"كان الحزن يثقل صدرها كصخرة عتيقة، تنبض ببطء تحت وطأة الذكريات والكلمات التي لم تجد طريقها للبوح، تاركًا في عينيها ظلالًا منكسرة لا تعرف الراحة."
تعليق واحد ..
......
---
بجوار النافذة المشرع، كانت تتحرك بعصبية في الغرفة، خطواتها تتسارع بين زاوية وأخرى كأنها تحاول الهروب من الكلمات التي تتراشق في الهواء. يدها تهتز وهي تشير بغضب نحو والدتها التي تقف في منتصف الغرفة، ملامحها صارمة وصوتها يطغى على المكان:
"كارينا، متى ستكفين عن هذا العبث؟ متى
ستدركين أن الحياة لا تنتظرك؟!"توقفت فجأة، التفتت نحو والدتها بعينين تلمعان بالدموع والغضب معًا.
"أنتِ لا تفهمين شيئًا!"
صرخت بصوت مختنق، قبل أن تلتقط حقيبتها بعصبية وتدفع الباب بحدة. خطواتها كانت ثقيلة وهي تعبر الممر الضيق، وكل نفس تأخذه يبدو وكأنه يزداد صعوبة.
عند نزولها الدرج، أخذت لحظة لتلتقط أنفاسها، يدها تلامس الجدار كأنها تبحث عن ثبات. في الخارج، كانت الرياح تعصف بضعف أوراق الأشجار، لكنها لم تبالِ. تابعت سيرها بخطوات متعثرة، كأنما تحاول الهروب من كل شيء، أو ربما من نفسها.
---
بعد لحظات من اختناق خرجت إلى الحديقة المجاورة، خطواتها مثقلة بحمل الكلمات التي لم تستطع قولها. اختارت كرسيًا خشبيًا تحت شجرة كبيرة، وجلست عليه بصمت. تركت حقيبتها تنزلق من يدها لتستقر بجانبها على الأرض، ثم أسندت ظهرها إلى الكرسي ورفعت رأسها إلى السماء.
الهواء البارد لفح وجهها، لكنه لم ينجح في تهدئة الغليان الذي يعتمل داخلها. أغمضت عينيها للحظة، كأنها تحاول عزل كل الأصوات التي تطن في رأسها. كل شيء كان فوضويًا: مشاعرها، كلمات والدتها، وحتى الطريقة التي غادرت بها المنزل.
لم يكن في الحديقة أحد سواها، إلا أصوات الطيور الخافتة وحفيف الأوراق. مدت يدها ببطء إلى حقيبتها، لتسحب منها دفترها القديم. قلمها تعثر للحظة فوق الصفحة البيضاء، لكنها لم تكتب شيئًا. فقط جلست هناك، تحدق في الفراغ، كأنها تنتظر من الحديقة أن تمنحها إجابة كانت تجهلها.

أنت تقرأ
Néctar De Flowers
Mystery / Thriller"رغم سميتها ،لم تستطع الزهرة السامة بعد كل محاولاتها جاهدة حماية نفسها من الوحش ،و سوء حظ سيطرة وحش كانت اقوى من سمومها ....لكن لا ننسى أنها استطاعت أن تسحره بجمالها " Fernardo Salvatore. Karina stive.