love is a drug (Ver. 2)

95 32 0
                                    


---

في حضرة المسافات

الليلُ ثقيلٌ، والسماءُ مكشوفةٌ أمامي مثلَ كتابٍ لم
أعدْ أجدُ رغبةً في قراءته.

أجلسُ على رخامِ الشرفةِ الباردِ، أراقبُ النجومَ وكأنها
أضواءٌ باهتةٌ لمدينةٍ مهجورةٍ.

أسمعُ خطواتك خلفي، تفتحُ البابَ ببطءٍ وكأنك تخشى
أن تزعجَ هذا الصمتَ المهيبَ.

تجلسُ بجانبي، تتركُ بيننا تلك المسافةَ المعتادة.
المسافةُ التي أصبحت وطناً لكلِّ ما لم نقله.

أفكر، لماذا نحن هنا؟
لماذا نصرُّ على البحث عن الحبِّ في بعضنا البعضِ، رغم
أنه يبدو مفقوداً في كلِّ زاويةٍ من زوايا هذه العلاقة؟
هل نحن ضحايا الحاجة؟ أم أننا نحاول، بائسين، العثور
على معنى وسط هذه الفوضى؟

أنتَ تأخذُ أنفاساً عميقةً، وكأنك تلتقطُ الهواءَ كغريقٍ.

أنا لا ألتفتُ، لكني أراقبُك من طرفِ عيني.
تفاحةُ آدمَ البارزةِ تتحركُ بصمتٍ، وشعرك الفوضوي
يشبهُ أفكاري المبعثرة.

ألاحظُ الجروحَ على يديك، وأشعرُ بوخزها في قلبي.
هل لكَمتَ شيئاً بينما كنتُ غائباً؟ أم لكَمتَ نفسك
بطريقةٍ ما؟

أريدُ أن أمدَّ يدي، أن أحتويكَ، لكنني أعرف.

كلُّ لمسةٍ تعني انغماساً أعمقَ في هاويةٍ لا نهايةَ لها.

الحبُّ، إذا كان ما نفعله يمكنُ أن يُسمَّى حباً، هو
معركةٌ يوميةٌ مع الوحدةِ التي تسكننا.

أتحدثُ في داخلي، وأنتَ تظلُّ صامتاً.
الصمتُ بيننا ليس راحةً؛ إنه ساحةُ معركةٍ. نحن نحارب
أنفسنا فيه، نحاولُ أن نهربَ من كلِّ تلك المسافات
المتراكمة.

أخيراً، أسألك بنبرةٍ متهدجةٍ:

"إلى أين نحن ذاهبون؟"

لكنني لا أنتظرُ إجابتك. أمسكُ سترتي وأغادرُ.

قدمايَ تقوداني بلا وجهةٍ، وكلُّ خطوةٍ تبدو كأنها
محاولةٌ يائسةٌ لتركك خلفي. ولكن، كما توقعت، تلحق
بي. خطواتك تملأُ فراغَ الشارعِ، وأنا أبتسمُ بمرارةٍ. حتى
في محاولاتي للهروب، نحن عالقون ببعضنا.

تصلُ إلي في منتصفِ الطريقِ. تقفُ هناك، صامتاً.
نظراتُنا تتلاقى، دموعُنا تتكلم بدلاً منا. أتمتمُ:

"أنا متعبٌ، هيونجين"

لكنَّ تعبي ليس جسدياً، ولا حتى عاطفياً. إنه تعبُ
الروحِ التي أنهكتها محاولاتُ الفهمِ والتقربِ في عالمٍ لا
يقدمُ أيَّ إجاباتٍ.

تقتربُ مني، تحتضنني. للحظةٍ، يبدو أن العالمَ يتوقف.
لا شيءَ يتحركُ سوى أنفاسنا ودموعنا.

لكنني أدركُ الحقيقةَ. الحبُّ لا ينتصرُ دائماً، وأحياناً ما
نطلقُ عليه "الحب" ليس سوى انعكاسٍ لحاجتنا المُلحّة
للمعنى.

أبتعدُ عنك ببطءٍ.

أراكَ تحاولُ الإمساكَ بي مجدداً، لكنني أقولُ:

"لقد وُلدنا وحدنا، هيونجين، وسنبقى كذلك. الحبُّ ليس
سوى وهمٍ نحاولُ التشبثَ به كي لا نغرقَ في فراغ
وجودنا"

تفتحُ فمك لتقول شيئاً، لكن كلماتك لا تصلُ. أستديرُ
وأغادرُ، وأنتَ تظلُّ واقفاً هناك، كطيفٍ في منتصفِ
شارعٍ مهجورٍ.

ربما سنلتقي مجدداً. أو ربما لا.

لكن الحقيقةَ الوحيدةَ التي أعرفها الآن هي أننا كنا
نحاولُ ملءَ فجوةٍ داخليةٍ بشيءٍ خارجيٍ، وهذا محالٌ.

---

هذا الأسلوب يعمّق الصراع الوجودي، ويركّز على العجز أمام الحياة والعلاقات، مع المحافظة على الدراما العاطفية.

🎉 لقد انتهيت من قراءة LOVE SICKBOYS 🎉
LOVE SICKBOYSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن