على شاطئ البحر .. نسمات الهواء الدافئة تحرك أحاسيس رائعةرطوبة المياه تلطف الجو بشكل مفاجئ .. صوت الأمواج و حركتها منها الصغير و منها الكبير الهادئ شيء أروع من أي شيء ..وﻻ ننسى الشمس التي توشك على الغروب تجمع حولها عدة ألوان غاية في الروعة .. الأصفر ، البرتقالي ، الأحمر ، الأزرق و قد تستطيع لمح الأرجواني أيضا .. وقت في غاية الجمال مع سماء في غاية البهاء...كنت مع عائلتك تجلسين بهدوء تحاولين توليد المزيد من المشاعر التي سبق و أن أحسست بها .. فقط على شاطئ البحر .تملكتك المزيد من المشاعر لتستقيمي واقفه و تبدئين المشي مبتعدة .. انت في الحقيقة لا تعلمين الى اين تقودك قدماك ..اخيرا فتحت عيناك و ادركت انك بعيدة عن عائلتك بشكل كبير عندما نظرت خلفك ..اما على يمين الشاطئ لمحت كتلة سوداء .. لم تكن تلك الكتلة سوى شابا يرتدي الاسود ببنطاله القطني و قميصه الذي يرتدي القبعه الملتصقه به(هودي) .. يضم قدميه لصدره و يحدق للبحر بشرود ، ضوء الشمس التي توشك على الغروب ينير وجهه بشكل يجعله وسيما جدا دون حتى النظر لملامح وجهه ، كان شكله يخطف الروح .. وسامته لوحة أجمل حتى من سماء الغروبصحيح هو كان في شدة الوسامة ، لكن على أية حال كنت ستتجاهلين الأمر و تعودين لمكمن عائلتك ..لكن ما أوقفك هو موجة كبيرة جدا و صراخ الكثير من الناس حولك و عندما ثبت بصرك على الوسيم أمامك وجدته هائم بأفكاره لدرجة انه حقا لم يتنبه لتلك الامواج القادمه باتجاهكما ..فنطقت : "انت ، اسرع و ابتعد الامواج قادمه" ..استدار برأسه لينظر لك و يبتسم بألم .. و هذا قد جعلك تقعي لوسامته اكثر ..ادركت خطورة وقوفكما .. سحبته من معصمه ،فات الأوان بالفعل و قد سحبتكما الموجة الضخمة لعمق البحر بعيدا عن الشاطئ الهادئ ........... و بعد فترة من الوقت .فتحت عيناك ، انت على سرير ابيض .. بجانبيك ستائر تغطي سريرين اخرين كنظام تقليدي للكثير من المستشفيات .. حركت ذراعك -الذي آلمك بشدة- فتحت احدى الستائر ليكون ذات الشاب ببشرة شاحبه و الهدوء يسكن ملامحه ما لبثت ان تأملته ، حتى أتى احدى الأطباء و سحب سريره و عندما سألت عن السبب أخبروك بأنه احد المشاهير المهمين لذا تم نقله لجناح ال_في اي بي_ في ذات المشفى ..مرت الأيام بينما أنت تحاولين نسيان الأمر .. لكن ، دون جدوى ترجى من ذلك .. فملامح ذلك الشاب ، ابتسامته ، غموضه و بالتأكيد وسامته لم تغب عن مخيلتك لثانية واحدة ....في احدى الايام بعد مرور اسبوعين تقريبا على تلك الحادثه .. كان اليوم الذي ستخلعين فيه جبيرة ذراعك .. و بذات الوقت عليك التحضير لحفل تخرجك في الغد .و هاقد أتى اليوم .. اهم يوم في حياتك الذي سيشهد نهاية مراحلك المدرسية ..ارتديت فستانك الأسود بأناقة ، رفضت ارتداء الكعب العالي بحجة كرهك له .. و أخيرا ، تسريحة شعرك الرقيقة و الاكسسورات المميزة و لا ننسى بالطبع عباءة التخرج و القبعة ..و بعد فترة قصيرة في الطريق ، وصلت أخيرا لمكمن الحفل بالقرب من مدرستك ..تم تسليم شهادات التخرج و الهدايا الملحقه بها ..و الآن حان الوقت الذي تكرهيه بشدة .. (رقص الثنائيات)بالطبع كان الأمر أنك تمتلكين الكثير من الصديقات -كثيرات الحظ- انتقلوا لبقعة الرقص في صالة الحفل .. اما انت الفتاة الوحيدة بين صديقاتك من تعيش حياتها مع نفسها ..في ذلك الوقت لمعت صورة شاب الشاطئ نصب نظرك و ابتسمت بإعجاب .."هل تسمحين لي ؟" ..رفعت بصرك عن كفيك لتجدي شاب الشاطئ انتقل من افكارك الخيالية الى ارض الواقع .." هذا انت ؟ .. انا اسفه لا استطيع"اومأ بخيبة امل و سألك بحزن .."هذا ما كنت قلقا بشأنه .. إذا ، انت مرتبطة بالفعل ؟ هل يمكنني ان اعرف من هو ؟ هل هو من مدرستنا أم سيأتي لإصطحابك بالخارج"كنت تحدقين بصرك بالفتى امامك و تحاولين التركيز على كلماته بدلا من التحديق بمدى وسامته .. لكن ، قطع تركيزك صوت ضحكات قطعت الهدوء أيضا ..في الحقيقة أولئك كانو أصدقاء شاب الشاطئ (اكسو) من لم يستطيعوا التحكم بضحكاتهم و انحنوا أسفا للحضور .. ضحكاتهم كانت بسبب أن شاب الشاطئ هذا -الذي لم يكن سوى صديقهم و قد أحرقهم بنظراته الغاضبة بالرغم من أنه أصغرهم – لم يكن كثير الكلام كهذا الا اليوم .."أنا لازلت متفاجئة ، هل أنت حقا في مدرستي؟؟ "رد على سؤالك .."نعم ، لكن لم تجيبيني من هو ؟ .. اقصد من تحبيه "ضحكت بخفة .."فهمت الأمر بشكل خاطئ ، في الواقع أنا لا أملك شخصا كهذا"ابتسم بفرح .."إذا لم ترفضين الرقص برفقتي؟" ..ضحكت مجددا .."هو فقط بسبب حماقتي ، انا ﻻ أجيد الرقص" ..ضحك برفقتك .."هكذا إذا ، لا عليك سأحاول تعليمك هيا التقطي كفي رجاءا"بسط كفه أمامك و ابتسم بشكل ساحر .. كنت سترفضين بالتأكيد .. لكن ، مظهره جعلك تنفيذين طلبه بكل خضوع ..تبدلت الموسيقى لتبدأ موسيقى هادئة تناسب مشاعرك و ملامحه بشكل مفاجئ ..اقترب ليضع احدى ذراعيه على ظهرك المكشوف و قد شعرت بالخجل الشديد – بالطبع ذلك بسبب كونك لأول مرة ترتدين فستان حفل كهذا- ..بعدها كانت ذراعه الاخرى فوق ذراعه الاولى .. على ظهرك أيضا و هذا أربكك بشكل ملحوظ .. و قد لاحظ هو ما حدث ، فهمس .."لا يجب على الراقصة أن تكون مشدودة الأعصاب" و ابتسم بخبثو هنا انت غرقت في احراجك ..نظرت حولك تحاولين معرفة شكل الرقصة و ادركت بأنه يجب على يديك ان تستريح على كتفيه .. ففعلت .و في منتصف الرقصة المثالية .. اصابك الاحراج بشكل قوي من قربه الشديد المفاجئ .. فما كان منك الا ان تعثرت بطرف فستانك و دهست قدمه ..امسك بك ، ينقذك من الوقوع أرضا .. لكنه ، كان يقطب حاجبيه بألم فقد كان ثقل جسدك بأكمله على قدمه قبل ثواني .."انا اسفه حقا .. اخبرتك بأمر فشلي في الرقص"ابتعدت ملامح الألم ليبدلها بإبتسامته الساحرة .."ﻻ تفكري بالأمر .. *اسمك* -شي"تفاجأت .."كيف تعرف اسمي ؟"ضحك بسحره .."و هل تعتقدين بأني سأتركك دون التحري عنك ، خاصة بعد إعجابي بك ذلك اليوم و قبله " ..فكرت .. هل حقا أعجب بك ؟؟ و كان يعرفك قبل يوم الشاطئ أيضا ؟!! فأنت لست سوى فتاة عادية ﻻ تمتلك تلك الأنوثة الرائعة ، خاصة بعد أن علمت مسبقا عن كونه شخصا من المشاهير.."و ما اسمك أنت ؟"هنا .. فتح عينيه بصدمة"انت لا تعرفين من انا ؟"حدقت به ك (أجل و ان كان ؟ هل يجب علي ان اعلم من انت؟)ضحك بخفة .."أحبك .. *اسمك*".فتحت عيناك بإتساع .."يااااه انت شاب الشاطئ ، هل تمازحني؟ .. انا لم اعرفك سوى ليوم واحد" ..ابتسم بشدة لتظهر تجاعيد لطيفه .. جانب عينيه و أنفه"لكني أعرفك منذ فترة طويلة .. اعتقد سنة؟ ربما أكثر !!"الصدمات تداهمك بتتالي .."حقا ؟ و ماذا تفسر لقاء الشاطئ؟"ضحك مرة اخرى .."كنت متعبا ، هربت من الشركة لأبقى وحيدا .. فأنا حقا سئمت محاولة الاعتراف لك .. و عندما قابلتني كانت فقط (مجرد صدفة جميلة)".....حقا ؟ كان يحاول الاعتراف لك ؟ و كيف لم تعلمي بالامر ؟ تلك الاسئلة كانت تدور في عقلك ..رد بنفاذ صبر .."اكره الانتظار ، هل يمكنك فقط قبول مشاعري و ننتهي بالعناق؟"قكرت .. هل حقا وقعت بحبه و لا مشكله ان تقبلي بمشاعره ام ماذا ؟؟عندها قطع تفكيرك عناقه السريع ليبتعد بعدها .."ها أنا اقتربت منك .. ان كنت تشعرين بالتوتر الشديد و بعض الحرارة و الشعور الغريب .. اذا انت وقعت بحبي لذا توقفي عن التفكير و اقبلي بمشاعري .. اخبريني ماذا شعرت؟"لم تكوني لتسمعي كلماته .. لانك مازلت تحت تأثير عناقه الذي تصفيه فقط بالسحر ..فأجبت بشرود .."أقبل .. أقبل بمشاعرك (شاب الشاطئ)"ضحك بشدة ليكمل عناقه .. لكن ، هذه المرة كان أكثر سحرا ، أكثر دفئا ، و أكثر روعة .."أحبك .. *اسمك* -شي"ابتسمت بحب .. ابتعد عنك و قبل جبينك ، ثم تحدث بصوته ذو البحة المميزة .. رجولي للغاية .بهدوء يعاكس نبضات قلبك .."لا تفكري .. تحدثي هل تبادليني؟ "اجبت بعشق و بملامح حالمه .." أليس من المفترض أن أعرف اسم الشخص الذي أحب ؟ على أية حال أحبك"ابتسمت تشعرين بالخدر و كأنك مخمورة .."سيهون ، اوه سيهون"أكمل .."إذا ، موعدنا الأول سيكون على نفس الشاطئ؟"انتهى يومكما بالكثير من الحب و العشق و الهيام ..أما موعد الشاطئ فكان أشبه بالخيال و الحلم الذي لا تتمني الاستيقاظ منه مطلقا......**النهاية**