"بين الترحيب والتأقلم"

31 2 0
                                    

بينما كانت الفوضى تعم الصف بعد انتهاء الحصة، شعرت ليان بشيء من التوتر وهي تجلس في زاويتها. الجميع يتحدثون ويتحركون بحرية وكأنهم يعرفون هذا المكان جيدًا، بينما هي ما زالت تحاول استيعاب ما يحدث. فجأة، شعرت بحركة بالقرب منها، فرفعت رأسها لتجد فتاة ذات شعر بني قصير وعينين واسعتين تبتسم لها بلطف.

"مرحبًا ليان!" قالت الفتاة بنبرة مليئة بالحيوية. "أنا ميرا، ويسعدني أن أكون صديقتك الجديدة!"

كانت ميرا مختلفة تمامًا عن الآخرين الذين نظرت إليهم ليان في الفصل. كانت ابتسامتها مشرقة وعفوية، وعيناها تحملان دفئًا غريبًا. ليان شعرت ببعض الارتباك، لكنها أجابت بخجل:
"مرحبًا، ميرا... شكرًا لكِ."

جلست ميرا بجانبها دون دعوة، وكأنهما صديقتان منذ زمن. قالت وهي تميل برأسها قليلاً:
"لا تبدين مرتاحة. أعلم أن المكان يبدو غريبًا في البداية، لكن ستعتادين عليه. أنا أيضًا شعرت بالضياع عندما وصلت هنا لأول مرة."

نظرت ليان إلى ميرا بتردد وسألت:
"أحقًا؟ كيف تأقلمتِ؟ كل شيء هنا يبدو... مختلفًا."

ضحكت ميرا بخفة وقالت:
"بالطبع تأقلمت، ومع الوقت ستفهمين أن هذا المكان ليس مجرد مدرسة، بل هو عالم مليء بالمغامرات! الجميع هنا مميزون بطريقة أو بأخرى، وأنتِ أيضًا."

أشارت ميرا إلى الطلاب في الصف وقالت:
"انظري إليهم. قد يبدون غريبين بعض الشيء، لكنهم رائعون. ستكتشفين ذلك بنفسك."

ثم أضافت ميرا بصوت منخفض وكأنها تخبر ليان بسر:
"بالمناسبة، لقد سمعت أنكِ تمتلكين قدرة خاصة، أليس كذلك؟ لا تخافي من ذلك. الجميع هنا لديهم قدرات. أنا أيضًا لدي قدرة، وسأخبركِ عنها لاحقًا."

شعرت ليان بشيء من الارتياح لأول مرة منذ دخولها المدرسة. ربما، مع وجود شخص مثل ميرا بجانبها، سيكون من الأسهل أن تفهم هذا المكان الغريب.

"شكرًا، ميرا. أعتقد أنني سعيدة بلقائكِ." قالت ليان بابتسامة خجولة.
ردت ميرا وهي تقفز من مكانها:
"هذا أفضل شيء سمعته اليوم! هيا، سأريكِ المكان بعد انتهاء الحصة التالية. ستكون مغامرة صغيرة!"

كانت ميرا بمثابة شعاع من الضوء في هذا المكان الغامض، وربما، ستصبح مفتاحًا لتأقلم ليان واكتشاف خفايا المدرسة.

أمسكت ميرا يد ليان بلطف وبدأتا تتجولان في أروقة المدرسة. كانت الجدران مغطاة بنقوش غريبة، وأضواء خافتة تضيء الممرات، مما جعل المكان يبدو وكأنه يحمل أسرارًا لا حصر لها.

فجأة، ظهر أمامهما شاب طويل القامة، بشعر بني يميل إلى الأشقر وعينين رماديتين مليئتين بالثقة. وقف مبتسمًا بطريقة بدت فيها مزيجًا من الجرأة والمرح.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 01, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بين الظلال والنور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن