فيه الأمان، حيث كانت ليان تجد الراحة في العجن والخبز، وتغمض عينيها لحظة قبل أن تنضج الكعك، كأنها كانت تغلق عينيها عن العالم القاسي الذي يحيط بها.

لكن فجأة، وفي يوم مشؤوم، فقدت أمها بشكل مفاجئ. تركتها بمفردها في مواجهة هذا العالم القاسي. كان الحزن يغمر قلبها، وكأنها فقدت كل شيء. لكن الأمر الأكثر قسوة كان رؤيتها للمجتمع الذي كان ينظر إليها باعتبارها ضعيفة وغير قادرة على مواجهة الحياة بمفردها.

في إحدى الأيام، بينما كانت ليان تعمل في المتجر وتغرق في أفكارها، وقع حادث غير متوقع. مجموعة من المتنمرين اقتربوا منها، يلقون الكلمات الجارحة، ويهزؤون بضعفها. لكنها لم تكن وحدها هذه المرة. في تلك اللحظة، ظهر مسافر غريب، رجل يحمل ملامح غامضة وعينين مليئتين بالحكمة. اقترب من المتنمرين، وقام بردعهم بكلمات قوية وحازمة، مما جعلهم
يبتعدون في صمت.

ثم توجه إلى ليان، وقال لها: "لا تدعي أحدًا يعكر صفو حياتك. أنتِ أقوى مما تظنين." وبعد أن نطق بهذه الكلمات، سلمها رسالة صغيرة، ثم اختفى كما ظهر، دون أن تراه مرة أخرى.

_من هو المسافر الغريب؟وما الذي جاء به إلى القرية ؟
_على ماذا تحتوي الرسالة ؟ هل لها دور في بداية القصة؟
_هل هي سبب في تغيير ليان؟

عندما فتحت ليان الرسالة، اكتشفت فيها عنوانًا لبيت في المدينة، إلى جانب كلمات تركت في نفسها تأثيرًا عميقًا: "ابحثي عن حلمك، لا تنتظري أحدًا." لم يكن هناك تفسير واضح لهذه الرسالة، لكن كلماتها كانت بمثابة شعاع من الأمل، كأنها تدعوها للانطلاق نحو شيء أكبر.

بدون تردد، حزمت ليان أغراضها وقررت مغادرة قريتها إلى المدينة. كانت تشعر بشيء غير مألوف يملأ قلبها، شعور قوي بأن هناك شيئًا أكبر ينتظرها. وصلت إلى المدينة، وجدت نفسها أمام تحديات جديدة. بحثت عن العنوان في الرسالة، وكانت الأحياء غير مألوفة والمباني شاهقة وكأنها عالم آخر.

مرّت الأيام وليان تبحث وتستفسر عن مكان المنزل الذي ورد في الرسالة، لكن الجميع كان ينظر إليها بتعجب، وكأنها تسعى وراء شيء لا وجود له. كانت ليان تكاد تفقد الأمل، لكن في أحد الأيام، بينما كانت تسير في الشارع، صادفت امرأة مسنّة تبيع الزهور على الرصيف.

، ابتسمت لها المرأة المسنّة برقة وقالت: "أنتِ تبحثين في المكان الخطأ، ولكن الإجابة في مكان قريب منك. لا تبحثي في الشوارع الواسعة، بل في الطرق التي يجهلها الجميع." كانت كلماتها بمثابة إشارة جديدة، فقررت ليان أن تتابع الطريق الذي لم تكن قد فكرَت فيه من قبل.

بين الظلال والنور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن