1) حياة جديدة

855 58 12
                                    


أيقظني ضوء الشمس المنبعث من خلف الستائر, فتحت عيوني بقوة و أمسكت هاتفي, نظرت للساعة
6:30
يا الهي, لماذا استيقظت في مثل هذا الوقت المبكر, كنت على وشك العودة للنوم عندما تذكرت بأنه أول يوم في المدرسة بعد العطلة الصيفية الطويلة. انتابني خليط من المشاعر, فأنا ما زلت غير مستعدة للعودة إلى المدرسة و الاستيقاظ باكرا, لكني في نفس الوقت كنت متحمسة لأني سألتقي بأصدقائي الذين لم أراهم طوال العطلة الصيفية, لقد اشتقت اليهم كثيرا.

نهضت من السرير بصعوبة

" أنا أسفة يا سريري العزيز, يجب أن أودعك الان لكني أعدك بأنني سأعود بسرعة"
أجل, سريري هو صديقي المفضل

ذهبت للحمام لكي أستعد, غسلت وجهي و فركت أسناني, نظرت لنفسي في المرآة, لكني لم اكن أرى نفسي جيدا بدون العدسات اللاصقة. ذهبت لإحضارهم و بدأت المعاناة, لقد اشتريتهم الشهر الفائت و ما زلت لست معتادة على وضعهم, ففي كل مرة أحاول وضعهم تقع حرب بيني و بينهم, أظن بأنهم يكرهوني, لكنهم أفضل من النظارات الطبية بالطبع.

وضعت العدسة الاصقة في العين اليمنى, لكني لم أستطع وضعها في العين اليسرى, بعد مرور 10 دقائق من المحاولات غضبت و رميتها على الأرض, و بالطبع بما أنها شفافة اختفت ولم أعد أراها.

" يا لها من بداية نهار جميلة "
قلت بسخرية و تنهدت

جلست على الأرض و بدأت بالبحث عنها, عندها دخلت أمي الى الغرفة

" عزيزتي الفطور-"
بدأت بالكلام لكنها توقفت عندما رأتني

" صباح الخير أمي "

" ماذا تفعلين على الأرض, و لماذا لم تجهزي نفسك لقد تأخر الوقت "

" أنا أبحث عن العدسة اللاصقة"
قلت و انتهبت لشيء يلمع بجانب قدمي

" ها هي, لقد وجدتها و أخيرا"
قفزت

" حسنا حبيبتي, هيا جهزي نفسك و انزلي تناولي الفطور لقد تأخرتي كثيرا"

" حاضر أمي, سأبدل ملابسي و أنزل فورا "

خرجت أمي من الغرفة ووضعت العدسة بالماء الخاصة بها  لكي تعود نظيفة، انتظرت بضع دقائق و بعد العديد من المحاولات استطعت وضع العدسة في عيني و عدت للحمام, نظرت إلى المرآة مرة أخرى و ابتسمت, شعرت بالسعادة عندما رأيت أسناني البيضاء و المرتبة بدون تقويم الاسنان الذي أزلته قبل أسبوع, في الماضي كان شعري لونه أسود غامق مجعد (كيرلي) لكن الان اختفت الكيرلس و أصبح مموج من الأسفل فقط, يصل إلى صدري و صبغته لون بني فاتح بدل الأسود, وضعت الكثير من المكياج, لكن لا يهم, فأنا أريد أن ابدأ العام الدراسي الجديد وأنا جميلة, فالجميع كان يعرفني بأنني الفتاة ذات تقويم الاسنان, الخاسرة, القبيحة.. أجل, في مدرستي كل من يلبس نظارات طبية و يضع تقويم أسنان و علاماته جيدة يصبح خاسر و قبيح، بالإضافة لصفة ' الباردة '.

I Wish..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن